تنافس في الانتخابات الأمريكية بين الملياردير دونالد ترمب وهيلاري كلينتون

يبرز كل من دونالد ترمب وهيلاري كلينتون أبرز المرشحين للانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة، ولكن كل منهما يعاني من أعباء سياسية تتراكم وتنذر بصعوبة مشوارهما تجاه السباق الانتخابي.

موعود: يبرز كل من دونالد ترمب وهيلاري كلينتون أبرز المرشحين للانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة، ولكن كل منهما يعاني من أعباء سياسية تتراكم وتنذر بصعوبة مشوارهما تجاه السباق الانتخابي.

أوجز الرئيس الأسبق جيمي كارتر أساس مأساة الحياة السياسية الراهنة في أميركا باعتبارها تحولت إلى “رشاوى سياسية”، محملاً المسؤولية لقادة الحزبين و”كبار المتبرعين.. الذين ظفروا بتخريب النظام السياسي بأكمله”.

ربما لم يأتِ إقرار الرئيس كارتر بجديد، بيد أن أهميته تنبع من محورية مركزه وإطلاعه على كل ما يدور في كواليس الأحزاب “وكبار المستثمرين”، لا سيما اعتراضه القاطع على تركيبة المحكمة العليا الراهنة واصطفافها في محاباة كبار رؤوس الأموال.

في المشهد الانتخابي العام، برز كل من دونالد ترمب وهيلاري كلينتون في صدارة الحزبين، الجمهوري والديموقراطي تباعاً، وكليهما يئن من أعباء سياسية ومسلكية تتراكم تصاعدياً وتنذر بالنيل من وجهة السباق ومستقبليهما معاً.

درج الحزب الجمهوري على حشد قواعده الانتخابية بإثارة مخاوفها وحساسياتها “ضد الآخرين”، وكذلك الحزب الديموقراطي بشكل عام، وإن اختلفت السبل والتكتيكات، وفق ما تقتضيه الظروف واعتبارات التنفيذ.

الواقع الثابت أن المشهد السياسي الأميركي عادة يتم “حشده وشحنه بمشاعر الخوف والكراهية” ضد القوى المهمشة اقتصادياً واجتماعياً والاقليات بشكل عام؛ بل لم يعرف نهاية “للخشية من جنون الارتياب والاضطراب”.

وأثبتت التجارب التاريخية فعالية لا تنضب للحزبين لاعتمادهما عامل الخوف كاستراتيجية استعطاف واستمالة عامة الشعب “وتسخيرها لإثارة مشاعر الوطنية السطحية” بينها وثم استثمارها في البازار السياسي.

رعونة ترمب تفضح فاشية الحزب الجمهوري
مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب لا يرف له جفن أو وخزة ضمير لتوصيفات باتت ملازمة له في ترحاله: قاسي القلب، وقح، عنصري، مهرج، يكشف مكنوناته الفكرية والعقائدية دون حرج.. الخ، وربما مرادفات أخرى تنطبق عليه أشد تطرفاً مما ورد.

حقيقة الأمر أن تصرفات ومسلك الملياردير “تجسد” خصائص ومبادئ ومنطلقات السياسة الأميركية منذ ولادة كيانها السياسي المستند إلى العنف والبطش أولاً، بل يلقى آذاناً صاغية ونفوساً صاغرة للتقرب منه كناية عن التزامها الفكري والعقائدي بل والغريزي أيضاً.

يشار إلى أن ما يسمى “الآباء المؤسسين” للكيان السياسي الأميركي يشاطرون ترمب في جملة سلوكيات وخصائص، لا سيما وأنهم بالمجمل “تفاخروا بتعصبهم العنصري والثراء الفاحش والغطرسة وممارسة الرق”، فضلاً عن اعتقادهم بدونية المرأة، اتساقاً مع تصريحات وسلوكيات ترمب.

الحرج والإحراج التي يتسبب بها ترمب بإطلاقه تصريحات “رعناء”، في نظر بعض النخب، لم تمنعه من تصدر المشهد السياسي برمته بخلاف كافة التصورات والتوقعات السابقة.

