انطلاق المؤتمر العالمی للإعجاز العلمی فی القرآن والسنة فی اسبانیا

انطلقت أمس الجمعة، ۵ یونیو / حزیران الجاری، أعمال المؤتمر العالمی الحادی عشر للإعجاز العلمی فی القرآن والسنة ۲۰۱۵ ، بمقر المرکز الثقافی الإسلامی بالعاصمة الاسبانیة “مدرید”.

و انطلقت أمس الجمعة، أعمال المؤتمر العالمی الحادی عشر للإعجاز العلمی فی القرآن والسنة 2015، الذی تنظمه الهیئة العالمیة للإعجاز العلمی فی القرآن والسنة التابعة لرابطة العالم الإسلامی بمقر المرکز الثقافی الإسلامی بمدرید کأکبر تجمع بحثی إسلامی على مستوى العالم تشهده القارة الأوروبیة بحضور “منصور بن خالد بن عبدالله الفرحان”، سفیر السعودیة لدى أسبانیا، ومشارکة أکثر من 2000 مشارک من الباحثین والمفکرین والعلماء والجالیات الإسلامیة من مختلف أقطار العالم ویستمر على مدى ثلاثة أیام.
وبدأ حفل افتتاح المؤتمر بآیات من القرآن الکریم ، إثر ذلک ألقى “منصور بن خالد بن عبدالله الفرحان” کلمة أثنى على الجهود المبذولة من الهیئة العالمیة للإعجاز العلمی فی القرآن والسنة فی الترتیب والتجهیز لهذا المؤتمر بالتعاون مع المرکز الثقافی الإسلامی بمدرید وعدد من الجامعات الأسبانیة الذی یتعایش مع أهمیة الحضارة الاسبانیة وموقعها الجغرافی بین الشرق المسلم والبلدان الغربیة، مشیداً بالمنجزات التی حققتها الهیئة فی مجال البحث العلمی والندوات الدولیة والمؤتمرات العالمیة والإقلیمیة لتعزیز التواصل العلمی العالمی وإثبات أن الإسلام دین علم ومعرفة وسلام یبحث عن الحق ویدعو إلى الإبداع والتقدم والأخذ بأسباب الرقی المادی وصناعة الحضارة من أجل حیاة إنسانیة یسودها العدل والتسامح والإنصاف.
وأبرز التجهیزات الکبیرة التی قام بها المرکز الثقافی الإسلامی بمدرید لإطلاق هذا المؤتمر البحثی العالمی والتی تصب فیما یشهده من مناشط ثقافیة واجتماعیة وخیریة متنوعة تحظى بإقبال کبیر من الجالیات المسلمة فی أسبانیا للاستفادة من البرامج والأنشطة المختلفة التی یقیمها ویشرف علیها إلى جانب إسهامه فی دخول العدید من غیر المسلمین فی الإسلام من جنسیات مختلفة باعتباره مرکز ثقافی متکامل.
تعریف بالإسلام
وشدَّد الأمین العام لرابطة العالم الإسلامی، الدکتور عبدالله الترکی، فی کلمته التی ألقاها نیابة عنه الدکتور صالح العاید، على أن رسالة الإسلام ختمت ما سبقها من رسالات الله تعالى، وهی جامعة لأصولها من المبادئ والقیم والتعالیم الإلهیة التی توجه حیاة البشریة نحو الرشاد وتقیها التخبط فی مصارع الجهل والضلال وحیرة الفلسفات التی لا تستنیر بنور الله، لافتاً النظر إلى ما یزخر به القرآن الکریم من فنون البیان عن صنع الله البدیع فی خلقه من الکون والإنسان التی یدقق معها المتأمل فی روائع الإبداع وعجائب القدرة والحکمة الإلهیة.
