على بقعة خضراء، تارة تدغدها زخات المطر برقة وتارة أخرى بشدة، في وسط العاصمة الباكستانية “إسلام آباد” حيث تتربع أكبر الجامعات الإسلامية الشيعية، حطت كربلاء رحالها نسيماً عابقاً بالحب والسلام، لستة أيام هي مدة الأسبوع الثقافي الذي حمل عنوان “نسيم كربلاء” برعاية الأمانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة وبالتعاون مع جامعة الكوثر.
على بقعة خضراء، تارة تدغدها زخات المطر برقة وتارة أخرى بشدة، في وسط العاصمة الباكستانية “إسلام آباد” حيث تتربع أكبر الجامعات الإسلامية الشيعية، حطت كربلاء رحالها نسيماً عابقاً بالحب والسلام، لستة أيام هي مدة الأسبوع الثقافي الذي حمل عنوان “نسيم كربلاء” برعاية الأمانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة وبالتعاون مع جامعة الكوثر.
على هامش ذلك وللاقتراب أكثر من موقع هذا الحدث الحسيني المهم التقينا السيد أفضل الشامي، نائب الأمين العام للعتبة الحسينية المقدسة، ودار بيننا الحديث التالي:
ـ بداية.. كيف تسير الأمور هنا؟ وما هو انطباعك الشخصي عن مجمل المراسيم والأعمال؟
الأمور إن شاء الله بخير وأنا أشعر بالسرور والارتياح لتفاعل الناس هنا مع هذا الأسبوع وكان الحضور في حفل الافتتاح جيد جداً ويؤشر على النجاح في التبليغ والدعوة والإعلان عن الأسبوع وهو بالنتيجة نجاح للأسبوع الثقافي نفسه.
ـ لماذا نسيم كربلاء، ولماذا إسلام آباد رغم بعد المسافة وهشاشة الوضع الأمني؟
توجيهات سماحة الأمين العام للعتبة الحسينية وكذلك الأمين العام للعتبة العباسية المقدسة تشدد دائماً على ضرورة التواصل مع أتباع ومحبي أهل البيت عليهم السلام في الأماكن المتعددة من العالم وبالذات المناطق التي لا يستطيع الكثير من أهلها الوصول إلى كربلاء لسبب أو آخر.
فتم اختيار هذا المكان لوجود موقع يمكن التفاهم والتنسيق معه للعمل وهو جامعة الكوثر التي هيأت بعض أسباب نجاح هذا الاسبوع وفي تصوري أن هناك ضرورة للتواصل مع مدن باكستانية أخرى في المستقبل.
ـ ما الأهداف التي تتوخاها العتبة الحسينية من هكذا مهرجانات؟
النقطة الأولى: إشعار المجتمع هنا بأن العتبات المقدسة تتابع أخبارهم وتتواصل معهم. والثانية: إننا نأتي باسم الإمام الحسين وأخيه أبي الفضل العباس عليهما السلام إلى مجتمع قد لا يستطيع الكثير منه المجي لكربلاء وبهذا نحقق له أمنيته معرفة الكثير عن هذه المدينة المقدسة.
والنقطة الثالثة: القيام بواجباتنا ووظائفنا التي كلفنا بها كخدام وسدنة حيث أن هذه العتبات لها أدواراً اجتماعية وثقافية ودينية تجاه أتباع أئمة الهدى وبموجب ما تحملناه من مسؤولية نحن نتواصل كهدف متحقق ونتيجة للواجبات المكلفين بها.
والنقطة الرابعة: دعم موقف الأخوة الموالين هنا وإشعارهم بأنهم ليسوا وحدهم في الميدان وإنما لهم أخوة في العراق يفكرون بهم ويتحسسون همومهم ويدعمونهم ويدعون لهم بالثبات والحفاظ على الهوية.
ـ كيف وجدتم الشعب الباكستاني وما مدى تفاعله مع القضايا الدينية والثقافية وخاصة الحسينية؟
الشعب الباكستاني ومن خلال هذه الأيام التي عشناها معه وجدناه شعباً طيباً ومحباً لأهل البيت عليهم السلام وهو متشبث بهويته ومدافع عنها ولكن تنقصه الثقافة الإسلامية المتكاملة. ورأينا العلماء والأفاضل يكافحون الجهل الأفكار المنحرفة التي يخشى على الشعب الباكستاني منها.
ـ ما أبرز وأهم الفعاليات التي يتضمنها برنامج الأسبوع الثقافي؟
حفل الافتتاح ومعارض للكتب والصور وأجنحة للرجال والنساء والأطفال تتضمن مسابقات قرآنية في الحفظ والتلاوة والتفسير وتتضمن وثيقة عهد مع الإمام الحسين بعدم ترك الصلاة وثيقة عهد أخرى خاصة بالنساء للالتزام بالحجاب وموقع لتعليم الصلاة ومسابقات للأطفال خاصة بالرسم والتلوين إضافة إلى عرض لوحات كبيرة تمثل باب أبي الفضل لالتقاط الصور الشخصية بجوارها فضلا عن أجنحة توزيع المنشورات وهدايا التبرك.
ولا يفوتنا أن نذكر أن هناك جناحا كبيرا خصص للعتبة العباسية المقدسة التي تشاركنا في هذا المشروع الثقافي أيضا.
ـ هل أخذتم بنظر الاعتبار التنوع الإثني والديمغرافي لباكستان في توجيه الخطاب الديني والثقافي والإعلامي في هذا المهرجان؟
بالتأكيد إن خطاب العتبات المقدسة في كربلاء يلتزم بالخطوط العامة للمرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف والموصوف بخطاب المسؤولية تجاه الجميع والتسامح والتعايش بالشكل الذي يضمن حقوق الجميع وفق ما يريده الله تعالى.