الشيخ علي الدهنين
يقوم الإمام المهدي عليه السلام بالعديد من المهام في مدينة الكوفة وذلك بعد أنْ يدخلها ويستتب له الأمر فيها، ومن ذلك:
أولاً: يبني مسجدا له ألف باب في ظهر الكوفة:
فعن مفضل بن عمر, قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام ي
يقوم الإمام المهدي عليه السلام بالعديد من المهام في مدينة الكوفة وذلك بعد أنْ يدخلها ويستتب له الأمر فيها، ومن ذلك:
أولاً: يبني مسجدا له ألف باب في ظهر الكوفة:
فعن مفضل بن عمر, قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: (إنّ قائمنا إذا قام أشرقت الأرض بنور ربها، وربما استغنى الناس (من ضوء الشمس), ويعمر الرجل في ملكه حتى يولد له الف ذكر لا يولد فيهم انثى ,ويبني في ظهر الكوفة مسجدا له الف باب, وتتصل بيوت الكوفة بنهر كربلاء وبالحيرة, حتى يخرج الرجل يوم الجمعة على بغلة سفواء يريد الجمعة فلا يدركها).
ثانياً: يعلم الناس تأويل القرآن:
فعن جابر. عن أبي جعفر عليه السلام انّه قال: (إذا قام قائم آل محمد عليه السلام ضرب فساطيط لمن يعلّم الناس القرآن على ما انزل الله سبحانه وتعالى, فأصعب ما يكون على من حفظه اليوم, لأنه يخالف فيه التأليف), فما هو موجود عندنا اليوم من تفسير للقرآن الكريم هو عبارة عن كشف ظاهري لمعاني القرآن, ولكن الإمام عليه السلام يعلّم الناس التفسير الواقعي و يزيد في تعميق المعرفة.
ثالثاً: يحكم بحكم الله الغيبي لا يطلب من احد شهوداً:
فعن سعدان بن مسلم, عن بعض رجاله, عن أبي عبد الله عليه السلام انّه قال: (بينا رجل على رأس القائم يأمره و ينهاه إذا قال عليه السلام أديروه, فيديرونه إلى قدامه, فيأمر بضرب عنقه, فلا يبقى في الخافقين شيء إلاّ خافه), لانّه بحسب معايير الناس الظاهرية فانّ هذا الشخص يصلي ويصوم، وشاهر سيفه لخدمة الإمام عليه السلام فكيف يأمر بقتله!؟.
– وعن أبي عبد الله الصادق عليه السلام انّه قال: (إذا قام قائم آل محمد عليه السلام حكم بين الناس بحكم داود ولا يحتاج إلى بيّنة, يلهمه الله تعالى فيحكم بعلمه, ويخبر كل قوم بما استبطنوه, ويعرف وليه من عدوه بالتوسّم, ولذلك قال الإمام الباقر عليه السلام: (إنما سمي المهدي مهديا لأنه يهدي إلى أمر خفي) ومن أمثلة الأمر الخفي انّه يقتل حسب الموازين الموجودة عنده عليه السلام, وليس بحسب الموازين التي يفهمها الناس, بدليل ما جاء في ذيل رواية الإمام الباقر عليه السلام (يهدي لما في صدور الناس, يبعث إلى الرجل فيقتله لا يدري في إي شيء قتله).
– والقرآن الكريم هيّأ المؤمنين لقبول هذه الفكرة بسرد قضية الخضر مع موسى عليه السلام، فالخضر قتل الغلام بما جرى عليه خط التكليف واعترض عليه موسى عليه السلام، وكان فعل الخضر صحيحاً واعتراض موسى صحيح أيضاً, لان هناك ميزانين: ميزان للشريعة الظاهرية, وميزان للعلم اللدني. وهذا المثال القرآني يفيدنا في قضية ارتباطنا بالإمام المهدي عليه السلام, فالإمام إذا خرج سيرينا أفعالاً شبيهة بأفعال الخضر عليه السلام, بل وأخطر وأدهى وأخفى منها.
رابعاً: أحكام جديدة:
بعد انْ يدخل الإمام المهدي عليه السلام الكوفة سيطبّق أحكاماً لم تطبّق من قبل, منها: انّه يورث الأخ من أخيه لا في الولادة بل في الاظلة, فعن الإمام الصادق عليه السلام انه قال (إن الله تبارك و تعالى آخى بين الأرواح في الاظلة قبل ان يخلق الأجساد بألفي عام, فلو قد قام قائمنا أهل البيت ورّث الأخ الذي آخى بينهما في الاظلة, ولم يورث الأخ في الولادة). إذا هناك أحكام جديدة سيعلنها الإمام المهدي عليه السلام, ولهذا يتبادر للذهن تساؤل هو: هل سيأتي الإمام عليه السلام بشريعة جديدة, بقرآن جديد، وبسنّة جديدة!؟ الجواب: نعم لكن ليس قرآنا غير قرآن جدّه صلى الله عليه وآله وسلم, وانّما القرآن هو نفسه الموجود بين أيدينا اليوم إلاّ انّ الإمام عليه السلام يرتب آياته بحسب النزول, و يشرح مطالبها ويستخرج مصحف أمير المؤمنين عليه السلام.