طفولة متميّزة
روي أن شخصاً مرّ بالحسن بن علي العسكري (عليهما السلام) وهو واقف مع أترابه من الصبيان ، يبكي ، فظنّ ذلك الشخص أن هذا الصبيّ يبكي متحسّراً على ما في أيدي أترابه ، ولذا فهو لا يشاركهم في لعبهم ، فقال له : أشتري لك ما تلعب به ؟ ، فردّ عليه الحسن (عليه السلام) : «لا . ما للّعب خُلِقنا» .
وبهر الرجل فقال له : لماذا خلقنا ؟ فأجابه (عليه السلام) : «للعلم والعبادة» .
فسأله الرجل : من اين لك هذا ؟ ، فأجابه (عليه السلام) : من قوله تعالى ( أفحسبتم أنّما خلقناكم عبثاً ) .
وبهت الرجل ووقف حائراً ، وانطلق يقول له : ما نزل بك ، وأنت صغير لا ذنب لك ؟!!
فأجابه (عليه السلام) : «إليك عنّي ، إني رأيت والدتي توقد النار بالحطب الكبار ، فلا تتقد إلاّ بالصغار ، وإني أخشى أن أكون من صغار حطب جهنّم»[1] .
وروي عن محمّد بن عبد الله انه قال : وقع أبو محمد (عليه السلام) وهو صغير في بئر الماء وأبو الحسن (عليه السلام) في الصلاة ، والنسوان يصرخن ، فلمّا سلّم قال: لا بأس . فرأوه وقد ارتفع الماء الى رأس البئر وأبو محمد على رأس الماء يلعب بالماء[2].
______________
[1] حياة الإمام الحسن العسكري : 22 ـ 23 عن جوهرة الكلام في مدح السادة الأعلام : 155 . [2] الخرائج والجرائح: 1/451 ح 36 وعنه في بحار الأنوار : 50 / 274 .