الآلة الإعلامية للحزب الجمهوري، ممثلة بقناة “فوكس نيوز”، استضافت ترامب برفقة معظم المرشحين الآخرين في حلقة جدالية طمعاً في إحراجه وإخراجه عن المألوف، كما يعتقد، تنتهي بتسديد ضربة قاسية لحملته تعزله مبكراً.

غرور وغطرسة ترمب ساهمتا بعكس ذلك، وشكلتا حرجاً لخصومه في الحزب الجمهوري، وقد يذهب المرء للقول إن الآلة الإعلامية برمتها تعمل على “تقليص” حجم الخسارة بعد “صمود” ترمب أمام جهود التوريط.

في هذا الصدد، أوضح الرئيس الأسبق لمجلس النواب عن الحزب الجمهوري، نيوت غينغريتش، أن ترامب يحدد بمفرده قوانين اللعبة الانتخابية فهو “ليس مدين لأحد كونه ينفق من ثروته الخاصة وليس بحاجة إلى تبرعات انتخابية”.

وأضاف إن ترمب يعد “أفضل محاور إعلامي، ربما على طول عمر التاريخ السياسي الأميركي”.

ترمب جاهر باستغلاله ثروته المالية الضخمة “لشراء ولاء ونفوذ” شخصيات سياسية نافذة للحفاظ على مصالحه المتشعبة، ليس أقلها معاداته تشكيل نقابات عمالية في الفنادق والكازينوات التي يمتلكها في مدينة الملاهي لاس فيغاس، بل “تفاخر” ترمب بتأييده حملة المرشحة هيلاري كلينتون للرئاسة مالياً عام 2008، فضلاً عن دعم مرشحين آخرين عن الحزب الديموقراطي.

حذر الرئيس الأسبق جيمي كارتر، في المقابلة المذكورة، من تركيز السلطة بأيدي قلة من الميسورين، قائلاً إن النظام السياسي “أضحى مجرد اوليغاركية (قلة سياسية)، تتمتع برشى سياسية لا تنضب تتحكم بالترشيحات للمناصب (المحورية) كمنصب الرئيس أو انتخابه”.

“الاوليغاركية” في ترجمة الحزب الجمهوري ومرشحه دونالد ترمب تقود إلى تسلط كبرى الشركات بالمفاصل الأساسية، الأمر “الذي يتنامى في معظم المشهد السياسي العالمي”.

في الطرف المقابل، تتصدر هيلاري كلينتون قائمة مشرحي الحزب الديموقراطي، وقد يسفر الأمر عن منافسة بينها وبين الملياردير ترمب؛ ويتفوق عليها راهناً في عدد محدود من الولايات “المحورية للانتخابات”، فلوريدا مثالاً، التي يطمعان للفوز بها إن كان سيكتب لأي منهما النجاح.

المشهد الانتخابي راهناً
استعد المرشحون باكراً لتمويل حملاتهم الانتخابية بمبالغ وفيرة، غير مسبوقة، إذ استطاعت المرشحة كلينتون تكديس تبرعات مالية بلغت حتى اللحظة ما ينوف على 47 مليون دولار، جلها من كبار الأثرياء المؤيدين.

المرشح جيب بوش، من جانبه، راكم تبرعات أعلى بلغت 114 مليون دولار، من قطاع كبار الأثرياء وشركات النفط.

ترمب يستند إلى ثروة شخصية تبلغ نحو 9 مليار دولار على الأقل، فضلاً عن تأييد ذات الشريحة من كبار الأثرياء في المجتمع الأميركي.

أحدث استطلاعات الرأي التي اجرتها شبكة “سي ان ان” للتلفزة تشير إلى تفوق كلينتون على ترمب بما لا يزيد عن 6 نقاط مئوية، والمساحة تضيق باضطراد. ارتفعت شعبية ترمب، عقب المناظرة المتلفزة المشار إليها، من 67% إلى 79% بين صفوف الناخبين الجمهوريين والمستقلين الذين يميلون لانتخاب مرشح جمهوري، منذ نهاية شهر تموز الماضي.

الملفت أيضاً أن شعبيته، وفق نتائج الاستطلاعات، سجلت ارتفاعاً بيناً بين صفوف قطاع المرأة، من 50% إلى 55%، خاصة بعد المشادة السياسية بينه وبين مقدمة البرامج في قناة “فوكس نيوز”، ميغان كيلي.

