خالد الخالدي
بين الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني أن الاحتلال الإسرائيلي يستغل أكثر من 85% من المساحة الكلية لأراضي فلسطين التاريخية البالغة 27 ألف كيلومتر مربع، فينما يستغل الفلسطينيون 15% فقط من مساحة الأراضي.
وأوضح الإحصاء في بيان بمناسبة الذكرى الـ38 ليوم الأرض الذي يصادف 30 مارس من كل عام، أن نسبة الفلسطينيين تشكل 48% من إجمالي السكان في فلسطين التاريخية، ما يقود إلى الاستنتاج بأن الفرد الفلسطيني يتمتع بأقل من خُمس المساحة التي يستحوذ عليها الفرد الإسرائيلي من الأرض.
القدس تهويد ممنهج
وتقوم سلطات الاحتلال بهدم المنازل الفلسطينية ووضع العراقيل والمعوقات لإصدار تراخيص البناء للفلسطينيين، وحسب مؤسسة المقدسي فمنذ العام 2000 وحتى 2013 تم هدم 1,230 مبنى في القدس الشرقية، ما أسفر عن تشريد ما يقارب 5,419 شخصاً منهم 2,832 طفلا و1,423 امرأة، وتقدر إجمالي الخسائر التي تكبدها الفلسطينيون جراء عمليات الهدم لمبانيهم في القدس بنحو 3.5 مليون دولار (لا تشمل مبالغ المخالفات المالية الطائلة التي تفرض على ما يسمى بمخالفات البناء).
وتشير البيانات إلى تزايد وتيرة عمليات الهدم الذاتي للمنازل في القدس منذ العام 2000 حيث أقدمت سلطات الاحتلال على إجبار 320 مواطنا على هدم منازلهم بأيديهم، وشهد العام 2010 أعلى عملية هدم ذاتي والتي بلغت 70 عملية، وفي العام 2009 بلغت 49 عملية هدم.
وتشير البيانات إلى أن إجمالي مساحة المنازل التي هدمها الاحتلال في القدس خلال العام 2013 قد تضاعفت عما هي عليه في العام 2012 حيث بلغ إجمالي مساحة المباني السكنية المهدومة خلال العام 2013 نحو 6,196 متر مربع، فيما بلغ إجمالي مساحة المنشآت المهدومة نحو 1,150 متر مربع، علما أن هناك العديد من حالات الهدم الذاتي يتكتم عليها السكان ولا يقومون بإبلاغ الإعلام ومؤسسات حقوق الإنسان ومؤسسات المجتمع المدني عنها حسب مؤسسة المقدسي. وتشير بيانات مؤسسات حقوقية إسرائيلية إلى أن سلطات الاحتلال قد قامت بهدم أكثر من 25 ألف مسكن في فلسطين منذ العام 1967م.
نصف المستعمرين يسكنون في محافظة القدس
وبلغ عدد المواقع الاستعمارية والقواعد العسكرية الإسرائيلية في نهاية العام 2013 في الضفة الغربية 482 موقعاً، أما عدد المستعمرين في الضفة فقد بلغ 563,546 مستعمراً نهاية العام 2012. ويتضح من البيانات أن 49.2% من المستعمرين يسكنون في محافظة القدس حيث بلغ عـددهم حوالي 277,501 مستعمراً منهم 203,176 مستعمراً في القدس الشرقية، وتشكل نسبة المستعمرين إلى الفلسطينيين في الضفة الغربية حوالي 21 مستعمر مقابل كل 100 فلسطيني، في حين بلغت أعلاها في محافظة القدس حوالي 69 مستعمر مقابل كل 100 فلسطيني.
ويستخدم المستعمرون اليهود 50 مليون متر مكعب من المياه المسروقة من الفلسطينيين لزراعة الأرض التي استولى عليها الاحتلال.
وتشير بيانات الإحصاء الإسرائيلي أن المساحة المزروعة في المستعمرات اليهودية بالضفة الغربية خلال العام 2012 حوالي 86 كيلومتر مربع معظمها زراعات مروية، مستغلة حوالي 50 مليون متر مكعب سنوياً للزراعة من المياه الجوفية الفلسطينية، بينما لم تتجاوز المساحة الأرضية المزروعة المروية من قبل الفلسطينيين 78 كيلومتر مربع، ولا تزيد كمية المياه المستهلكة للزراعة في الضفة الغربية عن 30 مليون متر مكعب سنوياً حسب بيانات عام 2011 بسبب قيود الاحتلال الكبيرة على الفلسطينيين في استخراج مياههم الجوفية.
والجدير بالذكر أن مساحة الأراضي الزراعية وكميات المياه المستغلة من قبل الاحتلال الإسرائيلي يمكن أن توفر حوالي 100 ألف فرصة عمل في حال استغلالها من قبل الفلسطينيين في الضفة الغربية، الأمر الذي يساهم في زيادة الناتج المحلي الإجمالي ونصيب الزراعة منه وخفض نسبة البطالة، بالإضافة إلى المساحات الزراعية الشاسعة المحاذية للحدود الشرقية لقطاع غزة والتي لا يتم استغلالها من قبل الفلسطينيين بسبب إجراءات الاحتلال على حدود القطاع.
الاحتلال يصادق شهريا على أكثر من 2,000 وحدة استيطانية
وشهد العام 2013 هجمة شرسة على الأراضي في فلسطين، طالت الاعتداءات نحو ثمانية آلاف دونم بالمصادرة، أو التجريف أو الحرق، وأكثر من 15 ألف شجرة مثمرة تم تدميرها، الأمر الذي يعني الإضرار بالبيئة الفلسطينية، وكذلك أعلنت سلطات الاحتلال عن المصادقة على أقامة ما يزيد على 23 ألف وحدة استيطانية تركزت في محيط القدس، حسب التقرير السنوي الصادر عن دائرة العلاقات الدولية بمنظمة التحرير الفلسطينية.
الاحتلال ينهب الثروات الطبيعية من أراضي الضفة الغربية
وفي الوقت الذي يحظر القانون الدولي على دولة الاحتلال استغلال الموارد الطبيعية للأراضي المحتلة، إلا أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تتعامل مع الأراضي الفلسطينية المحتلة في الضفة الغربية على أنها حقل مفتوح للاستغلال الاقتصادي، حيث تدير سلطات الاحتلال الإسرائيلية حسب “مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة- بتسيلم” مواقع سياحية في الأغوار الفلسطينية، كمغارات سليمان ومحمية عين الفشخة ومحمية وادي القلط، وتستغل الشواطئ الفلسطينية للبحر الميت وتحرم الفلسطينيين من تطوير السياحة في هذه المنطقة، بالإضافة إلى تخصيص أراض فلسطينية في الأغوار كمكبات للنفايات يتم فيها التخلص من مياه الصرف الصحي للمستعمرات، وكمكبات للنفايات الصلبة الناتجة عن المناطق الصناعية في المستعمرات، كما تقوم بعلميات الحفر للتنقيب عن النفط والغاز الطبيعي.
المصدر: وکالة الأنباء الاسلامیة الدولیة(إینا)