عصر الجمعة الأخيرة من شهر شعبان المعظم، (28شعبان 1435هـ الموافق 27 / حزيران – يونيو /2014 م)
ألقى حجة الإسلام والمسلمين سماحة الشيخ جلال الدين الصغير محاضرة قيمة نادرة الفكرة والمضون في ملتقى براثا الفكري الذي ينعقد عصر كل يوم جمعة في قاعة المحاضرات الكبرى بمسجد براثا المعظم ببغداد
نورد هنا فقرات من هذه المحاضرة المهمة.
قال سماحة الشيخ جلال الدين الصغير:
يشار الى النواصب في الروايات بعدة مستويات، والى ما قبل هذه المحاضرة، كان ينظر الى الروايات التي تتحدث عن ان الصيحة الابليسية التي تنطلق من بعد صيحة جبرائيل صلوات الله وسلامه على نبينا واله وعليه، تنادي بأن الحق مع فلان، وعدة من الروايات تطرح مسألة النداء بفلان بعنوانه الضد من أمير المؤمنين ص والضد للإمام المنتظر عج.
ومضى سماحته الى القول:
حينما أقول الى ما قبل هذه المحاضرة بإعتبار ان كلمة عثمان التي تتردد في هذه الروايات كان غالبة المحللين يرون بأنها تعني السفياني، في الوقت الذي نلاحظ أن السفياني في وقت الصيحة يكون قد كسر في العراق، ويكون أيضا قد خاض حربا ضد النواصب في معارك بني قيس وفي معارك الشام، بالشكل الذي لا يصلح لكي يكون هو واجهة هؤلاء على اقل التقادير لان اسمه عثمان يتردد في هذه الروايات لذلك لعله جميع المحللين كانوا يرون بأم النداء يكون بحق السفياني، في الوقت الذي نلاحظ أن الروايات الشريفة، لن تعرض الى الامام ص بعنوان المضاد له هو السفياني، السفياني حركة تظهر قبل الظهور الشريف وتضمحل الى حد كبير قبل خروج الامام ص بحالة الخسف التي تحصل في المدينة المنورة، ولذلك لا يوجد هنا قياس ما بين عثمان المطروح وما بين عثمان بن عنبسة الاسم الرمزي للسفياني لعنه الله ونستظهر من ذلك، أن الإمام ص بإعتبار أن مدرسته تناهضها مدرسة في المقابل، هذه المدرسة التي تتظاهر ضد أهل البيت بعنوانهم أهل البيت ص، وتعرفون بأن موقفنا من السفياني، أننا نقول بأن هذا الرجل ليس من مدرسة النواصب بشيء، وإنما هو مجرم إستثنائي ولكن إجرامه يصب على حواضن النواصب حتى أكثر من شيعة اهل البيت ص وبالتالي لا يكون هو المدرسة المناهضة للإمام عج في بعدها العقائدي، نعم في بعد النفوذ والسياسة والامن يناهض، لأنه مجرم بل لأنه فاسق كما تصفه الروايات الشريفة، لكن المناهضة العقائدية لا وجود لها بل بعض الروايات تشير الى ان السفياني لعنه الله حينما يخرج الامام عج ويصل الى الكوفة يحاوره الامام ويقبل من الامام حواره، ويقبل الإذعان الى الامام ص حتى اذا ما عاد الى قياداته الميدانية، يعيبون عليه ما فعل وبالنتيجة، ينقلب في اليوم اللاحق، إجرامه انما يكون قبل الامام، اما الحديث عن عهد الامام عج فهذه الرواية بمعزل عن صحتها او عدمه، لكنها تطرح هذا المفهوم، أن السفياني يتحدث عن ابن عمه تارة ويقصد به الامام ص، وأيضا ان الامام يحاوره ويقيم عليه الحجة ويقنعه بالالتحاق به، الا انه ينكث بعد ان يرجع الى قومه، اذن الحديث عن النداء بعثمان لا علاقة له بالسفياني وانما له علاقة بالمدرسة التي تناهض اهل البيت ص في محتواها العقائدي بحيث ان صيحة يطلقها جبرائيل وهم يتسالمون على هذه الصيحة، الا انها حينما تنادي بحق اهل البيت ص ينتفضون عليها فتشير الرواية بأن ابليس ينادي في اليوم اللاحق بنداء يشار فيه الى انه من سحر