د. زكي بدوي
إنّ أحاديث علامات الساعة كثيرة وهي موجودة في كل كتب الحديث تحت كتاب (الفتن)، أو (أشراط الساعة)، وأشراط الساعة معروفة لكل المسلمين وذكرت في أحاديث كثيرة، ويقال تأتي قصة المهدي مرتبطة بقصّة الدجال عند أهل السنة، حيث يظهر الدجال فيفسد في الأرض…
إنّ أحاديث علامات الساعة كثيرة وهي موجودة في كل كتب الحديث تحت كتاب (الفتن)، أو (أشراط الساعة)، وأشراط الساعة معروفة لكل المسلمين وذكرت في أحاديث كثيرة، ويقال تأتي قصة المهدي مرتبطة بقصّة الدجال عند أهل السنة، حيث يظهر الدجال فيفسد في الأرض فساداً كبيراً وعندئذ يظهر المهدي فيقتله ويقضي عليه فيقيم الإسلام.
وترتبط قصة المهدي عليه السلام كما ورد في كتب كثيرة من أهل السنة بعودة المسيح فهناك ايضاً عقيدة سائدة، وان كانت موضع خلاف كبير بين أهل السنة، وهو عودة المسيح، وأن المسيح سوف يعود مرة أخرى فيصلي خلف المهدي إعلانا، على أن المسيح يتبع دين الإسلام وإنّه لايقبل الصليب ولا يقبل تناول الخنزير، وتقول بعض الروايات أنه سيكسر الصليب ويقتل الخنزير وبالتالي يعلن الإسلام وانتماءه إلى دين محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
اذا عندما يأتي بعض الناس ويقول إنّ هذه العقيدة عقيدة تواكلية، وعقيدة يجب أن تمحى من أذهان المسلمين فسنقول له: بالله عليك لماذا تثير هذه الزوابع؟ وإن كنت ممن لايؤمن بالحديث ولايؤمن بالسنّة، فلنناقش معك قضية السنّة وقضية أحقيتها، وقضية صحتها.
وإنْ كنت تنكر هذه الأحاديث بالذات فلتبرهن على أنها بصفة خاصة تسمح لك بإنكارها والمعارضة فيها، فإذا قبلت السنة فلتقبل القواعد العامة التي تنطبق على الأحاديث الدينية، على أحاديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهذه الأحاديث موجودة.
إذاً عقيدة المهدية موجودة وهي شائعة بشكل كبير جداً عند المسلمين عامّة لكنّ في تفاصيلها حدث الخلاف، فعند الشيعة الأمامية ان المهدي عليه السلام قد ولد بالفعل وأنّه غائب، ولهم أسانيدهم في ذلك، كما لأهل السنّة مصادرهم التي تقول إنّه لم يولد بعد، وهذا كلّه لا يمنع من أنّ فكرة المهدية وعقيدة المهدي عامة بين المسلمين جميعا وهذه القضية معروفة في التاريخ، ولولا شيوعها لما ظهر كثير من المهديين الكاذبين، فإنّ التاريخ يأتي بمهدي بعد مهدي بعد مهدي.
فقضية المهدي ظهرت في الإسلام مبكراً، وإنكارها الآن أو الجدال فيها جدال غير معقول، ونقول هنا إنّ اليهود ينتظرون مسيحهم إلى اليوم، والمسيحيون ينتظرون عودة مسيحهم، وجميع الديانات كلها، فمن هو المهدي أو من هو المخلّص المنتظر الذي ينتظره الناس جميعا، فإذا كانت هذه العقيدة سائدة بين الناس تماماً كعقيدة التوحيد، فكما أنّ فكرة الوحدانية أو مبدأ الوحدانية يكاد يكون متأصّلاً بين المسلمين كذلك فكرة المهدية بين العالم وجميع بني الإنسانية، وكذلك فكرة المهدية هي فكرة عامة أو مبدأ عام بين جميع البشر، فلماذا بالله ينكره أحد؟ أيتحدّى بذلك عقائد الناس في ديانتهم أم يتحدّى مشاعر البشر في إيمانهم؟
وأعتقد أنّ الذين يحاربون المهدية ويناقشون فيها يسيرون على غير الطريق السوي ..