الكاتب السعودي الذي يعبر عن موقف الحكومة السعودية فيما يكتب، يزيد من لهجته التحذيرية، مشيراً الى ان بقاء الأسد في الحكم، يعني ان الدول العربية ستضطر الى خوض حرب اكثر كلفة من الآن، ضد الشيعة، ولهذا فهو يقدم نداء استغاثة، بالتحرك المشترك لقلب موازين القوى في سوريا، من أجل كسب المعركة حالياً.
اعادت عدة صحف سعودية نشر مقال الدكتور عبد الرحمن الراشد في الشرق الأوسط، بعنوان (بعد سقوط يبرود لنتذكر الكويت) بتاريخ 17 آذار 2014، ويرجع السبب الى أن ما كتبه الراشد، كان حملة تحشيد ساخنة للعالم السني ضد الشيعة، فقد أعلن أن الحرب الطائفية قد بدأت في المنطقة وأن بشار الأسد يوشك ان يكسب المعركة السورية بعد (يبرود)، وبذلك سيكتمل الهلال الشيعي الذي سيكون تحت رعاية ونفوذ إيران.
ثم يحذر الراشد الحكومات الخليجية والعربية من مخاطر هذا التحول، داعياً الى الوقوف بوجه هذا الخطر، وذلك بقوله:
“علينا ألا ننظر إلى حرب سوريا على أنها مجرد مواجهة أخرى في المنطقة، بل هي الحرب الإقليمية الفاصلة، لهذا يستميت الإيرانيون من أجل أن يكسبوها. إذا كسبوا سوريا، يعني أنهم سيطروا عمليا على الشمال العربي، سوريا والعراق ولبنان، ويكون سهلا عليهم تعزيز جبهات مكملة، في اليمن والصومال، إضافة إلى أن نظام البشير في السودان لم يتوقف قط عن خدمة العمل العسكري الإيراني”.
الكاتب السعودي الذي يعبر عن موقف الحكومة السعودية فيما يكتب، يزيد من لهجته التحذيرية، مشيراً الى ان بقاء الأسد في الحكم، يعني ان الدول العربية ستضطر الى خوض حرب اكثر كلفة من الآن، ضد الشيعة، ولهذا فهو يقدم نداء استغاثة، بالتحرك المشترك لقلب موازين القوى في سوريا، من أجل كسب المعركة حالياً.
وفي فورة دعوته التحشيدية للحرب الطائفية، يعترف الراشد بأن السعودية تقدم دعمها المالي والعسكري للجماعات المسلحة، حيث كتب يقول:
“أعرف أن السعودية وحدها اليوم تتحمل أكثر من سبعين في المائة من عمليات الإغاثة لملايين السوريين، وبنسبة أعلى تمول وتدعم القوى المسلحة. وهي تعاني بسبب حظر تسليح المعارضة بالأسلحة النوعية، لأن معظم الدول المشترية للسلاح ممنوع عليها بيعه أو تسليمه لطرف ثالث من دون موافقة المصدر الأصلي.. ورغم هذه الصعوبات يبقى ثمن عدم مواجهة حلف إيران أعظم من يبرود، فمصير المنطقة كلها في خطر. وبسقوط سوريا ستصبح المعركة مباشرة وأكثر كلفة”.
ما كتبه أكبر الإعلاميين السعوديين، وأقربهم الى مصدر القرار السعودي، يعبر عن التوجه الحالي للحكومة السعودية، مما ينذر بمخاطر محدقة يجري الإعداد لها لإغراق المنطقة بمزيد من العنف الطائفي.
واذا كان آل سعود قد تمكنوا من إرباك الوضع العراقي بالتفجيرات والعمليات الإرهابية، فانهم وضعوا قواعدهم ومعسكرات جماعاتهم التكفيرية داخل الأراضي اللبنانية، وهذا ما ظهر من خلال التفجيرات المتكررة في بيروت وغيرها، الى جانب المعارك الطائشة في طرابلس.
موجة جديدة من الارهاب تستعد لها السعودية، وقد حاولت اخفائها بقرارات دعائية باعلان لائحة الجماعات المحظورة، فيما أكملت تنظيم مجاميع جديدة ستظهر اسماؤها في القريب، وهي تحمل نفس الفكر التكفيري ونفس الوجوه الوهابية.
إنها الحرب تعلنها السعودية، ضد الشيعة الذين لم يدركوا حتى الآن خطورة ما يخطط لهم الطائفيون والتكفيريون، لاسيما شيعة العراق، الأقل إكتراثاً بالتطورات، والأكثر استهدافاً في المنطقة.
المصدر : موقع شیعه نیوز