أبيّن ما قيمة هذا الدعاء، هذا الدعاء عالي المضامين له آثار كبيرة في ارتقاء المؤمن وتهذيب نفسه وكماله، والإمام الصادق عليه السلام يقول في دعاء العهد: (من دعا إلى الله أربعين صباحاً بهذا العهد كان من أنصار قائمنا، فإن مات قبله…) قد لا يُدرك الإنسان الداعي بهذا الدعاء عصر الظهور، وحينئذٍ فإنْ دعا بهذا الدعاء أربعين صباحاً وطوال عمره ومات قبل أن يدرك عصر الظهور فما لهُ من هذا الدعاء؟ يقول الإمام الصادق عليه السلام: (فإن مات قبله أخرجه الله تعالى من قبره وأعطاه بكلّ كلمةٍ…) يعني ليس بالدعاء كلّه (…أعطاه بكلّ كلمةٍ ألف حسنة ومحا عنه ألف سيئة).
في ضمن خطبة جمعة كربلاء المقدسة تناول سماحة الشيخ الكربلائي في خطبته الأولى ذكرى النصف من شعبان حيث قال:
ها نحن نقترب من ذكرى ولادة الإمام الحجّة المنتظر عليه السلام، ومن الأمور المهمّة التي دأب عليها الأئمةُ عليهم السلام قبل زمن الإمام الحجّة المنتظر عليه السلام هو بيان ما يقوّي الارتباط بالإمام الحجّة الغائب عليه السلام، ويرسّخ معرفته لدى المؤمنين المنتظرين، فهم يبيّنون من خلال تلك الوسائل كيفية الاستعداد والتهيّؤ لنصرته والدفاع عنه وعن عقيدته ودولته، وما هي مستلزمات الانتظار الحقيقيّ الصادق والولاء للإمام عليه السلام، ومن جملة ذلك الأدعية، فهذه الأدعية ليست مشتملة فقط على طلب شيء بقدر ما هي مشتملة على تعريفنا كيف نستعدّ ونتهيأ لنصرة الإمام عليه السلام، وما هي وظائفنا في زمن الغيبة؟ الواحد منكم أيّها المؤمنون (منتظِر) ونقول عن الإمام الحجّة (المنتَظَر)، وما هي مستلزمات هذا الانتظار الصادق؟.
من جملة هذه الأدعية (دعاء العهد) الذي رُوي عن الإمام الصادق عليه السلام، وسنتعرّض إلى بعض الفقرات من هذا الدعاء لأهمّيته، وما هو المطلوب منّا من خلال هذا الدعاء في أن نستعدّ ونتهيّأ لنصرة الإمام عليه السلام والوقوف معه في دولته والدفاع عنه.
أوّلاً: أبيّن ما قيمة هذا الدعاء، هذا الدعاء عالي المضامين له آثار كبيرة في ارتقاء المؤمن وتهذيب نفسه وكماله، والإمام الصادق عليه السلام يقول في دعاء العهد: (من دعا إلى الله أربعين صباحاً بهذا العهد كان من أنصار قائمنا، فإن مات قبله…) قد لا يُدرك الإنسان الداعي بهذا الدعاء عصر الظهور، وحينئذٍ فإنْ دعا بهذا الدعاء أربعين صباحاً وطوال عمره ومات قبل أن يدرك عصر الظهور فما لهُ من هذا الدعاء؟ يقول الإمام الصادق عليه السلام: (فإن مات قبله أخرجه الله تعالى من قبره وأعطاه بكلّ كلمةٍ…) يعني ليس بالدعاء كلّه (…أعطاه بكلّ كلمةٍ ألف حسنة ومحا عنه ألف سيئة).
الآن أيّها الإخوة والأخوات نذكر بعضاً من مقاطع هذا الدعاء المهمّة، يقول الإمام الصادق عليه السلام في هذا الدعاء: (اللهم ربّ النور العظيم وربّ الكرسيّ الرفيع…) إلى أن يصل إلى هذا المقطع (اللهمّ إنّي أجدّد له في صبيحة يومي هذا وما عشت من أيّامي عهداً وعقداً وبيعةً له في عنقي، لا أحول عنها ولا أزول أبداً..).
