یبدو فی هذه الأیام أنه لیس لدی أحد من أبناء العالم فرصة التفکیر ولو للحظة فی المسلمین البؤساء فی میانمار الذین طالما یعیشون کابوساً هائلاً، ناهیک عن خطوة یتخذونها من أجلهم.
نحن وبمجرد أن نواجه مشکلة صغیرة نتوقع من الجمیع تقدیم المساعدة والتعاطف لکن عندما یموت إخواننا وأخواتنا فی نقطة من العالم ألف مرة فی کل یوم ویأملون فی یوم ینتهی فیه هذا الکابوس الهائل لانفکر ولو لبعض دقائق فی مصائبهم وآلامهم، ولانسأل أنفسنا “هل بإمکاننا أن نتخذ خطوة من أجلهم؟”
منذ فترة طویلة تصبح أقلیة الروهینجیا المسلمة فی میانمار ضحیة تطرف الرهبان البوذیین الذین یحرضون عامة الناس من البوذیین ضد مواطنیهم المسلمین من خلال نشر الخرافات والإشاعات.
وینتشر خبر قتل المسلمین فی میانمار وحرق منازلهم ونهب أموالهم بین حین وآخر علی مستوی العالم، لکن هذا یعتبر جزءاً من الجرائم التی یرتکبها البوذیون ضد المسلمین لأن نطاق هذه الجرائم یتسع حداً یخاف هؤلاء المتطرفون أنفسهم من نشر الأخبار والعلومات حولها.
وأخیراً وجه نشطاء حقوق الإنسان إنتقاداً شدیداً إلی قوات الشرطة فی میانمار بصفتهم مساعدی المتطرفین البوذیین فی الإبادة الجماعیة للمسلمین، وذلک بسبب قتل 16 وخطف 100 مسلم علی الأقل بجریمة کشفهم مقبرة جماعیة لأقلیة الروهینجیا المسلمة.
وبخصوص ما تعانی منها النساء المسلمات فی میانمار من أوضاع مؤلمة یصعب علینا أن نتصورها، یجب القول إن هؤلاء یقعن الآن تحت رقابة شدیدة من قوات الشرطة؛ إضافة إلی أن هناک قوانین صارمة وقاسیة قدوضعت فی هذه الدولة حول الزواج والإنجاب ولذلک بهدف التصدی لإزدیاد عدد المسلمین.
وتتم هذه الجرائم فی حین لانسمع أی صوت من المتشدقین بحقوق الإنسان بل لایقوم المسلمون أیضاً بعمل لإخوتهم وأخواتهم الدینیین فی میانمار.
فهل یستطیع أحد المخالفة لوقام المسلمون جمیعاً بفرض الضغط علی حکومة میانمار لإخراج الأقلیة المسلمة من المأزق الذی هی فیه.