تم عقد لقاء علني بين زعيم حزب “هناك مستقبل” الإسرائيلي في واشنطن يائير لبيد والأمير السعودي تركي الفيصل، مدير المخابرات السابق، في واشنطن الأربعاء الماضي، وقد أعلن المسؤول الإسرائيلي (عضو الموساد) أن اللقاء يأتي برغبة سعودية رسمية.
موعود: تم عقد لقاء علني بين زعيم حزب “هناك مستقبل” الإسرائيلي في واشنطن يائير لبيد والأمير السعودي تركي الفيصل، مدير المخابرات السابق، في واشنطن الأربعاء الماضي، وقد أعلن المسؤول الإسرائيلي (عضو الموساد) أن اللقاء يأتي برغبة سعودية رسمية.
وكان من الملفت، وفقاً لموقع “الخليج الجديد” أن تركي الفيصل لم يكتف بلقاء المسؤول الصهيوني فحسب، ولكنه أجرى مقابلة خاصة مع صحيفة “هآرتس” نشرت أجزاء منها وقالت أنها ستنشرها كاملة تزامنا مع “مؤتمر إسرائيل للسلام” الذي تنظمه الصحيفة يوم 12 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل في تل أبيب.
ولفت الموقع إلى أنّ اللقاء حصل بالتزامن مع دعوة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في 27 سبتمبر/أيلول الماضي لما أسماه “توسيع السلام” من جانب دول عربية أخرى مع الكيان الإسرائيلي.
وأشار الموقع إلى أنّ اللقاء جاء في وقت تسعى فيه واشنطن وأطراف عربية للإستفادة من التقارب “السعودي – الإسرائيلي” على خلفية المخاوف من النووي الإيراني السلمي في تحريك المفاوضات عبر مؤتمر إقليمي للسلام بين إسرائيل والدول العربية يستند لمبادرة السلام العربية بما يسمح بتطبيع العلاقات بين دول الجامعة الـ 23 والدولة الصهيونية، كما جاء في وقت تسعى فيه مصر والأردن للضغط على الرئيس الفلسطيني محمود عباس لعدم تحديد سقف زمني لتنفيذ تهديده بإلغاء اتفاقات أسلو، بحسب ما قالت صحف إسرائيلية.
وظهر “الحرص” العربي للتطبيع أو “تسريع السلام” مع الدولة الصهيونية، في قول الأمير السعودي تركي الفيصل إن “العرب رفضوا في الماضي السلام مع إسرائيل لكن هذه الأخيرة هي التي تقول لا للسلام الآن”، ودعوته “نتنياهو” “للتحلّي ببُعد نظر لاعلان استعداده لإجراء مفاوضات مع الفلسطينيين على أساس مبادرة السلام العربية”.
ومع أن الفيصل أنكر وجود تعاون بين إسرائيل والسعودية وأكد أنه “طالما أن إسرائيل لم تنضم إلى مبادرة السلام العربية فلا أمل بأن تتعاون السعودية معها في أي شأن سواء علناً أم من وراء الكواليس”، إلا أن لقاءات مع المسؤولين الإسرائيليين تثير تساؤلات حول طبيعة هذا التعاون المقصود، وفقاً للخليج الجديد.
وقد علق المسؤول الصهيوني “ليبد” على اللقاء قائلا إنه “كان واضحاً أنه الأمير السعودي لم يصل ممثلاً لنفسه، ليس هناك في السعودية شيء كهذا”، وألمح لعقد لقاءات أخرى مستقبلا، ربما في القاهرة أو الرياض، وفقا لقوله.
وقال إن “هذه التسوية بحاجة لتجند كل من السعودية ومصر والأردن ودول الخليج الفارسي وبحاجة إلى رعاية أميركية وأوروبية وروسية”.
وقال رئيس حزب “يوجد مستقبل” أن اللقاء تم ترتيبه “كجزء من عمل يجري في واشنطن”، وناقض كما أبدى تأييده لاعتبار المبادرة العربية أساساً للمفاوضات، ولكنه في الوقت ذاته يرفض الانسحاب إلى حدود 67 ويرفض تقسيم القدس المحتلة أو إخلاء الكتل الاستيطانية، وهو ما يراه متابعون تناقضا واضحا.
وسبق للفيصل أن أجرى لقاءات سابقة مع مسؤولين إسرائيليين، وفي السنوات الأخيرة التقى “الفيصل” مسؤولين إسرائيليين كباراً بينهم الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية “أمان” اللواء احتياط “عاموس يدلين” الذي يترأس الآن “معهد أبحاث الأمن القومي” في جامعة تل أبيب.
وكان “السيسي” قد دعا يوم 27 سبتمبر/أيلول الماضي، وقا لـ “أسوشيتيد برس” إلى “توسيع معاهدة السلام، التي أبرمتها مصر مع إسرائيل قبل 40 عاما، لتشمل دولا عربية أخرى”، وحينما أثار تصريحه جدالا بين المصريين والعرب، تراجع عنه.
حيث زعم المتحدث الرئاسي له، في بيان لاحق، إن الترجمة الصحفية التي تم تداولها لنص حديث الرئيس “عبد الفتاح السيسي” مع وكالة “أسوشيتيد برس” الأمريكية غير دقيقة، فيما يتعلق بالجزء الخاص بعملية السلام في الشرق الأوسط، ولم ينف “إن الرئيس تحدث عن فكرة إحلال السلام الشامل بالمنطقة وانعكاساته الإيجابية على جميع الشعوب وعلاقات الدول العربية مع إسرائيل”.
ولفتت “هارتس” إلى أن تصريحات للفيصل قالت إنها تتعلق بـ”علاقة السعودية مع إيران ومواقفه من الاتفاق النووي الإيراني (السلمي) ومن داعش التكفيري ومن الادعاءات بأن السعودية تنشر الإسلام المتطرف في العالم”، سوف تبث في “مؤتمر السلام” وتنشر في ملحق خاص لاحقا.