أعلن السيد حسن نصر الله الأمين العام لـ«حزب الله» وقوفه إلى جانب المقاومة في غزة واستعداده «للتعاون وللتكامل بما يخدم تحقيق أهدافها وإفشال أهداف العدوان».
هل يعني ذلك إستعداد «الحزب» لفتح جبهة الجنوب؟ وهل هناك مؤشرات الى احتمال إندلاع حرب بينه وبين إسرائيل؟
في الواقع لا شيء يوحي بذلك، ولا نية حالياً لدى إسرائيل و«حزب الله» في المواجهة المباشرة لاعتبارات دولية وإقليمية تتصل بالمفاوضات الأميركية – الإيرانية من جهة، وانشغال إسرائيل بالحرب في غزّة، و«الحزب» بالقتال في سوريا.
ما يجري راهناً، هو أن القوات الإسرائيلية تمتحن جدوى عملياتها العسكرية التكتيكية في غزّة، وتُراقب قتال «حزب الله» في سوريا وتدرس أداءه العسكري، فيما يكتسب «الحزب» مزيداً من الخبرة القتالية في سوريا، ويُراقب أداء إسرائيل العسكري في غزّة، إستعداداً للحرب المقبلة بينهما.
لبنان ليس غزّة، و«حزب الله» ليس حركة «حماس»، وبالتالي فإن القتال في حال اندلاعه، سيكون مختلفاً وأكثر ضراوة ودماراً، نظراً إلى الإختلاف في الجغرافيا، وساحة المعركة، والقدرات العسكرية.
1 – يملك «الحزب» ترسانة من الصواريخ، أكبر حجماً وأكثر تطوراً وأبعد مدىً، مما يملكه المقاتلون الفلسطينيون.
2 – يملك «الحزب» خطوط إمداد وتموين أوسع وأفضل من مقاتلي غزّة، ولديه مساحات ومعدات وقدرات بشرية وعمق إستراتيجي غير متوافر لـ«حماس».
3 – يُعتبر «حزب الله» أقل اختراقاً من المخابرات الإسرائيلية خلافاً للتوغل الإسرائيلي في التنظيمات الفلسطينية.
4 – هناك شكوك في أن نظام «القبة الحديد» الذي أثبت فاعليته في التصدي للصواريخ الفلسطينية، قادر على التصدي لصواريخ «الحزب» الأكثر تطوّراً وبينها صواريخ باليستية.
أما سيناريو المواجهة إذا ما حصلت على أرض لبنان، وهذا أمر مستبعد في المرحلة القريبة المقبلة، فإنه يقوم على ما تعلّمته إسرائيل من إخفاقات حرب تموز 2006، وما اكتسبته من الحروب على غزّة، لتشنّ هجوماً برياً ضارياً على جنوب لبنان، لأن الضربات الجوّية لم تمنع إطلاق الصواريخ حتى اليوم الأخير من حرب تموز.
وسيحاول الإسرائيليون، حسب تحليلات غربية، السيطرة على مناطق إطلاق الصواريخ القريبة من إسرائيل، لكن البقاع سيبقى بعيداً عن المواجهة البرّية، كما أن الأنفاق ستبقى عائقاً أمام محاولات منع إطلاق الصواريخ، حتى من خلف خطوط القوات الإسرائيلية في حال تقدّمها.
لقد زاد «الحزب» ترسانته الصاروخية، ووسّعت إسرائيل قدرات مضادات الصواريخ لديها، كما حصّنت دباباتها لعدم الوقوع مجدداً في مصيدة صواريخ «حزب الله» الحرارية. وتبيّن أن هذا التحصين أعطى نتيجة في الحرب على غزّة.
لا أحد يستطيع التكهن بنتائج الحرب المقبلة، بعدما أكمل الجانبان إستعداداتهما جيداً. وتبقى المفاجآت في الميدان.
المصدر :الجمهورية