وأوضح استطلاع “سي ان ان” سالف الذكر أن ترامب يتقدم ثلاثة مرشحين آخرين من الحزب الجمهوري كفريق شبه نهائي في مقابل كلينتون، التي تتقدم على كافة المرشحين الأربعة في الاستطلاعات الجارية، على الرغم من تقلص الفجوة بينها وبين خصومها. اللافت أن كلينتون تتفوق على المرشح جيب بوش بنحو 9 نقاط مئوية، وعلى ترامب 6 نقاط.

القضايا “والعقبات” السياسية التي تثار أمام السيدة كلينتون، بتصميم واصرار يقارب حالة الانتقام والثأر منها من قبل قادة الحزب الجمهوري في مجلسي الكونغرس، لم تسجل تراجعاً بيناً في شعبيتها، لكن هذا لا يعني أن السباق سيستمر دون عثرات بعضها قوية تنال كلاً من كلينتون ودونالد ترمب، كل لأسبابه الخاصة.

ترمب يعرّي ويحرج حزبه
إحدى القضايا المحورية التي تعد “قاتلة” للحزب الجمهوري هي سياسته المناهضة للهجرة، لا سيما من دول أميركا اللاتينية والمكسيك بشكل خاص، ويعتبرها “هجرة غير مرخصة أو قانونية” ينبغي تقييدها والحد منها.

ترامب ذهب أبعد من ذلك بتوجيهه اتهامات عنصرية ضد المهاجرين، لا سيما من المكسيك، مدركاً أن القضية تستقطب الاهتمام الإعلامي، وهو ما أحرزه منذ إعلانه دخول السباق الرئاسي.

المرشحون الآخرون عن الحزب الجمهوري سعوا لاستيعاب المسألة بخجل حتى لا تنقلب وبالاً عليهم، بينما مضى ترمب في هجومه وتصريحاته الفجة والإقصائية، كافأه جمهوره الانتخابي بتعزيز تأييده له كونه “يعبر عن خلجات أفكارهم واهتماماتهم بصدق”.

سجل أحدث استطلاع أجراه معهد “راسموسن” المرموق تأييد نحو 80% من مجموع الناخبين الأميركيين لسياسة ترحيل كافة المهاجرين فاقدي الوثائق الرسمية، مقابل 11% من المعارضين.

أيضاً أعرب نحو 34% منهم عن تأييده سياسة الرئيس أوباما لمنح المهاجرين حماية قانونية ضد الترحيل القسري، والذين يصل تعدادهم نحو 5 مليون فرد.

مستقبل ترمب السياسي، بالرغم من نجوميته الصاعدة، ليس مضمون في ظل الآلة السياسية للحزب الجمهوري التي تبحث عن مرشح يعبر عن مصالحها بشكل أدق، وبدء شحذ سيوف الهجوم عليه من زاوية خروجه على “المثل والقيم المشتركة للمحافظين”؛ خاصة من خصوم متوغلين في المحافظية مثل سكوت ووكر، وبدرجة أقل، راند بول وتيد كروز.

نقلت شبكة “فوكس نيوز” لقطاع الأعمال توجهات إعلامية لدى المرشحين الآخرين للبدء بحملة إعلامية متلفزة ضد ترمب، في الأسابيع القليلة القادمة، والنيل من مواقفه حول مسألة مستقبل المهاجرين إلى جانب سجله وأسلوبه كرجل أعمال يقتنص الفرص لتدمير خصومه.

حملة أقطاب الحزب الجمهوري لإقصاء ترمب غير مضمونة النتائج، سيما وأن القاعدة الانتخابية لا زالت تتجاوب مع التصريحات السهلة لترمب.

في حال بقي ترمب مرشحاً للحملة الانتخابية، وهو الأقوى من بين المرشحين الآخرين، سيضطر الحزب الجمهوري التأقلم معه والإقرار ضمناً بخسارته الانتخابات الرئاسية، وخوضها بأقوى مرشح في جعبته، كما يعتقد.

يشار في هذا الصدد إلى الحملة الرئاسية السابقة، عام 2012، التي شهدت تفوق مرشحي الحزب الجمهوري على الرئيس أوباما لبضعة أسابيع متواصلة، ومن ثم سقط الرهان عن المرشح “الأفضل” لاعتقاد غالبية القواعد الانتخابية أنه كان ضعيفاً أمام الرئيس أوباما.