أوّلاً نأتي إلى هذه الألفاظ الثلاثة، وما هي الدلالات والمعاني لكل من؟ (عهد) و(عقد) و(بيعة)، ثلاثة أمور مختلفة في معانيها ودلالاتها، أوّلاً هذه الأمور أُريد منها أن يُبرز ويُظهر المؤمن المنتظِر للإمام عليه السلام ما في داخله من عواطف ومواقف، فأظهر ذلك بمراتب من الالتزام مع الإمام عليه السلام (عهد)، والعهد هو الشيء الذي يلتزم به الإنسان أمام نفسه، ثمّ بعد ذلك (عهد) والعقد بين طرفين، هو أنْ يعقد هذا الأمر الذي في نفسه من عواطف ومعرفة مع الإمام عليه السلام وموقف معه عليه السلام إلى عقدٍ يشدّه ويوثق هذا الأمر الذي في نفسه مع الإمام عليه السلام، ثم بعد ذلك يحوّل هذا العقد إلى (بيعة) وهي مرتبةٌ أعلى وأشدّ في الالتزام مع الإمام عليه السلام.
إذن هناك ثلاثة مراتب من الالتزام الغرض منها إحكام وشدّ وتوثيق هذه المعاهدة مع النفس وتحويلها إلى بيعة مع الإمام عليه السلام، لذلك قال هنا في الدعاء (اللهم إنّي أجدّد له في صبيحة يومي هذا عهداً وعقداً وبيعةً له في عنقي…) وهنا نلتفت إلى هذه النكتة المهمّة وهي لماذا في هذه الفقرة ذكر (في عنقي)؟ لماذا؟ ألا تكفي البيعة؟ هذا أيضاً مرتبة أشدّ من التوثيق، لاحظوا أيّها الإخوة والأخوات، أنّ العنق عضوٌ مهمّ في الإنسان من خلاله تتحقّق الإماتة ومن خلاله يتحقّق جرّ الإنسان، شخصية الإنسان ودفعه نحو الأمور التي يُراد إيصالُه إليها من خلال الشدّ والجرّ بالعنق، فللعنق رمزيةٌ هنا، وكأنّه أنا أدفع -هكذا أقول لنفسي مع الإمام- أنّني سأدفع نفسي وآخذ بنفسي من خلال عنقي إلى ما يُريده الإمام عليه السلام منّي، هذه المرتبةُ أعظم وأشدّ، فأنّني أُمسك بعنقي وأجرّ نفسي وشخصيتي وكلّ ما لديّ إلى ما يريده الإمام عليه السلام، من خلال هذا التعبير، (في عنقي) تشديد هذا الالتزام بجرّ الإنسان لشخصيته ومقوّمات شخصيته إلى ما يريده الإمام عليه السلام، (لا أحول عنها ولا أزول أبداً)، لاحظوا إخواني، ولنلتفت إلى هذا المعنى، فكم هي مراتب الالتزام والإحكام والتوثيق لهذا العهد أو دعاء العهد مع الإمام عليه السلام، حيث قال: (لا أحول عنها ولا أزول أبداً) وقبل هذا (أجدّد له في صبيحة يومي هذا وما عشت من أيّامي…) يُراد منها أنّه لا يتصوّر الإنسان حينما يقول الإمام الصادق عليه السلام: (من دعا إلى الله أربعين صباحاً…) يعني أربعين صباحاً ندعو ونكتفي، إنّه يقول في هذه الفقرة من الدعاء أنّني، كلّ أيّامي إلى أن أموت أنا أبقى أحاول البقاء في صبيحة كلّ يومٍ من أيّام حياتي أجدّد العهد والعقد مع الإمام الحجّة عليه السلام، ثمّ بعد ذلك لا أحول عنها ولا أزول أبداً. ما المقصود من ذلك؟، التاريخ يذكر لنا أن الإنسان لأسبابٍ قد يتحوّل من البيعة إلى نكث البيعة، كما حصل مع الكثير من الشخصيات التي تستحقّ البيعة، حصل مع أمير المؤمنين عليه السلام بويع ثم نُكثت البيعة من قبل بعض الشخصيات التاريخية المهمّة، فنتصوّر نحن الآن أيّها الإخوة والأخوات أنّنا إذا ظهر الإمام وقد دعونا بهذا الدعاء سنين، فهل نتصوّر أنّنا سنتحوّل ونزول وننكث هذه البيعة؟.
