حركة أنصار ثورة 14 فبراير تعلن عن تضامنها مع الرمز السياسي الدكتور عبد الجليل السنكيس وتطالب المجتمع الدولي بالتدخل العاجل لوقف الإنتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان في البحرين.
وفقاً لما أفادته وکالة أهل البیت (ع) للأنباء ـ موعود ـ بيان حركة أنصار ثورة 14 فبراير تعلن عن تضامنها مع الرمز السياسي الدكتور عبد الجليل السنكيس وتطالب المجتمع الدولي بالتدخل العاجل لوقف الإنتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان في البحرين.
و فيما يلي نص هذه البیان:
بسم الله الرحمن الرحیم
منذ أكثر من 90 يوما والرمز السياسي الحقوقي الأستاذ الدكتور عبد الجليل السنكيس مستمر بالإضراب عن الطعام بسبب سوء المعاملة اللاإنسانية التي يلقاها في سجن جو المركزي من قبل جلاوزة آل خليفة.
إن حركة أنصار ثورة 14 فبراير تسجل موقفها التضامني مع هذا الرمز السياسي الكبير ، هذا المجاهد والمناضل الذي دافع عن حقوق شعبه في إقامة نظام سياسي تعددي حر.
إن الدكتور السنكيس قد أضرب عن الطعام بسبب سوء معاملة السجناء في سجن جو المركزي من قبل جلاوزة آل خليفة والدرك الأردني الداعشي وتعذيبهم وإهاناتهم وتدهور الأوضاع في السجون الخليفية.
ولذلك فإننا نطالب المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان وأحرار العالم وشرفائه ، وكذلك حركات التحرر الإسلامية والوطنية بالتضامن مع هذا الرمز الكبير الذي هو أحد رموز ثورة 14 فبراير المجيدة ، ومهندس العديد من الأفكار المتطورة ميدانيا وإعلاميا ، وحقوقيا ، وقد شارك مع نخبة من رفاق دربه في العمل السياسي ، وبعد سنوات من النضال والجهاد والكفاح إقتنع من إستحالة تحسين أو تغيير الوضع في دائرة القوانين المقيدة للحقوق والحريات وفقدان الضمانات التي تمنع إنتهاك حقوق الإنسان في البحرين ، خصوصا بعد تفعيل قانون أمن الدولة من جديد بمسمى “قانون السلامة الوطنية”.
إن الدكتور السنكيس كان ثاقب الفكر وكانت نظرته لمستقبل البحرين في ظل الحكم الخليفي الجائر تتجاوز حدود الجمعيات والأحزاب السياسية ، وقد إنفتح برسالته ومواقفه على مختلف شرائح المجتمع من أجل رفع معاناة شعب البحرين مما يعانيه من إرهاب وقمع على يد حكم العصابة الخليفية الغازية والمحتلة.
إن شعبنا وهو يناضل ويجاهد من أجل إجتثاث جذور إرهاب العصابة الخليفية المجرمة بحاجة إلى رجال أحرار أمثال الدكتور السنكيس ، متمسكين بهويتهم ودينهم ويتمتعون بمواقف واضحة وصريحة من الحكم الخليفي الإرهابي القمعي الذي إرتكب كل هذه الإنتهاكات الإنسانية الخطيرة كجرائم القتل والتعذيب والإغتصاب وسجن المعارضين والقادة والرموز والعلماء وهتك الحرمات وهدم المساجد والأماكن المقدسة.
إن شعبنا المناضل والمجاهد والصابر المطالب بالحرية والعدالة وإجتثاث جذور الفساد والإرهاب والقمع أصبح على قناعة تامة بأن الحكم الخليفي ما زال يتعامل معه بمنطق القوة والإستعلاء والإستكبار والفرعونية ، ولا زال يتعامل مع مطالبه بمنطق الحل الأمني ويستخف بعقيدته وهويته وتاريخه ، ولذلك فإن شعبنا أصبح على قناعة تامة بإستحالة التعايش مع هذه العصابة الجاهلية القبلية ، وأصبح من الصعب على شعب البحرين الإعتراف بشرعية الحكم الخليفي أو القبول بتسوية سياسية مجحفة ، أو السماح بتمرير أي مشروع مهادنة وميثاق خطيئة آخر ، معدل ومحسن بنسخة جديدة ، دون الرجوع للإرادة الشعبية التي قررت مواصلة الثورة ورفض الإحتلال السعودي وقوات عار الجزيرة ، وعدم الإستسلام لمنطق القوة العسكرية والأمنية.
إن جماهير شعبنا مستمرة في نهج الثورة على خط القادة والرموز وعلى نهج القوى الثورية وفي طليعتها إئتلاف شباب ثورة 14 فبراير المطالة بإسقاط النظام وعدم الرضوخ لخيارات الإرادة الأمريكية والبريطانية.
