الناشط البحراني في حوار ساخن ومباشر مع فيليب هاموند وزير الخارجية البريطانية

هاموند فوجيء بظهور مجموعة من الأشخاص يحملون علم البحرين و حوار الساخن جرى بينه وبين الناشط البحراني سيد احمد الوداعي، مساعد المدير التنفيذي في معهد البحرين للديمقراطية والحقوق (BIRD).

موعود:  كان وزير الخارجية البريطانية فيليب هاموند بصدد الترويج لحملة حزب المحافظين الحاكم الذي ينتمي إليه، وكانت المحطة بلدة سري جنوبي لندن التي يمثلها هاموند في البرلمان. إلا أن هاموند فوجيء بظهور مجموعة من الأشخاص يحملون علم البحرين ولافتات تدعو إلى إطلاق سراح الحقوقي نبيل رجبن وتندد بتصريح هاموند الشهير حول البحرين التي وصفها فيه ب”البلد الذي يتحرك في الإتجاه الصحيح”.

تقدم نحوه الناشطون البحرانيون ليسلموه نسخة من تقرير منظمة العفو الدولية الأخير حول البحرين، والذي يؤكد على أن البحرين تسير في الإتجاه الخطأ. إلا أن هاموند أصر على موقفه، فكان هذا الحوار الساخن الذي جرى بينه وبين الناشط البحراني سيد احمد الوداعي، مساعد المدير التنفيذي في معهد البحرين للديمقراطية والحقوق (BIRD):

– سيد أحمد الوداعي: أنا هنا لأعطيك نسخة من تقرير منظمة العفو الدولية.

– فيليب هاموند: كما تعلمون أنا هنا لأنها منطقني الإنتخابية.

– سيد أحمد: إنني أعلم أنك كنت في البحرين، والتقيت بولي العهد وبوزير الخارجية، وأنا أتساءل إن كان نبيل رجب حاضرا على جدول لقاءاتك، لا بد أن لقاءاتك كانت حول التجارة وبيع اللأسلحة.

– فيليب هاموند: لقد كان معظمها في الواقع حول اليمن.

– سيد أحمد: ألم يكن هناك حديث حول نبيل رجب؟

– هاموند: لقد أثرنا الموضوع مع الحكومة، لكننا نعتبر البحرين بلدا صديقا يسير في الطريق الصحيح.

– سيد أحمد: لقد اسقطوا جنسيتي بعد عشرة أيام من قولك ذلك وبدون أي اعتراض منكم، وفي نفس اليوم تم الحكم على نبيل رجب بستة شهور سجن بسبب تغريدة، وهم يقمعون الناس الذين يتظاهرون واعتقلوا الشيخ علي سلمان، وأنا لا أفهم كيف أن البحرين تسير في الطريق الصحيح؟ هذا تقرير من ٧٩ صفحة من منظمة العفو الدولية توضح بأن هذا البلد لا يسير في الطريق الصحيح. في الواقع تسير إلى الخلف.

– هاموند: نحن لدينا تقريرنا، ونحن نتفق على أن ليس كل شيء صحيح في البحرين، ولكن علينا أن نتخذ قرارا بالنسبة لأي بلد، إما أن نتفاعل مع حكومة ذلك البلد ونسوّق لها قيمنا ونؤثر عليها أو أن نصرخ عليها، وأنت تعلم بالنسبة للبحرين إذا بدأنا بالصراخ عليها وعدم التفاعل معها فسيكون لنا تأثير معدوم عليها.

– سيد احمد: اليوم وبعد أربعة اعوام من هذا النضال وهذه السياسة فإن تقييمنا وتقييم منظمتي هيومن رايتس ووتش والعفو الدولية هو أن النظام غير عادل.

– هاموند: ونحن لدينا تقييمنا الذي نشرناه عبر وزارة الخارجية.