نعم.. ربّما، أنّه ممكن لأسباب كما حصل مع بعض الشخصيات، ومن جملة هذه الأسباب ضعف العقائد، ضعف النفس والتعلّق بالدنيا بما فيها من أموال، زوجة وأولاد وجاه ومنصب، قد يقول الإمام لشخصٍ ثري أو شخصٍ ذي منصب اذهب وقاتل في المكان الفلاني، اترك أموالك، اترك زوجتك، اترك أولادك، اترك كلّ شيء لديك واذهب وقاتل أو أعطِ كلّ أموالك مثلاً، الإنسان ربّما لتعلّقه بالدنيا، ولضعفٍ عقائديّ أو لضبابيةٍ في الموقف أحياناً، وعدم وجود وعي وبصيرة لديه، ينكث بيعته، لذلك علينا إخواني أنْ يكون لدينا قوّة في الاعتقاد، وعزوف وزُهد في الدنيا، وأيضاً بصيرة في الأمور التي تحيط بنا لا نكتفي بأن نكثّر أموالنا ونعتني بأنفسنا وأولادنا وغير ذلك من أمور الدنيا، علينا أن نطّلع على حقائق الأمور على الوسائل التي تكوّن لدينا الوعي بحقائق ما يحدث حولنا، وكذلك في الظروف الحاضرة، لذلك فالإمام يؤكّد (لا أحول عنها ولا أزول أبداً) أي أنّني سأبقى في جميع الظروف معك أيّها الإمام مهما كانت الأحوال.
ثمّ يقول عليه السلام: (اللهم اجعلني من أنصاره وأعوانه والذابّين عنه والمسارعين إليه في قضاء حوائجه والممتثلين لأوامره…) هنا العبارات المهمّة (من أنصاره وأعوانه والذابّين عنه…) فالذبّ والمحاماة عن الإمام شيئان، فالذبّ عادةً يُطلق على الذبّ القتاليّ والعسكريّ عن الإمام عليه السلاميعني الدفاع القتاليّ، والمحاماة عن الإمام تشمل أيضاً الدفاع عن فكرة وعقيدة الإمام عليه السلام، لاحظوا الظروف التي يظهر فيه الإمام عليه السلام ففيها تبلغ أوضاع المجتمعات بصورةٍ عامّة القمّة في الفساد والانحراف والضلال والظلم، لذلك يحتاج الإمامُ من لديه الاستعداد في جميع المجالات، فالمحاماة عن الإمام قد تعني الدفاع عن عقيدته وفكره وآرائه ومنهجه في وسط مجتمعاتٍ ابتعدت عن هذه القيم وعن المنهج الذي تستند إليه دولة الإمام عليه السلام، (والمسارعين إليه في قضاء حوائجه..).