كما أن جماهيرنا الثورية الرسالية المؤمنة والتي تحملت كل هذا العناء خلال عقود من الزمن وخلال أربع إلى خمس سنوات من تفجر ثورة 14 فبراير لن تقبل بأي مشروع سياسي يتجاوز حق تقرير المصير وحق المواطن بإختيار حكومته الدستورية والنظام السياسي التعددي الذي يحقق مطالبه العادلة والمشروعة بحياة عادلة وآمنة تنهي عهد الظلم والإستبداد والديكتاتورية وتقطع طريق الفساد ونهب الثروات وسلب حقوق الناس.
إن جماهير شعبنا كانت تتمنى وهي تستقبل شهر رمضان المبارك وفي الوقت الذي يصوم الناس فيه ويبتعدون عن الذنوب والمعاصي ويتوجهون إلى الله وإلى القرآن الكريم ومفاهيمه العميقة أن يصوم الحكام العرب وحكام آل سعود عن جرائم الحرب ومجازر الإبادة للبشرية في اليمن ، وأن يصوم آل خليفة عن جرائم سحق الحريات ويكفروا عن ذنوبهم بإطلاق سراح جميع المعتقلين والقادة الرموز وتعويض المتضررين وتحقيق العدالة الغائبة ويتوبوا من خطيئة الإستهانة بدين الأمة وعقائدها ، وجريمة هدم المساجد والحسينيات وإهانة مقدسات الشعب ، وأن نرى خروج قوات الإحتلال السعودي من بلادنا .. وإيقاف نزيف الدم وقتل النفس المحترمة.
إن حركة أنصار ثورة 14 فبراير في الوقت الذي تعلن عن تضامنها الكامل مع القائد والرمز السياسي الدكتور عبد الجليل السنكيس ، فإنها ترفض الحوار مع حكم العصابة الخليفية ، والذين يطبلون ويزمرون للحوار ولوثيقة المنامة عليهم أن يدركوا بأن آل خليفة لن يقبلوا بأن يكونوا ملوكا لا يحكمون ، ولن يعملوا بوثيقة المنامة مهما كلفهم الثمن ، وإن حكام الرياض لن يسمحوا لآل خليفة بأن يكونوا ملوكا لا يحكمون ، لأن هذا يشكل خطرا كبيرا على مستقبل مملكة الرمال.
ولذلك فإن من يتكلم عن الحوار مع حكم العصابة الخليفية الغازية والمحتلة أو التوافق الوطني معها ، فعليهم أن يدركوا بأن القوى السياسية قد تحاورت مع السلطة الخليفية ، وخرجت الخاسر في كل حوار ، وآخره الحوار الذي أفضى إلى ميثاق الخطيئة الأخير في 14 فبراير 2001م.
إن الحوار مع السلطة أو التفكير في توافق وطني مع حكم العصابة الخليفية ، إنما هو نسج من الخيال وضياع الوقت بالجدل ، ولذلك فإننا ننصح الجمعيات السياسية بعدم الركون لوعود آل خليفة وعدم الإنفراد بقرارات خطيرة تمس سلطة الشعب صاحب القرار الأول وأخذ العبرة من دروس التاريخ والماضي.
إن شعبنا قد قدم التضحيات وسفكت دماء أبنائه وهتكت حرماته من أجل تحقيق أهدافه العادلة والمشروعة ، وهو لا زال يطالب منذ إنطلاق الثورة بإسقاط النظام ورحيل العائلة الخليفية الفاسدة والمفسدة ، ولن يقبل بأقل من ذلك ، وإن من يطرحون وثيقة المنامة ويسوقون لها فإنهم يسبحون في الخيال وذاهبون إلى المجهول.
يا جماهيرنا البحرانية الثورية ..
إن معاناة المعتقلين في سجون آل خليفة في ظل غياب الرقابة المستقلة للمنظمات الحقوقية ، وإستمرار الإنتهاكات بحق السجناء يوميا ، حيث لا زال مئات العوائل تترقب الإفراج عن أبنائها ، وهم يعيشون معاناة في ظل ظروف معيشية قاسية.
ولا زال أبناءنا وشبموعود في السجون يتعرضون لأبشع أنواع التعذيب والإغتصاب والتحرش الجنسي والإهانة الحاطة بالكرامة الإنسانية ، ولا زالت عوائلهم تعيش أحلك الظروف المعنوية والإنسانية والمعاشية ، وهذا يتطلب من المؤسسة الدينية وعلماء الدين بإتخاذ الإجراءات اللازمة للتخفيف من معاناة عوائل المعتقلين والشهداء ، فهناك عوائل منكوبة تحتاج منا الرعاية في ظل حكم قبلي قمعي شرس لا يراعي أي حرمة لهذا الشعب ولعوائل الشهداء والمعتقلين والمئات من الجرحى.
إننا نتمنى على المؤسسة الدينية وعلماء ورجال الدين وكذلك القوى السياسية بمختلف أطيافها أن تقترب من مطالب الشعب وتستمع لشكاويهم ومعاناتهم بصورة مباشرة ، وأن لا تقف بموازة مشاريع قوى الثورة وشبابها المرتهن بين السجون والمنافي أو المطاردين هنا وهناك ، فيكفي الضياع وتشتت قوى المعارضة.