وأوضح أن هذا المؤتمر وسیلة من الوسائل المهمة التی أدرک المتخصصون أهمیتها فی هذا العصر للتعریف بالإسلام من أفق العلم الحدیث باستثمار ما توصلت إلیه الاکتشافات العلمیة للکشف عن وجوه الإعجاز فی الآیات القرآنیة والأحادیث النبویة وإثبات الحقائق الدینیة.
وقال إن الهیئة حققت رصیداً من المحتویات العلمیة والمواد السمعیة والبصریة فی عدید من المجالات، مما یخدم الإعجاز العلمی القرآنی والنبوی ویمکنها من إیصال صوت الإسلام إلى أناس یعیشون فی أجواء علمیة بحثیة.
55 بحثاً
وبعدها ألقى أمین عام الهیئة العالمیة للإعجاز العلمی فی القرآن والسنَّة، الشیخ الدکتور عبدالله المصلح، کلمة بیَّن فیها أن قافلة الإعجاز العلمی المبارکة انطلقت من مکة المکرمة، مضیفاً أنها انطلقت تجوب مشارق الأرض ومغاربها لتحط رحالها الیوم بهذه المحطة العملاقة، محطة إسبانیا التی کانت نقطة التقاء بین قوافل الحضارات التی تعاقبت علیها حضارات عدیدة آخرها حضارتان کبیرتان، الحضارة القائمة الآن، وحضارة الإسلام التی ضربت أطنابها قروناً عدیدة بهذه الربوع تشع على أوروبا نورها وضیاءها وتضیء لها أرضها وسماءها حتى أیقظتها من سبات عمیق ونوم طویل عاشته خلال القرون الوسطى، فنهضت تلک النهضة التی کانت إیذاناً بقیام الحضارة الغربیة الممتدة حتى الیوم.وعرج على حضارة الإسلام، مبیناً أن هذه الحضارة کانت کفیلة بإجراء عقد قران وثیق، وبناء ارتباط عمیق بین شعوب العالم الإسلامی والعالم الغربی، لافتاً إلى أن الحضارة الإسلامیة سباقة إلى مد الجسور طالما احترمت لها خصوصیتها واعترف لها بحقها فی الکرامة والبناء والإعمار.
وقال إن الدین الإسلامی دین علم ومعرفة ویبحث عن الحق، ویدعو إلى الإبداع والتقدم والأخذ بأسباب الرقی المادی وصناعة الحضارة من أجل حیاة إنسانیة کریمة یسودها العدل والأمن والأمان، منوهاً بأن الهیئة فی هذا الإطار قامت بالتحضیر لمؤتمرها الـ 11، لینعقد فی هذا البلد الذی له أهمیته التاریخیة، حیث وجهت الدعوات للباحثین فی العالم أجمع للمشارکة بعد أن وردت للهیئة ما یزید على 500 بحث، قبلت اللجان العلمیة والشرعیة منها 55 بحثاً موزعة على محاور المؤتمر.
وأفاد المصلح أن الهیئة العالمیة للإعجاز العلمی فی القرآن والسنَّة ألزمت نفسها بمقتضى المنهج العلمی وضوابط البحث فی الإعجاز العلمی بأن تتجاوز مرحلة الفرضیة والنظریة إلى مرحلة الحقیقة العلمیة التی لا تقبل النقض ولا التغییر ووجود الدلالة الظاهرة على تلک الحقیقة فی الکتاب، أو ما صح من السُنَّة، والربط بین هذه الحقیقة ودلالة النص بأسلوب میسر وسهل وأن تکون تلک الدلالة وفق مفهوم العرب الذین نزل القرآن بلغتهم، وألا نبحث فی الأمور الغیبیة التی اختص الله نفسه بعلمها وأن یکون تفسیر القرآن بالقرآن ثم بالسنة الصحیحة ثم بالآثار التی صحت عن سلف هذه الأمة ثم بدلالة اللغة العربیة التی تنزل بها القرآن الکریم، داعیاً العلماء والباحثین والمهتمین بمجال الإعجاز العلمی فی القرآن والسنَّة للمشارکة بعلمهم ورأیهم ونصحهم فی هذا المؤتمر.
جسر للتواصل
