لتوضيح هذا الأمر لابدّ من التقديم له ، فالاعتراض الذي ورد في السؤال ناشئ عن أخذ اللفظ بمعناه اللغوي المحدود . فالذنب عندما يذكر لغوياً فإنه يتبادر إلى الذهن استحقاق العذاب لمرتكبه ، في حين أن الذنب إنما يستعمل في نعت العمل الذي يخجل منه مرتكبه
ويطأطئ رأسه منه ، وإن لم يستحق عليه العذاب والعقوبة . فهو بهذا يشمل حتى الأمور والأعمال التي تبدر عن غير قصد واختيار .
بعد هذه المقدمة نجيب على السؤال بالقول : تمر على النبي والإمام حالة استغراق في العظمة الإلهية يفرغ فيها من نفسه ، وهذه الحالة لم تكن تشغل طوال أوقات حياتهم ، بل إنهم في حالات أخرى كانوا ينشغلون بقضاء حوائج الناس ، وتأمين معيشتهم وعيالهم ، وباقي الأمور التي تعد من الواجبات والمستحبات والمباحات ولا شك أن حالهم عند الانشغال بالشراء والحديث مع الناس ، يختلف عن حالهم في المناجاة والصلاة ، وبما أنهم يعتبرون أن من واجبهم في العبودية لله الدوام على حال الاستغراق فيه ، والفراغ من النفس ، لهذا فإنهم يعتبرون الخروج عن حالة الاستغراق بالله ذنباً ومعصية يستغفرون الله عليها في أدعيتهم .