إننا نطالب وفي هذه الوقفة التضامينة مع الرمز السياسي والحقوقي الدكتور السنكيس ، وفي الوقت الذي لا زال قادتنا ورموزنا مغيبون في قعر السجون الخليفية ويتعرضون مع سائر المعتقلين إلى جرائم تعذيب وإنتهاكات خطيرة ، بأن تسعى المعارضة وبجدية لتوحيد صفوفها ولملمة شملها والإتفاق على برنامج سياسي لخلاص الشعب من براثن حكم العصابة الخليفية الغازية والمحتلة.
إن البحرين اليوم وبعد فشل الحوار والتوافق الوطني مع آل خليفة بحاجة إلى تغيير سياسي جذري وصنع واقع سياسي بعد أن تقدم الشباب الثوري الرسالي ساحات الجهاد والنضال والميادين وقدموا التضحيات ، وأطلقوا شعارات سياسية ثورية آمن بها أغلبية الشعب وقدم من أجلها الغالي والنفيس على الرغم من الدعم السعودي الأمريكي البريطاني لحكم العصابة الخليفية المجرمة.
وأخيرا فإن جماهيرنا الثورية التي قدمت أغلى ما عندها من أجل الثورة والتحرير لا يمكن أن تقبل بأية تسوية سياسية أو معادلة خارج سياق حق تقرير المصير وتمثيل الإرادة الشعبية.
إننا ومنذ الإعلان عن وثيقة المنامة دعونا إلى تمزيقها وحرقها لأنها لا تمثل إرادة الشعب ، وما يمثل إرادة الشعب هو “ميثاق اللؤلؤ” الذي أعلن عنه إئتلاف شباب ثورة 14 فبراير ، و”ميثاق الشهداء” الذي أعلنت عنه القوى الثورية ، ولذلك فإننا ندعو اليوم من خرجوا من السجن وبصورة مفاجئة لينسيان وثيقة المنامة والتحدث حلولها ، فمطالب الشعب وتضحياته غير قابلة للمساومة أو التنازل بأقل سقف سياسي ، ولن نقبل بقرار خلاف إرادة الشعب والقوى الثورية المطالبة بإسقاط النظام.
إن جماهير شعبنا قد طالبت في دوار اللؤلؤة وخلال مسيراتها ومظاهراتها المتوالية خلال أكثر من 4 سنوات بحق تقرير المصير ورحيل العائلة الخليفية وإقامة نظام سياسي تعددي حر والإعلان عن دستور جديد للبلاد يصوغه أبنائه ونخبه يكون فيه الشعب مصدر السلطات جميعا.
إن جماهير شعبنا باتت وأصبحت لا يمكنها التعايش مع حكم العصابة الخليفية التي تحكم البحرين لأكثر من قرنين ونصف من الزمن ، وقد إرتكبت جرائم حرب ومجازر إبادة وحشية ، أصبح بعد ذلك لا يمكن التعايش معها أو القبول بشرعيتها ، وإن جماهيرنا قادرة على إنتزاع حقوقها وحرياتها رغم التكلفة الباهضة ، وهذا ما أثبتته الوقائع والأحداث وحقائق التاريخ وقناعة الضمير والوجدان بأن الحق لا يضيع والحرية تنتزع ويصنعها الأحرار وليس العبيد والتجار.
وأخيرا فإننا نحيي تضحيات شبموعود وعوائل الشهداء والمعتقلين وكل القوى السياسية والثورية المؤمنة بعدالة قضيتنا ومطالبنا الشعبية..
وكل التقدير والإحترام لتضحيات رموزنا وقادتنا السياسيين ومنهم الأستاذ الدكتور عبد الجليل السنكيس ورفاق دربه ، الذين سطروا ولا زالوا يسطرون تاريخ البحرين بمقاومتهم ونضالهم ، وخالص تقديرنا للقوى الثورية التي أعلنت عن تضامنها مع الرمز السياسي والحقوقي الدكتور السنكيس سائلين المولى العلي القدير أن يمن على قادتنا ورموزنا وسجنائنا وحرائرنا الزينبيات بالخلاص والفرج من سجون حكم العصابة الخليفية ، وأن يمن علينا بحق هذا الشهر الفضيل بنصر مبين على الطاغية الديكتاتور الفاشي فرعون البحرين حمد بن عيسى آل خليفة ، وأن يمكن شعبنا من تحقيق إرادته وعزته في ظل نظام سياسي تعددي جديد ، وبزوغ فجر مشرق جديد في بحرين حرة من دون آل خليفة ومن دون الإحتلال السعودي وقوات عار الجزيرة ، وفي بحرين من دون الهيمنة الأمريكية والبريطانية.
المجد والخلود لشهداءنا الأبرار
الفرج والخلاص للمعتقلين والقادة والرموز والحرائر
الموت لأمريكا والإستعمار العجوز والصهيونية العالمية
الخزي والعار لحكم العصابة الخليفية الغازية والمحتلة
حركة أنصار ثورة 14 فبراير
المنامة – البحرين
25 يونيو/حزيران 2015م