في ظل احزان كربلاء المقدسة ومصيبة آل البيت الأطهار باستشهاد الامام الحسين بن علي {عليه السلام} واله الأطهار وصحبه المنتجبيين في واقعة الطف تشهد الامة الاسلامية وفي وقت قصير عاصفة من الحزن والاسى على فقد امامها الرابع الامام علي بن الحسين {عليه السلام}.
ولد الامام علي بن الحسين السجاد {عليه السلام} بالمدينة المنورة في الخامس من شهر شعبان لعام 38هـ.
فقد كان حاضراً في كربلاء المقدسة إذ شهد واقعة الطفّ بجزئياتها وتفاصيلها وجميع مشاهدها المروّعة وهو يناهز الثانية والعشرين من العمر، وكان شاهداً عليها ومؤرخاً لها الا انه كان مريضا طريح الفراش لا يقوى على حمل السلاح، وبقي حيا بحكمة من الله ونبيه المصطفى محمد {ص} ليستلم زمام الامامة بعد استشهاد والده الامام الحسين {عليه السلام}.
وشهد له التاريخ بقوة علمه وفقهه وحكمته فقد كان مهدا للعلم والعلماء وكان الاعلم والافقه والأوثق في زمانه وكانت مدرسته تعج بكبار أهل العلم من حاضرة العلم الاولى في بلاد الاسلام لانتهال علمه وفقهه واحكامه وادابه في تفسير القران والسنة النبوية.
واشتهر الامام زين العابدين {عليه السلام} بصحيفته السجادية المشهورة في كل بقاع الارض من مشرقها الى مغربها والتي تضمنت أدعيته تتميز بفصاحة ألفاظها وبلاغة معانيها، وعلوّ مضامينها، وما فيها من أنواع التذلل لله والثناء عليه، كما اشتهر ايضا برسالة الحقوق وهي من جلائل الرسائل في أنواع الحقوق المتضمنة حقوق الله سبحانه على الإنسان، وحقوق نفسه عليه، وحقوق أعضائه من اللسان والسمع والبصر والرجلين واليدين والبطن والفرج، ثم يذكر حقوق الأفعال، من الصلاة والصوم والحج والصدقة والهد التي تبلغ خمسين حقا، وآخرها حق الذمة.
ولقب الامام علي بن الحسين {عليه السلام} بزين العابدين وسيد الساجدين وزين الصالحين ووارث علم النبين ووصي الوصين وخازن وصايا المرسلين وامام المتقين ومنار القانتين والخاشعين والمتجهد الزكي والسجاد وذو الثفنات امام الامة وابو الائمة وكنيته ابو الحسن والخاص ابو محمد ويقال ابو القاسم.
وله من العلم والفضل ما لا ينكره احد فقد برز على الصعيد العلمي والديني اماما في الدين ومنارا في العلم ومرجعا ومثلا اعلى في الورع والعبادة والتقوى.
ومن بعض اقاويل الامام السجاد {عليه السلام} “من كرمت عليه نفسه هانت عليه الدنيا” و “من قنع بما قسم الله له فهو من أغنى الناس” و” لا يقل عمل مع تقوى وكيف يقل ما يتقبل” وقال ما عرض لي قط أمران: أحدهما للدنيا والآخر للآخرة، فآثرت الدنيا إلا رأيت ما أكره قبل أن أمسي”.. وسؤل الامام {عليه السلام} من أعظم الناس خطرا فقال” من لم ير الدنيا خطرا لنفسه”.
المصدر : وکالة براثا