أشار أحمد جمال الدين إلى أن “الدعوة السلفية” تسعى بكامل قوتها إلى إعادة القنوات الدينية لأنها ذات تأثير قوي في الأوساط الاجتماعية في مصر، لافتًا إلى أن هناك مساعي قوية حاليًا لإنهاء هذا الأمر قبل الانتخابات الرئاسية المقررة في مصر مايو القادم.
أثار اعتزام الدعوة السلفية في مصر إنشاء قناة فضائية تحمل اسمها وشعارها، لتكون معبرة عن أفكارها، جدلا واسعا خاصة مع التخوف من تكرار نفس أخطاء القنوات الدينية التي أججت العنف والطائفية.
كشفت مصادر بـ”الدعوة السلفية”، أن هناك اتصالات تجري بين التيار السلفي والسلطة الحالية، لإعادة بث القنوات الدينية مرة أخرى، التي تم إغلاقها في يوم الثالث من يوليو الماضي.
وقال أحمد جمال الدين، القيادي بـ”الدعوة السلفية” إن الاتصالات التي تدور بين الطرفين سيتم البت فيها خلال الأيام المقبلة.
وأكد خبراء إعلاميون أن المشكلة تتمثل في علاقة الدعوة السلفية بحزب النور وكيف يمكن بناء علاقة بينهما تفصل بين العمل السياسي وأدواته والعمل الدعوي وأدواته. وحزب النور يبدو كيانا غامضا غير واضح الملامح مع سطوة الدعاة والمشايخ على نشاطاته.
وأشار أحمد جمال الدين إلى أن “الدعوة السلفية” تسعى بكامل قوتها إلى إعادة القنوات الدينية لأنها ذات تأثير قوي في الأوساط الاجتماعية في مصر، لافتًا إلى أن هناك مساعي قوية حاليًا لإنهاء هذا الأمر قبل الانتخابات الرئاسية المقررة في مصر مايو القادم.
واعتبر محمود مزروعة، عضو مجلس أمناء “الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح”، أن القنوات الدينية هي الضحية في الصراع السياسي القائم حاليًا.
وقال شعبان عبد العليم، عضو الهيئة العليا بحزب “النور”، إن استمرار غلق القنوات الفضائية الدينية اعتداء على حقوق العاملين بتلك القنوات وخروج عن القواعد الدستورية التي أقرها الدستور الجديد،الذي لا يجيز وقف قناة فضائية أو غلق صحيفة إلا بحكم قضائي نهائي لما فيه من اعتداء على الحقوق والحريات.
من جانبه قال الإخواني المنشق، سامح عيد، الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، إن “إنشاء الجبهة السلفية قناة للترويج لأفكارها وللبرنامج الانتخابي لحزب النور، يعتبر أمرا إيجابيا”، مشيرًا إلى أن “صمت السلفيين يصعب الحكم عليهم، بينما وجود منبر إعلامي لهم يساعد في مـــعرفة مـواقفهم”.
وأضاف أن المحتوى الذي ستقدمه القناة هو ما سيكشف إذا كانت القناة مجرد تكرار لقناة مصر25، التي أطلقها الإخوان بعد ثورة يناير، أم أن هناك فرقًا بين الرؤى الفقهية للإخوان والسلفيين، متوقعًا أن تكون قناة السلفيين مختلفة عن قناة الإخوان التي قدمت في بداياتها محتوى جيدا، اختلف بعدما أعلنت الجماعة التحدي الصــــريح للمصريين.
هل ستكرر قناة الدعوة السلفية أخطاء الإخوان
وأشار إلى أن قناة السلفيين لا يشترط لها أن تحقق المخاوف من خلط الدين بالدولة، خاصة وأنها قد تقدم مضمونا إعلاميا جيدا، يكون بعيدا عن الخطب التي تقال في المنابر، كما أنها قد لا تستخدم الدين من أجل الترويج للأفكار السياسية، ومن ثمّ فالحكم المسبق عليها غير صحيح.
من جانبه، قال هشام النجار الباحث الإسلامي، إن افتتاح فضائية خاصة لحزب النور والدعوة السلفية بهذه المبررات غير مقنع، خاصة مع عودة الجدل حول أداء القنوات الإسلامية وخطابها.
وقال محمد العرابي رئيس حزب المؤتمر، إن استخدام الخطاب السياسي من خلال قناة موجهة لحزب بعينه، قد يزيد من الاحتقان. وأوضح العرابي أن الدعاية الانتخابية لها أساليب أخرى، منها العمل في الدوائر الانتخابية وسط المواطنين، وتقديم برامج سياسية تقنع الناخبين بالحزب.
من جانبه طالب الكاتب مكرم محمد أحمد، نقيب الصحفيين السابق، بتحديد القواعد الواضحة لمثل هذه القنوات، حتى لا يتكرر ما كانت تقوم به في الفترة التي سبقت 30 يونيو الماضي من إشعال الفتنة الطائفية بين المسلمين والأقباط، ووقوفها وراء الدعوة إلى التطرف والإرهاب. وقال إن “موقف حزب النور واضح الآن من الإخوان والإرهاب، وهو مؤشر جيد على أن القناة الجديدة لن تكرر أخطاء الإخوان”.
وأظهر النقيب السابق تخوفه من الخلط بين الدين والسياسة في قناة الدعوة السلفية، خاصة وأنه حتى الآن لا يوجد ميثاق شرف للقنوات الفضائية، التي يجب عليها أن تتقدم طواعية، بمراعاة الجوانب الأخلاقية والمهنية، مؤكدًا أن حزب النور عليه أن يحدد موقفه ويتعامل باعتباره حزبا سياسيا وليس دينيا. وقال كمال حبيب الخبير في شؤون الحركات الإسلامية إن القناة ستساعد الدعوة السلفية في رد الهجمة الكبيرة ضدها خاصة بعد انضمامها إلى خارطة الطريق.
ويؤكد مراقبون أن الدولة يجب أن تعيد القنوات الدينية من جديد مع إلزامها بميثاق شرف بضرورة الالتزام بالمهنية وعدم الخروج عن السياق المسموح، وأن كل من يخرج عن ميثاق الشرف الصحفي وكل من يخرج عن إطار القانون من هذه القنوات الفضائية يحاسب طبقا للقانون.
المصدر : موقع شیعة نیوز