ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية في تقرير مطوّل أوردته اليوم ان السلطات السعودية لا تأبه لكلّ الانتقادات والفضائح التي تتعرّض لها ولاسيّما على خلفية مناهجها التعليمية القائمة على النهج الوهابي المتطرّف والمؤسّس لكثير من الحركات التكفيرية في العالم، وهي تتجّه لافتتاح مركز أبحاث جديد متخصّص بالفكر الوهابي قرب الرياض .
والمركز المبني هو جزء من مشاريع ضخمة خاضعة للتطوير برعاية الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، وتمّ إنشاؤه تكريمًا لمؤسّس المدرسة الوهابية في القرن الثامن عشرمحمد بن عبد الوهاب.
ويشكل المركز دلالة واضحة على أن إرثه الفكري لا يزال محوريًا في السعودية رغم عقيدته الصارمة والاتهامات بأنه يغذي التطرف في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك تنظيم “داعش”.
ويقع المشروع في الدرعية، مسقط رأس آل سعود السلالة الحاكمة، ويشمل منطقة الطريف التي أدرجتها منظمة الامم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونيسكو) على لائحة التراث العالمي.
ومن جهته، قال مدير اللجنة العليا لتطوير الدرعية عبد الله الركبان ان للمركز “قيمة تاريخية كبيرة جدا بالنسبة للحكومة وبالنسبة لنا”، على حدّ تعبيره.
وفي الدرعية، تأسّست الشراكة بين عبد الوهاب وزعيم محلي انذاك هو محمد بن سعود، ما اسفر عن وضع الاسس التي قامت عليها مملكة اليوم واعتمادها على تعاليم رجل دين خطها قبل 270 عامًا.
وفي العام 2000 وُلدت فكرة المشروع الذي سيتم الانتهاء منه بحلول أواخر العام المقبل.
ويتضمن المركز مكتبة تحوي كتبًا ووثائق حول تعاليم عبد الوهابي، ستكون متاحة للبحوث فضلًا عن الوسائط المتعددة في “قاعة تذكارية” توضح الحركة الدينية المتشدّدة التي استوحاها.
وفي وسط المجمع، تجسيد حديث للمكان الذي كان يصلي فيه عبد الوهاب.
من جهته، اعتبر المدير المشارك لمؤسسة “ابحاث التراث الاسلامي” عرفان العلوي (مقرها مكة المكرمة) أن تكريم عبد الوهاب والحفاظ على الدرعية هو “نفاق” في الوقت الذي “تجري فيه إزالة التراث الاسلامي” في أماكن أخرى في المملكة.
وقال علوي “تماشيًا مع تعاليم عبد الوهاب ضد الأوثان، فإن السلطات لم تبذل أي جهد للحفاظ على المواقع المرتبطة بالنبي محمد (ص) في مكة المكرمة والمدينة المنورة”، مؤكدًا اختفاء عدد من هذه المواقع التراثية خلال عملية التوسيع في الحرمين المكي والنبوي.
وشدّد علوي على أن “الوهابية تشكل مصدر إلهام لتنظيم “داعش”، مضيفًا أن “هناك أولا الفكر الوهابي ومن ثم ما تفرع عنه من أفكار أصبحت أكثر تشددًا”.
المصدر : وكالة الصحافة الفرنسية