فضيحة من باب فضيحة. كانت السياسة عبر سنوات خمس أن يواجه النظام كل الحملات الإعلامية الضخمة التي عرّت فضائحه، وأثرت على مواقف الدول الغربية منه، ولكن الفضيحة، لا تولّد سوى الفضائح.
موعود: فضيحة من باب فضيحة. كانت السياسة عبر سنوات خمس أن يواجه النظام كل الحملات الإعلامية الضخمة التي عرّت فضائحه، وأثرت على مواقف الدول الغربية منه، ولكن الفضيحة، لا تولّد سوى الفضائح. هذه المرّة، يرتمي النظام البحريني في حضن إسرائيل، علنا ودون مواربة.
ليست بروبغندا، ولا إشاعات، بل أخبار مؤكّدة، نقلتها وكالة أنباء البحرين “بنا”، والصحف البحرينية، ومواقع إخبارية عالمية: النظام سيعمل مع معهد “ميمري”، أي مع: إيهود باراك (الرئيس الإسرائيلي الأسبق، ووزير الدفاع السابق، أحد أعضاء مجلس المستشارين في المعهد)، و”ييغال كارمون”، مؤسس ورئيس المعهد، المستشار السابق للرئيسيين الإسرائيليين إسحاق شامير وإسحاق رابين، وعقيد سابق في المخابرات الإسرائيلية.
موقع “ميدل إيست آي” وموقع “الباب”، وموقع البوّابة، نشروا مقالات قالوا فيها باستغراب إن مجموعات مدعومة من النظام البحريني، تسعى للحصول على مساعدة إسرائيلية لتبييض سمعة البحرين أمام المجتمع الدّولي، وتلميع صورتها.
الصّحافي ألكس ماكدونالد قال على موقع ميدل إيست آي إنّ حملة “هذه هي البحرين”، وهي وفد مؤلف من 200 عضو يزورون أمريكا حاليًا، وقّعت مذكرة تفاهم مع معهد الأبحاث الإعلامية للشرق الأوسط (المعروف اختصارا بـ “ميمري”)، واصفا إياه بـ”المثير للجدل”.
وصرّحت الحملة بأن “الاتفاق وُضِع لتحسين صورة البلاد في الخارج”، التي ينظر إليها كمنطقة معروفة بانتهاكات حقوق الإنسان.
وأشار الصحافي إلى أن بيتسي ماتيسون، الأمين العام لاتحاد جمعيات المغتربين في البحرين (وهي منظمة مدعومة من النّظام في البحرين تشرف على هذه الحملة) قالت إنّهم “يستعدون للعمل بشكل وثيق لتغيير الصّورة السّلبية لدى الإعلام عن الوضع في البحريني” على حد قولها.
ونقل الموقع تصريح ماتيسون من موقع صحيفة “غلف ديلي نيوز” البحرينـية، الناطقة باللغة الإنجليزية.
ماتيسون قالت إن “حملة “هذه هي البحرين” تسعى للعمل بشكل وثيق مع معهد “ميمري” الذي وصفته بأنه “يقوم بعمل مذهل على جبهات عدة”.
إلا أن ألبرتو فرنانديز، نائب المدير في “ممري”، اتّصل بموقع ميدل إيست آي لينفي هذه التّقارير، قائلًا إن “ميمري لم تُوقع، ولا تنوي التّوقيع على أي مذكرة تفاهم مع البحرين أو مع ما يفترض أنها منظمات بحرينية غير حكومية”.
موقع البوابة، المختص بأخبار الشرق الأوسط، كان أول الوسائل الإعلامية التي نقلت هذا الخبر، لكنّه أزال لاحقا فقرات من تقريره، قائلا إن ما ورد فيها “كان خطأ”، نقلا عن المصدر، وإنّه “لم يتم توقيع أي مذكرة تفاهم”.
الغريب أن النفي جاء فقط من طرف المعهد الإسرائيلي، في حين لا يزال الخبر على موقع وكالة أنباء البحرين، وموقع صحيفة غولف ديلي نيوز GDN، وصحيفة الوطن، يؤكّد أن مذكرة تفاهم قد وقّعت بين الطرفين.
الصّحافي براين ويتاكر، المعروف بمتابعته نشاط المعهد، قال في مقال إنّه “ليس من الواضح ما إذا كان اتحاد جمعيات المغتربين في البحرين يدرك علاقة ميمري مع إسرائيل”.