الناشط الحقوقي البحريني «نبيل رجب»: على الدول الغربية أن توقف مجاملاتها للدول النفطية في الخليج الفارسي، خصوصاً البحرين والسعودية والإمارات، بل عليها أن تقف على المسافة ذاتها من جميع ثورات الربيع العربي..
أكد رئيس “مركز البحرين لحقوق الإنسان” «نبيل رجب» أن ثمن الصمت الغربي عما يجري في البحرين هو صفقات النفط والاسلحة”، مشيرا إلى أن السلطات “تحاول قدر الإمكان عزلي لكسر عزيمتي ومعنوياتي ولكنّني أزداد كل يوم إصراراً على الاستمرار والمواصلة”.
وقال رجب، في مقابلة أجرتها معه صحيفة “السفير” اللبنانية من وراء القضبان، إن الأحكام التي صدرت ضده “كشفت حجم الخلل في القضاء البحريني ومدى خضوعه واستسلامه للسلطة التنفيذية، وسلّطت الأضواء العالمية على طبيعة نظام الحكم في البحرين، وأثبتت للعالم انّ السلطة ضاقت ذرعاً من انتقاداتي المستمرة في الإعلام والصحافة، وانّها من أجل إسكاتي مستعدة للقيام بأي انتهاك للقانون الدولي مهما كان حجمه”.
وعما إذ كان يشكل “خطراً” على النظام ليتم سجنه طوال هذه الفترة، قال رجب: “أنا لا أشكل أي خطر على أي نظام سياسي. أنا حقوقي ولم ولا أطالب بتغيير النظام أو الانقلاب عليه”. وأضاف “أنا أدافع عن حق الجميع في التعبير عن آرائهم ومطالباتهم بالطرق السلمية، وحق التعبير مكفول للجميع، ولو أن النظام تعامل بنزاهة مع هذه الحقوق لما كانت هناك أي معارضة له اليوم”.
وأوضح أن “النظام أصيب بالجشع والاستبداد والطغيان وبات أعمى لا يرى إلا مصلحته”، داعيا “السلطة إلى أن تعي أن العنف لا يولّد إلا العنف، وقد أثبتت كل التجارب أن العنف لا يصنع حلولاً بل يصنع مزيداً من العنف والقتل، وتجربة السنتين في البحرين خير دليل على ذلك. ولن ينفع، كذلك، الاستمرار في المصادقة على منظومات قوانين وتشريعات مقيدة للحريات”.
وأيّد رجب “الحوار الشامل والشفاف والصادق الذي يضم كل نقاط الخلاف، والذي لا يراوغ ولا يتلاعب”، قائلاً: “لذلك لا نؤمن بإمكانية إقامة حوار مثمر وفاعل وقابل لصناعة حلّ شامل من دون الإفراج عنهم، ومشاركة كل رموز المعارضة السياسية”.
كما أعرب اعتقاده بأن النظام “لا يبدو أنه يريد الحوار وإنما يعمل فقط على شراء الوقت مع مزيد من القمع”، لافتا إلى أن “النظام قد يضغط على الجمعيات السياسية خصوصاً جمعية الوفاق لكي تتخلى عن رفاقها في المعارضة وترضخ لأية تسوية يطرحها”.
ورأى أن اعتقاله “ضاعف النشاط الحقوقي في البحرين ولم يوقفه أو يحدّ منه”، معتبرا أن ثورة الشعب البحريني “من أكثر الثورات مصداقية ونزاهة ووطنية وشعبية”، مشيراً إلى أن قدرة الشعب البحريني على الصمود والتضحية بالغالي والنفيس من أجل حريّته قد أبهره”.
وأكد رجب أنه في داخله “حرٌ طليق، لأنّني تحررت منهم ومن استبدادهم، ولكنّهم هم السجناء الذين قيّدوا أنفسهم وسجنوا مصيرهم في سجن طمعهم وجشعهم، ولا أعلم متى سيخرجون من الأزمة التي زجوا أنفسهم فيها”، مردفا “أنا اليوم معزول عن العالم الخارجي، لا يُسمح لي بالاختلاط مع النشطاء الحقوقيين المسجونين ولا السجناء السياسيين”، فـ”هم يحاولون قدر الإمكان عزلي لكسر عزيمتي ومعنوياتي، ولكنّني أزداد كل يوم إصراراً على الاستمرار والمواصلة. عقارب الساعة تمشي، والوقت ليس في صالحهم كما يعتقدون”.
المصدر : مرآة البحرين