لاحظوا أيّها الإخوة والأخوات أنه تارةً عندنا قائد، وعندنا مرجع، أنا أبادر وأسأله ماذا تطلب منّي؟ ماذا تريد منّي؟ ما هي المهامّ التي تكلّفني بها؟ أنا مستعدّ لامتثالها، وتارةً هناك إنسان ينتظر من القائد أن يرسل اليه أو يكلّفه ويقول له افعل كذا، المنتظِرُ الحقيقيّ هو من يُسارع ويُبادر الى القائد الى الإمام يسأله ويقول له: كلّفني بمهمّة وأنا حاضر للامتثال، لذلك هنا في زماننا نجد المؤمن الحقيقيّ هو الذي يُبادر إلى قادته ويسألهم ماذا تريدون منّا؟ تارةً هناك إنسان ينتظر من قائده، من مرجعه أن يقول له: أنت قم بالعمل الكذائي، فهناك فرق بين ذلك الإنسان الذي يبادر ويُسارع ويأتي إلى قائده ويقول له: ماذا تريد منّي أن أفعل؟ أقاتل؟ أبذل أموالاً؟ أقوم بالعمل الكذائي؟ وغيره، فالإمام يريد أن يعلّمنا أن نبادر ونُسارع الى الإمام عليه السلام ونقول له: ماذا تريد منّا في قضاء حوائج دولتك، (والمسارعين اليه في قضاء حوائجه والممتثلين لأوامره والمحامين عنه والسابقين الى إرادته…) كذلك في مسألة الامتثال لأمر الإمام عليه السلام وهذه مرتبةٌ أعلى، كذلك لماذا قال (ونمتثل لأوامره) وسبق أنّه (نسارع اليه في قضاء حوائجه) وغير ذلك من المراتب؟ السبب في أنّ ذلك الإنسان هنا بحسب الطبيعة البشرية له، أنّه قد يكون أحياناً في أوقات السلم وفي أوقات الراحة وفي الأوقات التي ليست فيها شدائد ومصاعب ومواجهات، يكون مستعدّاً بعواطفه بدوافعه ويمتثل للإمام عليه السلام.
كما نحن عليه الآن مثلاً، وفي وقتٍ ليس فيه شدّة، ليس فيه حرب، ليس فيه تكليف، ليس فيه مصاعب، ليس فيه مواجهات، يكون الإنسان بعواطفه ودوافعه مع الإمام عليه السلام لكن إذا ووقعت الحرب وتطلّب من الإنسان أن يأتي ويُقاتل، ربّما هناك أسباب تجعله لا يُقاتل…
والمرتبة الأعلى وهي أنّه تمتثل لأوامر الإمام عليه السلام وإنْ تطلّب ذلك منك أنْ تضحّي بكلّ ما تملك..
والآن إلى نموذج مصغر -ربما- هذا الذي يعيشه البلد الآن من تهديدات عصابات داعش وما هو مطلوب من المؤمنين من جميع أبناء البلد، وهو امتحان واختبار لنا..
إذا خرج الإمام فنجد نفس الشيء… فالإمام عليه السلام (فبحسب مضمون الدعاء) ماذا يقول الإمام عليه السلام؟ وماذا يريد منا؟
– هل فقط أداء الزيارة والدعاء..
– أنْ تأتون لزيارتي وتدعون لي فقط…
– هل تأتون للكوفة لزيارتي فقط وتدعون لي (باعتبار أنّ الكوفة عاصمة الإمام الحجة عليه السلام) إنّه يقول..
أنا اطلب منكم أن تخرجوا للقتال..
ربما ..ليس في العراق بل في بلدان بعيدة ..دولة الامام عجل الله فرجه الشريف لكل العالم .. اطلب منك ان تضحي بما تملك .. تترك هذه الدنيا وتترك كل شئ لديك وتضحي بنفسك وباولادك ..
هل فعلا سيمتثل هذا المؤمن لأمر الامام عليه السلام..أو لا؟
الآن.. عندنا اختبار وامتحان.. في زمن دولة الامام عليه السلام فهل أنّ الأب سيشجع ابنه والأم ابنها والزوجة زوجها على القتال؟ هل العائلة تشجع رب العائلة على بذل المال، الآن يوجد ظرف يشبه _ربما_ التمهيد لظهور الإمام عليه السلام في طبيعة القتال وفي طبيعة التحديات والمصائب التي نمر بها، قد يثبط البعض ولا يشجع ويضع شي من التشكيك والضبابية في طبيعة الموقف المطلوب.. لذلك نحن في مرحلة اختبار وامتحان وهو نفس الأمر مع دولة الإمام عليه السلام..
