قال خبير الشؤون الفرنسية الدكتور وليد عربيد ان الازمة الجارية في جمهورية مالي بدأ التحضير لها منذ نحو خمس سنوات حين كان الاعلام يتكلم عن وجود تنظيم القاعدة في بلاد المغرب العربي، وجبهة تحرير ازواد المؤلفة من الطوارق .
واضاف عربيد في حديث مع قناة العالم مساء الجمعة ان جذور هذه الازمة تعود للانقلاب العسكري الذي حصل في مالي في اذار من عام 2012 بهدف تغيير النظام وتم منذ الانقلاب تعيين اثنين من رؤساء الحكومات ، وبالتالي فان قراءة الازمة المالية تتم من وجهتين ، الاولى قرائة استراتيجية لأوروبا داخل افريقيا ، والثانية هي قرائة استراتيجية للانطمة الموجودة اليوم في الدول الافريفية وتطور وصعود ما يدعى بالحركات الاسلامية المتطرفة.
وتابع قائلا ان ازمة مالي مسّت جانبا استراتيجيا هو الامن وهذا الامن ليس أمن فرنسا وحدها بل كل الدول الاوروبية اضافة الى الولايات المتحدة ومن هنا اعلنت هذه الدول دعمها لفرنسا لوجستيا بل انها لوحت بصراحة الى الدعم جميع الوسائل ما يعني تدويل الازمة بشكل اوسع ، أي ان فرنسا لن تبقى تقاتل وحدها .
واعتبر خبير الشؤون الفرنسية ان فرنسا لم تكن تريد في البداية ان تتدخل تدخلا عسكريا مباشرا بل كانت تريد ان تقوم دول الاتحاد الاوربي والدول المجاورة لمالي ان تحل هذه الازمة سياسيا او بتخل عسكري افريقي ، لكن فرنسا لديها خوف من تطور وانتشار ( الارهاب ) الى الدول الحليفة كالمغرب والجزائر ولذا عجلت بالهجوم لاسيما وان المسلحين هددوا بل تحركوا فعلا نحو العاصمة المالية لاسقاطها .
وحول تصدر فرنسا بالازمة في مالي وتصدرها للهجوم هناك قال عربيد ان فرنسا هي الدولة الوحيدة التي تعرف الزوايا الاستراتيجية والجغرافية والاقتصادية في هذه المنطقة بحكم الحقبة الاستعمارية الطويلة بحيث ان هذه المنطقة كانت تسمى في القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين بالسودان الفرنسي لطول فترة الهيمنة الفرنسية عليها .
وحول نمو الحركات المتطرفة في مالي قبل غيرها قال عربيد ان السبب هو وجود جبهة الطوارق التي تطالب بالاستقلال منذ زمن طويل وقد تعززت هذه الجهة بعد حرب ليبيا حيث عاد مقاتلوها الى مالي مدججون بالسلاح واستهدفوا نظامها الذي كان يتسم بالفساد السياسي والمالي .
المصدر : قناة العالم