كشف مسؤول امني رفيع المستوى في كربلاء عن الاطاحة بمجموعة مسلحة تابعة لتنظيم القاعدة كانت تخطط لاستهداف المناطق القريبة من العتبات المقدسة في المحافظة بعمليات ارهابية، واستهداف الزوار بغية احداث فتنة طائفية في البلاد، مشدداً على ان الوضع الامني تحت السيطرة، في حين حمل الاجهزة الامنية في شمال بابل مسؤولية سلسلة التفجيرات التي ضربت المحافظتين امس الاول، لكنه اشار الى صعوبة وصول المجاميع الارهابية الى داخل كربلاء.
بالمقابل، فأن حكومة بابل اعترفت بصعوبة السيطرة على الاحياء التي تقع شمال المحافظة، واعتبرتها مرتعاً للجماعات الارهابية، كاشفة عن سلسلة من الاجراءات للحد من النشاطات الارهابية في تلك المناطق من خلال رصد أموال طائلة تنفق في عدد من المرافق الأمنية في مقدمتها ردم البحيرات ونصب منظومة كاميرات مراقبة.
وشهدت محافظتي بابل وكربلاء بالاضافة الى منطقة الكاظمية في بغداد أمس الاول سلسلة تفجيرات بالسيارات الملغمة اسفرت عن وقوع العشرات من الضحايا بين قتيل وجريح.
وقال رئيس اللجنة الامنية في مجلس محافظة كربلاء طارق الخيكاني في حديث خاص مع «الصباح الجديد» ان «القوات الامنية القت القبض خلال الايام الماضية على مجموعة مسلحة لها جيوب في بعض احياء المحافظة».
وتابع الخيكاني ان «هذه المجموعة تتألف من عدد من الارهابيين الذين ينتمون الى تنظيم القاعدة الارهابي واعترفوا امام الجهات التحقيقية بأنهم ينون القيام بعمليات ارهابية ذات طابع طائفي في المحافظة من خلال استهداف المناطق القريبة من العتبات المقدسة وزوارها بالتزامن مع التظاهرات التي تشهدها بعض محافظات البلاد»، نافيا في الوقت نفسه «اي تواجد للجماعات المسلحة في كربلاء مؤكدا أن الموقف مسيطر عليه وان المعلومات الاستخبارية تردنا باستمرار ويتم التعامل معها بجدية وعلى أعلى المستويات لتحجيم أي دور للتنظيمات الارهابية في المحافظة».
وتعليقا على التفجيرات التي شهدتها كربلاء وبابل أمس الاول افاد الخيكاني ان «القاعدة تقف وراء الهجمات في محاولة لاذكاء الفتنة»»، لافتا الى ان «مصدر هذه العمليات الجيوب الحواضن الموجودة في شمال بابل لاسيما منطقة جرف الصخر. وقال أن على القوات الامنية التعامل مع هذه الجيوب بطريقة محكمة»، لكنه عاد ليوضح ان «الخطة الامنية التي وضعتها كربلاء اتت بنتائج طيبة والدليل في ذلك عدم تمكن تنظيم القاعدة من الوصول الى عمق كربلاء والاقتصار في التفجيرات على الاقضية والنواحي لمحيطها».
واتفقت الحكومة المحلية في بابل مع كربلاء، بأن شمال الحلة تعد المصدر الاساسي للهجمات الارهابية على جنوب العراق، داعيا الحكومة المركزية الى استبدال لواء الشرطة الموجود في تلك المناطق بآخر جديدا.
وذكر نائب محافظ بابل صادق رسول المحنا ان «موجة التفجيرات التي تعصف بالمحافظة بين آونه واخرى خصوصا تلك التي وقعت في الشوملي والشاوي تركت انطباعات سيئة عن الوضع الامني».
واعترف المحنا في تصريح لـ «الصباح الجديد» بـ»وجود مشاكل امنية في شمال محافظة بابل لانها منطقة من الناحية الجغرافية تساعد على اختباء المجاميع المسلحة»، مبينا ان «هذه المنطقة باتت مرتعا للارهاب ومفرا لهم من الضغوطات التي يتعرضون لها في باقي المناطق لصعوبة تحرك قوات الجيش فيها بسبب المسطحات المائية وانها مفتوحة على اكثر من محافظة تصل الى الحدود السورية»، مشددا على ان «جميع الجهات ذات العلاقة تتحمل مسؤولية التدهور الامني الذي حصل في بابل ولا يمكن لاحد التنصل سواء من الحكومة المحلية او المركزية».
وعد نائب محافظ بابل «الوسائل التي تستخدمها الحكومة في مقاتلة الارهاب بدائية ولا تحقق نتيجة على الارض»، داعيا الى «ايجاد خطط على مستوى عال من خلال الاستعانة بوسائل التكنولوجيا الحديثة»، كاشفا عن توجه جديد على هذا الصعيد بالقول انه «تم تخصيص 30 مليار دينار من موازنتنا لمعالجة الملف الامني في قضاء المسيب للافادة منها في نصب كاميرات وايجاد حواجز كنوكريتية وردم البحيرات وشراء سيارات لكشف المتفجرات»، مستدركا ان «هذه الاجراءات غير كافية للقضاء على الارهاب بل على وزارة الدفاع تفعيل دور الجيش، واستبدال لواء الشرطة الموجود في شمال المحافظة بعناصر أمنية جديدة».
وطالب المحنا بـ»ايجاد حل فوري للمشاكل الامنية التي تشهدها شمال بابل لأن اغلب الهجمات الارهابية تأتي منها وهي تعود بالضرر على اهالي تلك المناطق الذين ضاقوا ذرعا من المجاميع الارهابية وتمتد اثرها بطبيعة الحال الى باقي محافظات الجنوب».
وخلص المحنا الى ان «المعلومات الاستخبارية عن تواجد المجاميع المسلحة في تلك المناطق موجودة لكنها بحاجة الى وضوح اكثر نحن بحاجة الى دقة اكثر في التوصل الى السيارات المفخخة التي يجري العمل على تفجيرها»
المصدر : صحيفة الصباح الجديد