– سيد أحمد: لقد رأيته، رأيته وبكل تفاصيله وبالنسبة لنظام العدالة فإنه يلقي بالشخص في السجن لمدة خمس سنوات لمعارضته للحكومة أو مطالبته بإسقاطها، وكما حصل بالنسبة لمجموعة بحرين ١٣، وإنّ ذات النظام يحكم على شخص قتل متظاهرا سلميا من مسافة مترين، فإن هذا الشخص قد يمكث في السجن لمدة شهرين فقط.

– هاموند: بالنسبة لنظام العدالة في معظم الشرق الأوسط مقارنة بما لدينا فنحن لدينا مشكلة معه في المنطقة، والبحرين ليست البلد الوحيد في الخليج الذي يسجن أشخاصا وفقا لتهم تعتبر بسيطة لدينا، والسؤال هو كما قلنا سابقا أي بلد قابل للتقبل عندما نتعامل معه ونؤثر عليه، وأي بلد يجب أن نصرخ عليه؟ وبالنسبة للبحرين فإن تقييمنا هو أننا نستطيع التأثير عبر التفاعل معها وقد حققنا ذلك.

– سيد احمد: ولكن الناس يقولون أن هذا التفاعل أدى إلى المزيد من تجارة الأسلحة التي أدت بدورها  إلى عدم الاستقرار.

– هاموند (مقاطعا ومنزعجا): نحن لدينا لقاء حول موضوع واحد فقط يتعلق بدائرتي الإنتخابية.

– سيد احمد: هل تمانع في أن نلتقي في لندن، فنحن لا نريد أن نقاطع اجتماعك؟

– هاموند: لا أستطيع أن أحدد ذلك الآن، ولكنك إن أردت أن تحضر اللقاء وتعبر عن وجهة نظرك بشكل مباشر فسوف أجيبك، ولكن لن تكون مناظرة طويلة حول البحرين، فمعظم الناس مهتمين أكثر بالحفريات في الشارع خارجا.

– سيد احمد: نشكرك واوافق على ذلك، وسنحضر الإجتماع، ونطرح رأينا بشكل واضح ومحدد حول هذا الموضوع، ولكن لدي سؤال واحد فقط: هل لديك علم باتهامات التعذيب التي تحصل في سجن جو المركزي إذ لم يكن هناك أي تعليق من وزارة الخارجية حول الموضوع؟

– هاموند: طبعا أنا على علم بذلك، ونحن نعطي رأينا حول جميع هذه المواضيع في تقرير، نحن نعرف أن السجون في البحرين مكتظة، وهناك نقص في العاملين، ونحن نعمل مع السلطات في البحرين مستخدمين النظام الذي ندير فيه السجون هنا عبر برنامج تدريب، لتدريب موظفي السجن، وما بحثناه مع ولي العهد هو لإنشاء مكان آخر لإعادة التأهيل، كجزء من برنامج واسع لإعادة التأهيل ولمواجهة التطرف.

– سيد احمد: الليلة الماضية كنت على اتصال مع عائلة فقدت الإتصال بأحد ذويها المعتقل منذ ٤٤ يوما منذ ماحصل في جو، وأنا شخصيا أعددت تقريرا دونت فيه إفادات عوائل حول تعذيب ذويهم، فنحن لا نتحدث عن نظام لإعادة التأهيل بل عن إيقاف ممارسات التعذيب.

– هاموند: لقد سمعت بتلك الإتهامات ونحن على علم بها، نحن لم نقل أبدا أو ندعي أن النظام في البحرين متكامل، ولكن تقييمنا هو أن هناك أناس يحاولون السير في الطريق الصحيح، وأن الشيء الأكثر جدوى هو أن نتفاعل معهم ونعمل معهم ونقدم لهم الدعم التقني اللازم للإصلاح. على سبيل المثال تنفيذ توصيات اللجنة المستقلة لتقصي الحقائق، وهي عبارة عن خطوات عملية مفيدة.