الشيعة إشارة الى صيحة جبرائيل، ويشار الى ان الحق يكون في المدرسة المناهضة لمدرسة اهل البيت ع مما يعني أن الاتجاهات السياسية والأمنية ستتجه بالشكل الذي يمكن لنا أن نحسب قبل الفجر المهدوي، أن هذا الوضع السياسي والأمني يكون النواصب فيه هم حجر الرحى، بالنسبة الى الحركة المعادي للإمام ص، وهذا المعنى علينا ان نجد مصاديق له كثيرة بالشكل الذي لا يشار الى وجود مجموعة من النواصب هنا ومجموعة من النواصب هنا، وانما يشار الى ظاهرة تتصدى الى العملية الأمنية والسياسية بالعنوان الناصبي، لذلك لا يمكن المشابهة ما بين الحركات التي تنادي بمطالب معينة إزاء حكم الشيعة، في قبال حركات تنادي باستئصال الشيعة، ثمة فرق بين من يأتي ليطالب ما يشعر بأن هذا حق له، حتى لو طالب بالحكم نفسه، وما بين من ينادي باستئصال الشيعة والانتقام من مرتكزات المعتقد الشيعي، الأول لا نسميه بالناصبي وان بدى ان يكون او من الممكن ان يكون من حواضن هؤلاء ولكن الثاني لا شك ولا ريب انه هو من النواصب وحاضنته أيضا هي حاضنة هؤلاء النواصب، مما يترتب على ذلك ان حرب للنواصب ستؤسس بعنوان طلائع للفجر المهدوي ستأسس لاستئصال الشيعة، هذا ملخص المستندات الروائية التي تتحدث عن أيام ما قبل الفجر المهدوي.
بعد هذا الجزء المستل من محاضرة سماحة الشيخ الصغير القيمة، لا نريد أن نستبق ما ورد في الفيديو المرفق الذي يتوفر على مقاربة مهمة جدا للموضوع المبحوث ومن زوايا متعددة
لكننا كنا نبغي وضعكم في أجواء هذه المحاضرة المهمة جدا في سلسلة محاضرات القضية المهدوية التي ينهض سماحة الشيخ جلال الدين الصغير بقسط وافر من إيضاح مجرياتها، أستنادا الى ما ورد عن أهل البيت عليهم السلام
ومن المؤكد أن هذه المحاضرة والمحاضرات التي سبقتها بحاجة الى متابعة مباشرة من المتلقي كي يلم بأهدافها ودواعي طرحها..
وهذا ما فعلناه هنا حينما أوردنا التسجيل الصوري للمحاضرة، متمنين أن نراها في وقت قريب مطبوعة وبمتناول القراء والمتابعين والباحثين على حد سواء، لما أنطوت عليه من تفاصيل تربط بين الرواية المنقولة عن المعصوم عليه السلام والحدث المعاش.
أن تقديما مبتسرا في خبرنا هذا سيكون قاصرا عن إيصال مضمون المحاضرة الى الأخوة المنتظرين ، ولذلك يسرنا أن نقدم المحاضرة الى حضراتكم هنا عبر اليوتيوب، سيما و أن هذه المقدمة فقط لنضع القاريء الكريم قي أجوائها ولا نريد أن نقدم تفصيلا للمحاضرة ، ولكن توخينا عرض بعض من مقدمتها فقط ..ونشير أشارات بسيطة الى دلالاتها…..
وفي عمق المحاضرة تفاصيل لا يغني تقديمنا المبتسر عن سماعكم لتفصيلاتها كما وردت في الفيديو أدناه ..
وجرى في ختام المحاضرة نقاش وحوار وإجابات من قبل سماحة الشيخ الصغير على أسئلة الحاضرين حول موضوع المحاضرة وسواها من المواضيع المهدوية.
المحاضرة التي حضرها جمع من المهدويين المنتظرين من طلبة العلوم الدينية والأكاديميين ، وغيرها من محاضرات سماحة الشيخ جلال الدين الصغير موجودة على موقعه الرسمي في شبكة الأنترنيت على الرابط: http://www.sh-alsagheer.com/index.php?show=news&action=article&id=1387
وعلى صفحة سماحته الشخصية في شبكة التواصل ألأجتماعي الفيسبوك على الرابط:
https://www.facebook.com/jalal.alsagheer
ولمتابعتها على موقع (اليو تيوب) يرجى متابعة الرابط ادناه: