بعد تخلي “التحالف الدولي” عن ميليشيات تابعة للحر، وتقدم الجيش السوري في مناطق متفرقة آخرها السيطرة على السخنة بحمض آخر معاقل تنظيم “داعش” وباعتراف الصحف السعودية والأردنية والكويتية، ثم ثبات الروسي وتقدمه في الجبهة السياسية وإعلان الأمريكي بأنه سيترك قاعدة التنف لموسكو، يتزامن ذلك مع تقدم ميليشيا قوات سورية الديمقراطية في الرقة وتعزيز تركيا حشودها العسكرية على الحدود بسبب معارك متقطعة مع وحدات حماية الشعب الكردية، كل ذلك جعل من الرياض المتخبطة بما حدث في لبنان ونصر المقاومة وتقدم الجيش السوري وثوران العوامية وما يجري فيها من مجازر بحق الشعب، فضلاً عن الحرب المستمرة مع اليمن وتكبد النظام السعودي خسائر يومية يتم التعتيم عليها.
شعرت ما تُسمى بالهيئة العليا للمفاوضات “منصة الرياض” بأنها قد تتحول قريباً إلى كرت محروق على طاولة البوكر السياسية، ما دفعها للمسارعة بالطالب من الرياض استضافة اجتماع للهيئة من أجل توسيع قاعدة التمثيل فيها، رياض حجاب الذي حاول نظام الرذيلة الوهابي في السعودية تحويله إلى سعد حريري سوري بات اليوم مجرد اكسسوار صدأ، تحسس الرجل رأسه، وأيقن بأن رهانه والوعود التي تلقاها لم تكن سوى هذيان.
حجاب ذاته قال بأن المعارضة في أسوأ أحوالها، داعياً تلك المعارضة للاستفادة من المناطق الآمنة لتعزز وجودها على الأرض، وهذا يثبت بأن حجاب محتجب عن الواقع، بسبب سماكة جدران الفندق الذي يقطنه والتي لا تجعله يسمع شيئاً سوى صدى هلوسات شياطينه بسلطة ونصر موهوم.
كيف يدعو حجاب معارضته المشرذمة أساساً والتي وصفها بأنها في أسوأ أحوالها إلى التوحد والاستفادة من مناطق آمنة؟ هناك الأكراد المدعومين أمريكياً والذين يشكلون خطراً على تركيا بحسب أنقرة، وهناك الجيش السوري وحلفائه المتقدمون على جبهات عدة، يُضاف إلى ذلك هدنة تخفيف التصعيد التي تضمنها كل من روسيا وإيران وتركيا، ثم كيف لواشنطن أن تسمح الآن لهؤلاء باستغلال المناطق الآمنة وهي التي أوقفت برنامج تدريب المعارضة ثم أوعزت للتحالف الدولي بسحب سلاحه وعتاده من بعض فصائل ميليشيا الجيش الحر؟ كل أقوال حجاب ليست إلا دليلاً على العينة التي تعتمد عليها أنظمة الصرف الصحي الخليجية والتي لفظتها حتى الولايات المتحدة.
الحدث الأبرز الذي يتم الحدث عنه هو ما قاله وزير الخارجية السعودية لحجاب بأن الرئيس بشار الأسد باقٍ وعلى الهيئة الخروج برؤية جديدة وإلا فإن الدول المقررة ستبحث عن حل دون منصة الرياض وباقي المعارضة المتعنتة، وأضاف الجبير بأن الأسد مؤكد باقً في المرحلة الانتقالية والحديث الذي يجب تداوله الآن هو مدى تلك الفترة وصلاحياته.
كلام الجبير يتقاطع مع الحديث عن أن هدنة وقف النار تدفع إلى الحل السياسي وهي تمهيد له، إضافةً إلى اتفاق روسي ـ أمريكي تكفل فيه واشنطن بقائها في الشمال بالقرب من الأكراد، مقابل تحقيق روية روسيا السياسية في سوريا، مع الاتفاق على الإطاحة بالنصرة وشبيهاتها بالتزامن مع استمرار القتال مع “داعش”، بمعنى آخر إن عمليات الغربلة والتصفية لن تطال المسلحين فقط بل حتى المعارضة السياسية الخارجية وهو ما جعل الجبير يحذر حجاب لأجله.
علي مخلوف_شكة عاجل