– سيد أحمد: منظمة العفو الدولية تقول أن تلك المؤسسات تماما…

– هاموند (مقاطعا): أنا سمعت ما قلته، نحن لدينا تقريرنا الخاص حول أوضاع حقوق الإنسان، وكذلك وزارة خارجيتنا، ولا يعني أن مجرد تبني منظمة العفو لذلك يعني أن نقبل تقييمها، نحن لدينا تقييمنا الذي يعتمد على مصادرنا وعلى دبلوماسيينا في البحرين

– سيد احمد: سؤال أخبر ليس حول منظمة العفو الدولية ولكن حول هيئة الأمم المتحدة، مثل منع المقرر الخاص للتعذيب من دخول البلاد، وفي الدورة الأخيرة لمجلس حقوق الإنسان أظهرت تقارير أن التعذيب لازال مستمر في البحرين، أنا لا  أتكلم عن منظمة العفو.

– هاموند: لقد سمعت تلك الإتهامات، ولكننا يجب أن ننظر في كيفية إدارة علاقاتنا مع أي بلد، وفقا لمصالحنا ولمصلحة تسويق قيمنا. وأما تقييمنا فسيظل – ولربما لا تتفق معي- هو  أنه بتفاعلنا وعملنا مع حكومة البحرين فنحن نصنع تأثيرا ايجابيا.

– هاموند: أسألك سؤالا أنت واحد من ال ٧٢؟

– سيد احمد: نعم.

– هاموند: هل أنت هنا كطالب لجوء؟

– سيد احمد: أنا مقيم هنا منذ العام ٢٠١٢

– هاموند: يعني أنه كنت هنا عندما سحبوا جنسيتك؟

– سيد احمد: نعم أنا حاليا بلا دولة. إنه لأمر مؤسف أن أقول بأن ذلك مهين لي، إن البحرين أسقطت جنسيتي بسبب عملي الحقوقي بلا إجراءات قضائية، وأنت وبعد اسبوع قلت أن ذلك البلد يتحرك في الطريق الصحيح، وكذلك بالنسبة لقضية نبيل رجب، نحن لا نرى على الأرض أي شيء يوضح ذلك.

– هاموند:  أنا أتفهم وجهة نظرك. نحن علينا أن ننظر للقضية بشكل عام، وبصورة واسعة، ونحن وبشكل واضح لا نساند نزع الجنسية التي تجعل الناس بلا دولة. نحن لدينا السلطة لجعل الناس بلا دولة لكننا لا نفعل ذلك تحت القانون.

– سيد احمد: أنت لديك مواقف قوية حول ذلك عالميا ولكن عندما يتعلق الأمر في البحرين فأنا أرى أمرا مختلفا، نعم قد تكون هناك محادثات دبلوماسية ولكن شعب البحرين يحلم بدولة ديمقراطية واستقرار يعطيهم حقوقهم الإنسانية، وكانت بريطانيا منتقدة لدول اخرى، ولكن عندما يصل الأمر للبحرين وبالرغم من أحكام الإعدام ، والتعذيب المتواصل؛ فإننا لم نر أن بريطانيا تعترف بأن هناك قضية في هذا البلد، وتصنيف البحرين كبلد مثير للقلق حول سجلها في حقوق الإنسان.

– هاموند: البحرين هي قضية تحت الدراسة في تقرير حقوق الإنسان، ولكنني قلت بانتظام  ألا أحد يدعي أن البحرين بلد متكامل طبعا لا. إن لديها كل أنواع المواضيع التي تحتاج إلى الإثارة. النقطة المهمة بالنسبة لنا هو هل تعرف القياده تلك المواضيع؟ وهل أنها تفعل شيئا ما حيالها؟ إن تقييمنا هو انهم يعرفون ويغعلون، ولا أقول أن كل شيء سيصبح أفضل خلال ليلة.

شاهد أيضاً

بن غفير: زعيم الإرهاب قائدا للأمن!

بن غفير: زعيم الإرهاب قائدا للأمن!

الاخبار – القدس العربي: قام جندي إسرائيلي بتهديد نشطاء فلسطينيين وإسرائيليين كانوا يتضامنون مع أهالي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *