یجتمع الحجاج القادمون من کل فج عمیق على صعید واحد فی مکان واحد وزمان واحد وبلباس واحد لا فرق بین عربی ولا عجمی إلا بالتقوى، اشرأبت أعناقهم وتوحدت قلوبهم فی مشهد عظیم ملبین لله تعالى على صعید عرفات.
و یجتمع الحجاج القادمون من کل فج عمیق على صعید واحد فی مکان واحد وزمان واحد وبلباس واحد لا فرق بین عربی ولا عجمی إلا بالتقوى، اشرأبت أعناقهم وتوحدت قلوبهم فی مشهد عظیم ملبین لله تعالى على صعید عرفات، وارتفعت أیادیهم بالتضرع إلى الله طلبا للمغفرة والرحمة، فیصلوا الظهر والعصر قصراً وجمعاً بآذان وإقامتین ویدعون بما تیسر لهم تأسیا بسنة خیر البشر النبی محمد(علیه الصلاة والسلام).
عرفة أو عرفات مسمى واحد عند أکثر أهل العلم لمشعر یعد الوحید من مشاعر الحج الذی یقع خارج الحرم، وهو عبارة عن سهل منبسط به جبل عرفات المسمى بجبل الرحمة الذی یصل طوله إلى 300 متر وبوسطه شاخص طوله 7 أمتار، فیما یحیط بعرفات قوس من الجبال ووتره وادی عرنة، ویقع على الطریق بین مکة والطائف شرقی مکة المکرمة بنحو 22 کیلو متراً وعلى بعد 10 کیلومترات من مشعر منى و6 کیلو مترات من المزدلفة بمساحة تقدر بـ 10.4 کیلومترات مربعة، ولیس بعرفة سکان أو عمران غیر بعض المنشآت الحکومیة.
وبعرفة جبلها المشهور وهو أکمة صغیرة شبیهة بالبرث یصعد علیها بعض الحجاج یوم الوقوف ولیس الوقوف على الجبل خاصة من واجبات الحج لقوله صلى الله علیه وآله وسلم (وقفت هاهنا بعرفة وعرفة کلها موقف).
ولیوم عرفة فضل عظیم، إذ ورد عن النبی(ص) أن یوم عرفة هو أفضل یوم عند الله وذلک فی الحدیث الذی رواه جابر رضی الله عنه عن حبیب الله محمد(ص) “ما من یوم أفضل عند الله من یوم عرفة ینزل الله تبارک وتعالى إلى السماء الدنیا فیباهی بأهل الأرض أهل السماء فیقول انظروا إلى عبادی جاؤونی شعثا غبرا ضاحین جاؤوا من کل فج عمیق یرجون رحمتی ولم یروا عذابی فلم یر یوما أکثر عتقا من النار من یوم عرفة”.
وبعرفة نزل على الرسول صلى الله علیه وآله وسلم قوله تعالى “الیوم أکملت لکم دینکم وأتممت علیکم نعمتی ورضیت لکم الإسلام دینا”.
وعندما یقف الحجیج فی عرفات ینتصب أمامهم مسجدة “نَمِرة”، ونمرة هو جبل نزل به النبی(ص) یوم عرفة فی خیمة ثم خطب فی وادی عرنة بعد زوال الشمس وصلى الظهر والعصر قصرا وجمعا “جمع تقدیم” وبعد غروب الشمس تحرک منها إلى مزدلفة.
وقد بنی مسجد نمرة فی أول عهد الخلافة العباسیة فی منتصف القرن الثانی الهجری فی موضع خطبة الرسول(ص) فی حجة الوداع، ثم توالت بعدها توسعاته على مر التاریخ وصولاً للوقت الحالی لتصبح مساحته 124 ألف متر مربع، وهو مؤلف من طابقین مجهزین بنظام للتبرید والمرافق الصحیة حیث یتسع لأکثر من 300 ألف من المصلین.
ویأتی جمعٌ من الحجاج یوم عرفة إلى مسجد نمرة، لیستمعوا إلى خطبة خطیب المسجد، ثم یصلوا الظهر والعصر بأذان وإقامتین، ثم یشرعوا بالدعاء والتضرع ومسألة الله تعالى حتى غروب الشمس.
أما وادی عرنة فهو من أودیة مکة المکرمة والجزء المقدم من مسجد نمرة یقع فی هذا الوادی وهو خارج عن عرفات وداخل فی الحل ولیس بمشعر، وهو حد فاصل بین الحل والحرم.
کما أن فی عرفات مسجد الصخرات، وهو أسفل جبل الرحمة عـلى یمین الصاعد إلیه، وهو مرتفع قلیلا عن الأرض یحیط به جدار قصیر وفیه صخرات کبار وقف عندها رسول الله(ص) عشیة عرفة وهو على ناقته القصواء.
وأحیط هذا الموقف بجدار طوله من جهة القبلة 13.3 أمتار، والجدار الذی على یمینه ویساره 8 أمتار أما الجدار المقابل للقبلة فدائری غیر مستقیم.
المصدر: إینا