دولة الإمام عليه السلام دولة تتطلب القتال.. تتطلب بذل المال والجهد.. علينا أنْ نستعد الاستعداد التام… نربي أنفسنا.. نربي أرواحنا.. نقوّي اعتقاداتنا ومعرفتنا بالإمام عليه السلام.
وأنا أحبّ أن أبيّن لكم الآن نموذجاً مصغّراً وفي الوقت الحاضر فربّما هذا الذي يعيشه البلد من تهديدات عصابات (داعش) الآن، وما هو مطلوب من المؤمنين من جميع أبناء البلد -هذا نموذجٌ وامتحانٌ واختبارٌ لنا- فإذا خرج الإمام نجد نفس الشيء فماذا يقول الإمام ماذا يقول؟ يقول أدّوا الدعاء والزيارة فقط في الكوفة؟ تأتون وتزورونني وتدعون لي؟ إنّه يقول: أنا أطلب منكم أنْ تخرجوا للقتال ربّما ليس في العراق بل في بلدان بعيدة، فدولة الإمام لكلّ العالم، وفي بلدانٍ بعيدة أطلب منك ايّها المؤمن أنْ تضحّي بما تملك، أنْ تترك هذه الدنيا، تترك كلّ شيء لديك وتضحّي، بنفسك بأهلك بأولادك، هل فعلاً سيمتثل هذا المؤمن لأمر الإمام عليه السلام أم لا؟؟.
الآن عندنا هنا، اختبارٌ تمهيديّ هذا اختبارٌ وامتحانٌ تمهيديّ لمسألة ما يقع في زمن دولة الإمام عليه السلام، فهل أنّ الأب سيشجّع ابنه؟ هل الأم ستشجّع ابنها؟ هل الزوجة ستشجّع زوجها على القتال؟ هل أنّ العائلة تشجّع ربّ العائلة على بذل المال؟ فالآن إخواني نحن في ظرفٍ يشبه ربّما التمهيد لظهور الإمام عليه السلام، في طبيعة القتال، في طبيعة التحدّيات والمصاعب التي نمرّ بها، قد يثبط البعض، وقد لا يشجّع ويضع شيئاً من التشكيك والضبابية في الموقف المطلوب، لذلك نحن في مرحلة اختبار وامتحان ونفس الشيء سيكون مع دولة الإمام عليه السلام، ولاحظوا البيعة الصادقة والعهد الصادق مع الإمام عليه السلام فقد بيّنته بعضُ الآيات القرآنية التي إن تُرجِمَت من خلال نصوص هذا الدعاء كان الإنسان صادقاً في ولائه للإمام الحجّة عليه السلام (إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ…) هذا العهدُ والعقدُ عقدُ البيع مع الله تعالى ومع الإمام، فما هو هذا العقد؟ طرفان نفس أهل مال وولد في مقابل ثمن ما هو هذا الثمن؟ بأنّ لهم الجنّة، ما هي شروط العقد؟ ما هي التزامات العقد؟ (يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ) أنا لا أذهب فقط من أجل أنْ أنال الشهادة، نعم مطلوبٌ أن أندفع وأكون جريئاً وشجاعاً ولكن عليّ أن أُقاتل أوّلاً حتّى أحقّق الهدف في القضاء على أعداء الإسلام، ثمّ بعد ذلك إن كانت هذه الوسيلة تؤدّي الى قتلي فأهلاً بهذه النهاية، لذلك قدّم (فَيَقْتُلُونَ ويُقْتَلُونَ) ليس من الصحيح أن أرمي نفسي في القتل من أجل أن أنال الشهادة بل أحاول أن أهيّئ كلّ الوسائل لدحر الأعداء وقتلهم ثمّ أُقتل بعد ذلك، (فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)… الى آخر هذا الدعاء.