أشار الباحث القرآني الايراني الى مسار طباعة وترجمة القرآن الكريم في أوروبا بعد القرن الـ15 للميلاد قائلاً: ان الباحثين يزعمون أن المصحف الشريف قد قام بطباعته “باغانيني” للمرة الأولى بمدينة “فينيسيا” الايطالية وان النسخة التي طبعها غير موجودة حالياً.
وأشار الى ذلك، المدرس في كلية الشريعة بجامعة طهران، حجة الإسلام والمسلمين عباس أحمدوند، في معرض حديثه عن ظاهرة ترجمة المستشرقين للقرآن الكريم.
وقال ان الطباعة بدأت في القرن الـ15 للميلاد بعد أن أبدع “غوتنبرغ” جهاز الطباعة وان طباعة النصوص الإسلامية قد بدأت بعد هذا الإختراع وهذا ما جعل تأجيل ترجمة القرآن الكريم ولكن ترجمة المصحف الشريف قد بدأت أسرع من ذلك لأن الأوروبيين كانوا بحاجة الى فهم القرآن ولذلك اضطروا الى ترجمة القرآن الكريم.
وأضاف أن الجامعات والأكاديميات العربية ـ الإسلامية في الجامعات التي تسودها دراسة العربية في الغرب لم تشعر بالحاجة الى النص العربي للقرآن الكريم والنصوص القرآنية الأخرى ولكن فيما بعد تطور صناعة الطباعة والحاجة بها في مجال البحث والتعليم جعل هذه الصناعة تدخل في مجال طباعة النصوص الدينية وعرضها على الباحثين في هذا المجال.
واستطرد مدرس الجامعة الإيراني قائلاً: ان الباحثين يعتقدون أن أول مصحف طبع في الغرب قام بطباعته شخص بإسم “باغانيني” بمدينة “فينيسيا” الايطالية بين الفترة ما بين 1523 و1530 ميلادي ولكن أمر بإزالتها البابا فيما بعد وعلى ما يبدو أن الباحث الوحيد الذي قد شاهد هذا المصحف هو “فن اربه” وانه أشار اليها في كتابه “أسس اللغة العربية”.
وتابع أحمدوند قائلاً ان فن اربه، ويوهان زشيندروف، وكريستانوس راويوس، وماتياس بكيوس وغيرهم من المؤلفين قد قاموا بطباعة أجزاء من القرآن الكريم فيما بعد حتى قام “ابراهام هنكلمن” بطباعة كامل المصحف الشريف في هامبورغ في الفترة ما بين الأعوام 1652 و1692 للميلاد.
وأوضح أستاذ كلية الشريعة بجامعة طهران ان الغربيين آنذاك لم يحفظون القرآن الكريم كما فعل المسلمون وبناء على الإمكانيات التي كانوا يملكونها والظروف التي كانوا يتمتعون بها التي كانت تتيح لهم الإستخدام السهل للقرآن الكريم بدؤوا بتدوين فهارس للقرآن الكريم مضيفاً ان أقدم نسخة من هذه الفهارس التي تمت طباعتها تسمى “نجوم الفرقان” وقد طبعها “مصطفي بن محمد” وقد ألف لها مدخلاً بالفارسيه.
المصدر : وكالة الأنباء القرآنية الدولية (ايكنا)