من جانبه، عبَّر مدیر المرکز الثقافی الإسلامی فی مدرید، الدکتور سعود الغدیان، خلال کلمته، عن فخره واعتزازه بإقامة هذا المؤتمر العالمی فی القارة الأوروبیة، مشیراً إلى أنه یجلّی للعالم ربانیة هذا الدین وسماویة شریعته وکمال تعالیمه بعرض جوانب من وجوه الإعجاز العلمی فی القرآن الکریم والسنَّة النبویة، موضحاً أن المؤتمر یدل على أن الإسلام هو دین العلم، یرعاه ویحض على طلبه ویکرِّم حملته.
وشدَّد على حرص المرکز منذ قیامه على مد جسور للتواصل مع جمیع الفئات والشرائح المجتمعیة لإیصال حقیقة الإسلام ورعایة المسلمین وتقدیم کل ما یخدم الدین ویوصل رسالته للعالمین بعیداً عن المزایدات السیاسیة والصراعات المذهبیة، وعن کل ما یفرِّق بین فئات المجتمع، مشیراً إلى أن احتضان المرکز لهذا المؤتمر یأتی إیماناً بدور مثل هذه التظاهرات فی أوساط الناس وبخاصة بین النخب المتخصصة فی المجالات العلمیة، فالمظاهر المضیئة للإعجاز العلمی فی القرآن الکریم والسنَّة النبویة هی دلیل على أن لهذا الکون مبدعاً وخالقاً عظیماً قد أبدع خلقه وأحسن صنعه وجعله فی أحسن نظام وأکمله.
تطلع للنتائج
وألقى أستاذ القانون الدولی فی جامعة لاکورونیا فی إسبانیا، الدکتور خوان فیریرو، کلمة المشارکین فی المؤتمر الذی یعزز روح التنافس فی البحث العلمی فی القرآن الکریم والسنَّة النبویة فی مجالات الطب وعلوم الحیاة والأرض وعلوم البحار والفلک وعلوم الفضاء والعلوم الإنسانیة والحکم التشریعیة.
وقال فیریرو إن المؤسسات الدینیة الثقافیة فی العالم تتطلع إلى نتائج المؤتمر وما یصدر عنه من توصیات، لاسیما ما یتعلق منها بالحقائق العلمیة ذات الصلة بالموجودات الکونیة التی کانت غائبة عن الإدراک البشری، مشیداً بجهود الهیئة العالمیة للإعجاز العلمی فی القرآن الکریم والسنَّة بإخراج هذا المؤتمر فی حُلّته الإسلامیة، مما یشجع علماء المسلمین على متابعة البحث والتجریب والمقارنة وغیر ذلک من وسائل الکشوف العلمیة والتقدم المعرفی.
وأوضح أن المؤتمر یعد مهمة علمیة دعویة ویعمل على شحذ الفکر العلمی للوصول إلى الإیمان والربط بین وجدان البشر والحقائق فی هذا الوجود والخالق الذی أوجد الکون من خلال قضایا الإعجاز العلمی التی تعد من أکثر الوسائل تأثیراً وأقوى حجة خاصة فی تعریف غیر المسلمین من علماء الشرق والغرب بما جاء به الإسلام من علوم وحکمة.
وجرى خلال الحفل عرض فلیم تسجیلی خاص بفعالیات المؤتمر، قبل أن یقدم أمین عام الهیئة العالمیة للإعجاز العلمی هدیة تذکاریة لسفیر خادم الحرمین الشریفین لدى مملکة إسبانیا، نظیر جهود سفارة المملکة فی إنجاح الحدث.
المصدر: جریدة العرب القطریة

شاهد أيضاً

بن غفير: زعيم الإرهاب قائدا للأمن!

بن غفير: زعيم الإرهاب قائدا للأمن!

الاخبار – القدس العربي: قام جندي إسرائيلي بتهديد نشطاء فلسطينيين وإسرائيليين كانوا يتضامنون مع أهالي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *