رأى مطران بيروت للموارنة بولس مطر، أن “الأيام الكربلائية غدت قمّة من قمم التاريخ الإنساني في نشدان الحق وجبه الباطل، وفي الحفاظ على الرسالة الإسلاميّة الواحدة في توجهها للناس جميعا، وفي دعوتها إلى التضحية بالغالي والنفيس، وصولاً إلى بذل الذات، في سبيل انتصار الخير في السرائر وعلى الساحات”.
وأشار مطر خلال تمثيله البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، بإحياء الليلة الثانية من محرم في المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى، الى أن “ذكرى عاشوراء تحلُّ في شرقنا لهذا العام في جو غارق في مآسي الفتن والحروب الداميّة الّتي يسقط فيها الأبرياء بالألاف والّتي تُدمّر البشر والحجر وتجرّ الويلات لزمن قابل لا نعرف بعد ثقله ولا مداه”، متسائلا عن “السبل للخروج من هذه الدهياء العصيبة، وعن النقطة البيضاء في هذا المشهد الداكن الحزين الّذي تضيع فيه الفرص وتُهدر الطاقات الكفيلة أساسًا بمستقبل زاهر للأمّة كلّها”.
ولفت الى أنه “في هذا الجو القاتم بالذات، نرى أمامنا انعكاس أنوار صافية على وجه الامام الحسين، وهو يُحاكي الأمّة بأسرها ويُحاكي أهل الأرض قاطبة في ما يعود إلى انقاذ مسيرة الحياة، سواء في قلب الأمّة أم في ما حولها”، مؤكدا أن “الحسين ذكّر وبصورة لا تدع مجالاً للشك انّ الإسلام واحد في أصله وفي جوهره وأنّ من الواجب أن يبقى واحدا في مساره وفي مصيره”.