أکد الباحث العراقی الدکتور “جعفر هادی حسن”، المختص فی اللغة العبریة وحقل الدراسات الیهودیة بجامعة “مانشستر” البریطانیة أن اکتشاف مخطوطة قرآنیة بجامعة “برمنغهام” الانکلیزیة ینفی نظریة “الهاجریة” المنحرفة.
وقال ذلک، الباحث الدکتور “جعفر هادی حسن”، أستاذ اللغات السامیة(العبریة، الآرامیة، السریانیة، الفینیقیة) والدراسات الیهودیة بجامعة “مانشستر” البریطانیة،
وأوضح أن العلماء والباحثین بجامعة “أوکسفورد” البریطانیة عندما عثروا علی هذه المخطوطة من القرآن الکریم بجامعة “برمنغهام”، فحصوها بالکربون المشع وفحص الکربون الان هو التقنیة الحدیثة التی تثبت قِدم المخطوطات والآثار، وقد وجدوا 95 بالمائة أن هذه المخطوطة القرآنیة ترجع الی قبل 1370 سنة أی قریبة لعصر النبی الأکرم (ص) حوالی عشرین سنة مضیفاً: هذا دلیل مهم من خلال التقنیة الحدیثة علی قِدم هذه المخطوطة.
وقال الأستاذ جعفر هادی حسن: الشئ الآخر الذی أراه أن المخطوطة القرآنیة کما رأیتها هی غیر منقوطة وغیر مشکلة، وذلک یدلّ على أنها قبل عام 40 هجریة قمریة لأن وضع النقاط والتشکیل جاء فی عصر الإمام علی (ع) حوالی عام 40 هجریة ومعنی ذلک لمّا تکون هذه المخطوطة غیر منقوطة أی أنها قبل هذا العصر.
وأضاف أن المخطوطة القرآنیة المکتشفة بجامعة “برمنغهام” البریطانیة کما رأیتها هی غیر منقوطة وغیرمشکلة وذلک یدلّ على أنها قبل عام 40 هجریة لأن وضع النقاط والتشکیل على المصحف جاء فی عصر الإمام علی(ع).
إثبات قِدم هذه المخطوطة القرآنیة یؤید عدم صحة نظریة “الهاجریة”
وأشار أستاذ اللغات السامیة بجامعة “مانشستر” البریطانیة الی نظریة “الهاجریة” المنحرفة التی تشیر الی أن القرآن الکریم قد حرّر من مصادر یهودیة ومسیحیة، مصرحاً: الشئ الآخر المهم أن هناک نظریة تحت عنوان “الهاجریة” والتى أسسّت لما عرف فى ما بعد بـ”المنهج التنقیحى”، والذى یقوم على أن القـرآن الکریم نصٌ یعود تاریخ تألیفه إلى نهایات القرن الهجرى الثانى عندما أصبح المسلمون إمبراطوریة، فإثبات هذه المخطوطة ینفی هذا الرأی نفیاً کاملاً، ویبطل هذه النظریة.
وأضاف الأستاذ بجامعة “مانشستر” الانکلیزیة: کما أن تثبت هذه المخطوطة أن القرآن الکریم هو نفسه بین أیدینا وهو نفسه کان فی تلک الفترة.
وفی مستمر حدیثه، أشار الکاتب والباحث الدکتور جعفر هادی حسن الی الإعتراضات والإشکالات التی وردت بخصوص هذه المکتوبة، قائلاً: هناک إعتراضات من بعض الناس وأکثر علماء المخطوطات قالوا أنها تعود إلی 1370، والبعض من المعترضین قالوا انه من الممکن أن یکون الجلد الذی کتب علیه القرآن الکریم هو قدیم ومستعمل مرة أخری بینما الخط غیر قدیم.
وإستطرد الناشط العراقی المقیم فی لندن: یقولون ان هناک نهایات للآیات القرآنیة، حیث تم وضع علامات لنهایة الآیة وهذا الأمر غیر موجود فی هذه الفترة، فی الرد علی هذه الإشکالات، نقول: ان إستعمال الجلد مرة أخری لابد أن یترک آثاراً للإستعمال الأول کما حدث فی مخطوطات الیمن التی اکتشفت فی الجامع الکبیر بصنعاء، لکن لیست هناک آثار على هذه المخطوطة.
وأکد الدکتور جعفر هادی حسن مبیناً: أما بالنسبة للعلامات التی تم وضعها فی نهایة هذه الآیات، لیس من الضروری أن تکون قد وضعت فی حینها ربما جاء أناس آخرون فی وقت متأخر ووضعوا هذه العلامات.
وصرح الأستاذ بجامعة “مانشستر” البریطانیة: یُعدّ الخط الحجازی الذی کتبت به المخطوطة القرآنیة هذه أقدم من الخط الکوفی، والخط الکوفی نشأ وظهر فی نهایة القرن الأول للهجرة، أو فی بدایة القرن الثانی للهجرة فإذن هذا الخط وطریقة الخط هو قدیم.
وأما بالنسبة لمطالبة بعض المؤسسات الإسلامیة بإستعادة هذه المخطوطة، صرح الدکتور جعفر هادی حسن قائلاً: أنا فی رأیی هذه المخطوطة تبقی فی مکانها وتبقی محفوظة هناک لأن فی الغرب هناک عنایة تقنیة وعلمیة أکثر مما عندنا فی الدول العربیة والاسلامیة والمؤسسات الإسلامیة.
والدلیل علی ذلک، هذه المجموعة هی تسمی مجموعة «منکانا» الذی سمیت علی إسم “ای منکانا”، الأستاذ السابق لجامعة “مانشستر” البریطانیة الذی توفی عام 1937 م وجمع حوالی ثلاثة آلاف مخطوط وهذه المخطوطة منها حیث مازالت کما ترون فی صورتها هی مخطوطة سلیمة، رائعة، وممتازة. لأنهم هنا یحتفظون بهذه المخطوطات.
المصدر : وکالة الأنباء القرآنیة الدولیة(إکنا).