استحوذت قضية الإمام المهدي عليه السلام على اهتمام خاص من قبل الباحثين باعتباره المنقذ والمخلص للعالم من الظلم والعذاب, والناشر للعدل والطمأنينة.
ومدار البحث هذه المرة في كون الإمام عليه السلام غائباً عن الإنس والجن على حد سواء أم إنه غائب عن عالم الإنس وظاهر لعالم الجن؟!.
استحوذت قضية الإمام المهدي عليه السلام على اهتمام خاص من قبل الباحثين باعتباره المنقذ والمخلص للعالم من الظلم والعذاب, والناشر للعدل والطمأنينة.
ومدار البحث هذه المرة في كون الإمام عليه السلام غائباً عن الإنس والجن على حد سواء أم إنه غائب عن عالم الإنس وظاهر لعالم الجن؟!.
ان أهم ما يميز الجن انهم يماثلون الإنس في التكليف؛ وذلك لأن الآيات الدالة على تكليفهم بشريعة نبينا صلى الله عليه وآله وسلم جاءت عامة في كل شيء فإذا ثبت إرساله إليهم هو كإرساله للإنس لزمهم على هذا الأساس كل تكليف وجد في شريعة الإسلام إلا أن يدل دليل على التخصيص بتكليفهم بغير تكاليف الإنس أو ببعضها ولم يرد مثل هذا الدليل.
أو تكون هناك قرينة صارفة باعتبار الفوارق الفسلجية بين الانس والجن.
وعند مراجعة الروايات الواردة عن الأئمة عليهم السلام نجد إن من الجن من يؤمن بإمامتهم عليهم السلام ويقر بها وأنه من شيعتهم والموالين لهم, ومن تلك الروايات ما ورد عن أبي حمزة الثمالي أنه قال: (كنت أستأذن على أبي جعفر عليه السلام فقيل أن عنده قوما فاثبت قليلا حتى يخرجوا فخرج قوم أنكرتهم ولم أعرفهم، ثم أذن فدخلت عليه عليه السلام….فقال: (يا أبا حمزة هؤلاء وفد شيعتنا من الجن جاءوا يسألوننا عن معالم دينهم).
وبناء على ذلك يتضح أن الجن فيهم من يوالي ويشايع أئمة أهل البيت عليهم السلام وكذلك يراجعونهم في معرفة أحكام دينهم, ومن المعروف أن الإمام الثاني عشر عليه السلام غائب عن الإنس وغير ظاهر لهم فكيف يرجع له الجن في غيبته لمعرفة الأحكام؟ ولأن المقام لا يتسع لذكر الأحاديث نكتفي بذكر ما استخلصناه منها:
أولا: إن الجن خلق مكلفون بالتكاليف الشرعية كما هو حال الإنس وعليهم حساب ولهم ثواب إن احسنوا وعقاب إن أساءوا.
ثانيا: خصائص وأحوال عالم الجن تؤكد انه من الممكن أن يستعين بهم الإنس لمعرفة الغيبيات ولذلك لو كان الإمام عليه السلام ظاهراً بينهم لأمكن بعض الإنس من معرفة مكان وجود الإمام عليه السلام من خلال إخبار الجن لهم.
وهناك حادثة ينقلها صاحب(إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب) في الجزء الثاني منه في باب (أخبار أهل العرفان والحساب والكهنة بظهوره و علائمه عليه السلام) تؤكد إن بعض الإنس يُسخّر الجن لمعرفة الأخبار والغيبيات.
ثالثا: أحاديث غيبة الإمام عليه السلام عامة ولا يوجد فيها ما يخصص غيبته عن عالم الإنس من دون الجن، فلذلك هو غائب عن كل منهما على حد سواء.
رابعا: للجن علماء يمكن الرجوع اليهم في غيبة الإمام عليه السلام كما هو كائن لدى الإنس.
خامسا: إن القول بأن الإمام عليه السلام غائب عن الناس لا يعني انه غائب عن آحادهم وهذا واضح في حالات التشرف باللقاء به، كذلك فإن القول بأن الإمام عليه السلام غائب عن الجن لا يعني انه غائب عن آحادهم.