عبء هيلاري كلينتون
في بداية مشوارها السياسي، عقد الستينيات من القرن الماضي، كانت هيلاري كلينتون من مؤيدي وناشطي الحزب الجمهوري، واصطفت إلى دعم حملة ريتشارد نيكسون آنذاك ضد جون كنيدي؛ كما أوضحت في مذكراتها لاحقاً.. نقطة التحول كانت عام 1968 الذي شهد اغتيال كل من مارتن لوثر كينغ والمرشح الرئاسي روبرت كنيدي، وتحولت ببطء ملحوظ لنصرة حركة الحقوق المدنية ومعاداة الحرب الأميركية على فيتنام.

مجرد ذكر هيلاري كلينتون يثير اشمئزاز الحزب الجمهوري، لقناعات مسبقة تتعلق بسجلها المهني والسياسي.

للتعرف على كنه “حقد” الحزب الجمهوري بقياداته وقواعده لهيلاري وعقلية الثأر منها ينبغي الإشارة إلى الدور الموكل إليها، كانون الأول/ديسمبر1973، من قبل لجان الكونغرس بأغلبية ديموقراطية “للتحضير وإدانة الرئيس ريتشارد نيكسون”.

واستنفذت بضع شهور متواصلة تستمع فيها إلى تسجيلات الرئيس نيكسون الصوتية التي اضطر لتسليمها للكونغرس بعد انكشاف أمر وجودها. تضمنت مسؤوليتها أيضاً إنجاز “هيكل إداري تنظيمي” لطواقم البيت الأبيض خلال ولاية نيكسون، لتحديد مسؤولية كافة الضالعين بقضية “ووترغيت”.

في السنوات الأخيرة حققت كلينتون شبه إجماع داخل الحزب الديموقراطي بأهليتها الانتخابية منذ نهاية عهد زوجها الرئيس بيل كلينتون قبل 15 عاماً، واستمر نجمها في الـتألق عقب الانتخابات الرئاسية لعام 2008، توجتها بتسلم حقيبة وزارة الخارجية الأميركية. تلقت هيلاري سلسلة هزات وعقبات منذ توليها وزارة الخارجية أدت إلى بعض التراجع في زخم التأييد لها داخل أوساط الحزب الديموقراطي.

اتخذت قرارها للتحضير للسباق الرئاسي مبكراً، استناداً إلى عناصر استراتيجية بلورتها بعناية سوية مع زوجها مفادها أنه يتعين على الحزب الديموقراطي إبداء تفهم أكبر لمصالح الشركات الكبرى وانتهاج سياسات “نيو ليبرالية” محورها تبادلات السوق دون قيود أو كوابح، والتي تم إرساؤها في عهد الرئيس بيل كلينتون باستحداث “مجلس قيادة الحزب الديموقراطي”، بإشراف الرئيس كلينتون ونائبه آل غور.

ونقل عنها إعدادها لتولي حقيبة وزارة الخارجية لمدة أربع سنوات، 2008-2012، تستقيل بعدها لتتفرغ لجهود الإعداد للحملة الرئاسية.

تعثر مسيرة هيلاري السياسية لها أبعاد موضوعية، أبرزها افتقادها للمهارات السياسية العالية المشهودة لزوجها بيل كلينتون، وظهورها الإعلامي “المتشنج” أحياناً مما يحرمها من حرارة التعامل برفق مع جمهورها، وميلها للسرية.

انعكس ذلك بوضوح على تدني عدد الحضور لمحطاتها الانتخابية التي لم يتعدى عدده بضع مئات مقابل الآلاف لسماع خصمها عن الحزب الديموقراطي، بيرني ساندرز.

نجاح المسيرة السياسية أيضاً يولد بعض الإمتعاض وعدم الحماس داخل طواقم الحملة الانتخابية، وهو ما خبره الثنائي كلينتون خلال مسيرتهما الطويلة، بيد أن هيلاري باتت تعاني من عدم وفاء بعض أفراد طواقمها مبكراً، وحرمها من نصائح وإرشادات أساسية موكلة لأعضاء الفريق، لا سيما كشف أحد أهم مساعديها عن وجود خادم بريد الكتروني خاص تحتفظ به أثناء توليها منصب وزيرة الخارجية ولا يخضع لمواصفات السرية المطلوبة، كدليل يستخدم ضدها لانتهاكها القوانين المعمول بها – كما يقال.

