فی الجلسة الافتتاحیة الثانیة لمؤتمر دولی لزعماء الأدیان العالمیة والتقلیدیة فی کازاخستان، دعا المدیر العام للإیسیسکو القیـادات الدینیـة العالمیـة إلى وقف موجـات الکراهیة والعنصریة وتیـارات العنف والتطرف.
و ألقى الدکتور عبد العزیز بن عثمان التویجری، المدیر العام للمنظمة الإسلامیة للتربیة والعلوم والثقافة -إیسیسکو-، صباح أمس الأول الخمیس 11 یونیو / حزیران الجاری کلمة فی الجلسة الافتتاحیة الثانیة للمؤتمر الدولی لزعماء الأدیان العالمیة والتقلیدیة الذی یعقد دورته الخامسة فی أستانا، برئاسة السید نور سلطان نزارباییف، رئیس جمهوریة کازاخستان.
وقال المدیر العام للإیسیسکو فی مستهل هذه الکلمة أمام رئیس جمهوریة کازاخستان والعاهل الأردنی الملک عبد الله الثانی وأعضاء الحکومة وکبار المسؤولین فی عدد من دول العالم، إن الوضع الدولی الحالی یثبت عجز المجتمع الدولی فی جهوده عن إنهاء هذه الحروب والصراعات، ووقف موجات الکراهیة والعنصریة، مما یستدعی قیام القیادات الدینیة بالواجب المنوط بها، دینیاً وأخلاقیاً، للحدّ من غلواء تیارات العنف والتطرف، ولتعزیز قیم السلام والتسامح.
وأعلن أن العالم لم یکن فی مرحلة من مراحل التاریخ السابقة أحوج إلى تضافر الجهود لتعزیز الحوار بین أتباع الأدیان من أجل إنقاذ البشریة مما یتهددها الیوم من مخاطر جمّة منه الیوم، موضحاً أن الأزمات التی تزعزع استقرار المجتمعات البشریة قد تفاقمت، وأن الجهود الدولیة التی تبذل حتى الیوم، سواء فی إطار الأمم المتحدة، أم على مستوى المبادرات الإقلیمیة والمساعی الحمیدة التی تقوم بها بعض الأطراف، لم تفلح فی إطفاء جذوة الحروب والصراعات التی تنشب فی بعض المناطق من العالم، والتی باتت الیوم تهدد الأمن والسلم الدولیین.
وأکد المدیر العام للإیسیسکو أن القیادات الدینیة التی تجتمع فی هذا المؤتمر، تتحمل مسؤولیة عظیمة فی نشر ثقافة التعایش الدینی والسلام العالمی، لأن لها التأثیر القویّ فی توجیه الأفکار نحو الرشد الذی یبعد الإنسان عن مزالق الانحراف والتطرف، ویجنّـبه الانحدار إلى مهاوی الإضرار بالإنسان من حیث هو إنسان، وانتهاک حقوقه وهدر کرامته.
وتحدث عن الدور الفاعل والمؤثر الذی تقوم به جمهوریة کازاخستان على صعید حفظ السلام العالمی، ودعم جهود المجتمع الدولی فی هذا الاتجاه، فقال إن ذلک یجعل منها دولة محوریة فی هذا الجزء من العالم، مشیداً بالجهود التی ینهض بها الرئیس نور سلطان نزارباییف ودعا إلى دعمها ومساندتها. وقال إن هذا المؤتمر الدولی المهم هو وجـهٌ من وجوه تلک الجهـود المتمیـزة والمثمرة.
وأشار الدکتور عبد العزیز التویجری فی ختام کلمته إلى أن هذا المؤتمر تشارک فیه صفوة من القیادات الدینیة والسیاسیة والنخب الفکریة والأکادیمیة والثقافیة التی أتت من مختلف بلدان العالم تجمعها الأهداف الإنسانیة النبیلة المشترکة وتحدوها الرغبة القویة فی مناقشة قضایا الحوار بین أتباع الأدیان، من أجل الإسهام فی بناء المستقبل الآمن للبشر، فی ظل السلام العالمی المستند إلى القیم الدینیة، والقائم على المبادئ الإنسانیة، والمستوحى من روح الثقافات والحضارات المتعاقبة.
یذکر أن المؤتمر الأول لزعماء الأدیان العالمیة والتقلیدیة عقد فی سبتمبر 2003 بمبادرة من الرئیس نور سلطان نزارباییف. ویتمثل الهدف الرئیس من المؤتمر فی تعزیز الحوار بین أتباع الأدیان، والتقریب بین الحضارات من خلال الحوار ودعم جهود حل النزاعات الدولیة بالطرق السلمیة.
المصدر: موقع ایسیسکو