استغل الحزب الجمهوري الأمر إلى أبعد مدى طمعاً في تحقيق اختراق سياسي يؤدي إلى إبعادها عن الحلبة السياسية.

امام تعثر هيلاري وميلها للتعميم والسرية والتقدم الحذر من كافة القضايا الهامة يبقى دونالد ترمب يوجه اتهاماته يمينا ويسارا غير عابيء بالتداعيات، كاحد اهم العوامل المميزة للمرشح الساعي للتفاعل مع تطلعات وتوقعات الناخبين التحلي بالصراحة والوضوح.

تعكف الماكنة السياسية للحزب الديموقراطي، قادة ومؤثرين، على دراسة افضل الخيارات التي تضمن خروج الحزب من شرنقته الراهنة، بوجود هيلاري او عدمه.

خلاصة المشهد
من غير المتوقع ان نشهد تغيرا على مسار ووجهة السياسة الخارجية للحزبين، كما يدل عليها الوضع الراهن.

في جانب الحزب الجمهوري ومرشحه ترمب، حال فوزه، سيمضي في تنفيذ سياسات تهدد وتستفز الخصوم والمؤيدين معا كونها تأتي من جوهر برنامج الحزب عينه مع الفارق انه لن يخضع “للفلترة او تخفيف اللهجة” او العناية باعتبارات وحسابات الآخرين.

كلينتون، ان استمرت في السباق الرئاسي، ستطبق سياسات متشددة ايضا، مع فارق في التكتيك وسلاسة الخطاب السياسي، واعلاء كلمة اقطاب الحرب داخل السلطة السياسية.

غني عن القول ان كليهما، ان بقيا لنهاية الحملة، يتمتع بمزايا وخصائص تصب في خانته صالحه؛ ويحمل تناقضات واعباء متباينة قد تطيح بهما معا قبل او اثناء انعقاد مؤتمري الحزبين العام المقبل.

فيما يخص كلينتون فان مركز قوتها يكمن في ضعف الحزب الديموقراطي، ليس في البعد البنيوي فحسب، بل في قدرته على بلورة وصياغة سياسات خاصة به تعيد اليه ألقه التاريخي السابق بالاصطفاف الى جانب مطالب الطبقة الوسطى وتأييد الشرائح المهمشة بتطوير برامج رعاية اجتماعية تنهي قبضة اليمين في الحزبين.

على صعيد المنافسين المحتملين من الحزب، لا تعاني كلينتون من منافسة انتخابية حقيقية، سيما وانها المرأة المؤهلة في مواجهة رجال ثلاثة (ساندرز غور وبايدن) الذين يعانون مسبقا من كسب تأييد القاعدة الانتخابية، بل قد يؤدي ترشيح اي منهم الى عزوف الناخبين الديموقراطيين عن الادلاء باصواتهم باعداد كبيرة.

في المدى المنظور، ان تحققت كوابيس هيلاري وقوضت حملتها الانتخابية فان ذلك سينسحب تلقائيا على مصير الحزب الديموقراطي برمته.

في الطرف المقابل، تتوفر للحزب الجمهوري عدة خيارات بديلة عن دونالد ترمب قد تستطيع الهاب حماس القاعدة الانتخابية.

في ظل تلك اللوحة تتضح ميزة الحزب الجمهوري في استبدال ترمب والحفاظ على قدر معقول من حظوظ الفوز بالانتخابات الرئاسية؛ بينما تتلاشى تلك الميزة من امام الحزب الديموقراطي ومواجهة حملة منافسات قاسية.

المصدر: مكتب الميادين في واشنطن بالتعاون مع مركز الدراسات الأميركية والعربية

ما نشر لا يعبر عن رأي الموقع

شاهد أيضاً

بن غفير: زعيم الإرهاب قائدا للأمن!

بن غفير: زعيم الإرهاب قائدا للأمن!

الاخبار – القدس العربي: قام جندي إسرائيلي بتهديد نشطاء فلسطينيين وإسرائيليين كانوا يتضامنون مع أهالي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *