تلك السجايا والخصال والصفات التي يملكها الإمام أمير المؤمنين عليه السلام هي فوق ما تكمن في أبيات من الشعر ، لكن كل شاعر تمكن أن يتطرق إلى جانب منها، وعبّر عنها وفق مشاعره، وهذا غيض من فيض بالمناسبة:
يقول بولس سلامة مسيحي الديانة:
جلجل الحق في المسيحي حتى
عد من فرط حبه علويا
أنا من يعشق البطولة والإلهام
والعدل والخلاق الرضيا
فإذا لم يكن علي نبيا
فلقد كان خلقه نبويا
أنت رب العالمين إلهي
فأنلهم حنانك الأبويا
وأنلني ثواب ما سطرت كفي
فهاج الدمع في مقليا
سفر خير الأنام من بعد طه
ما رأى الكون مثله آدميا
يا سماء اشهدي ويا أرض قري
واخشعي إنني ذكرت عليا
.. وله أيضاً …
هو فخر التاريخ لا فخر شعب
يدعيه ويصطفيه وليا
لا تقل شيعة هواه علي
إن في كل منصف شيعيا
إنما الشمس للنواظر عيد
كل طرف يرى الشعاع السنيا
وأيضا هذه القصيدة لعبد الباقي العمري البغدادي وهو سني المذهب، وقد كتبت في قبة الإمام علي عليه السلام من الداخل:
أنت العلي الذي فوق العلى رفعا
ببطن مكة عند البيت إذ وضعا
وأنت نقطة باء مع توحدها
بها جميع الذي في الذكر قد جمعا
وأنت صنو نبي غير شرعته
لأنبياء الله العرش ما شرعا
وأنت أنت ركن الذي حطت له قدم
في موضع يده الرحمن قد وضعا
وأنت ركن يجير المستجير به
وأنت حصن لمن من دهره فزعا
وأنت أنت الذي للقبلتين مع
النبي أول من صلى ومن ركعا
وأنت أنت الذي في نفس مضجعه
في ليل هجرته قد بات مضطجعا
ما فرق الله شيئاً في خليقته
من الفضائل إلا عندك اجتمعا
وباب خيبر لو كانت مسامره
كل الثواب حتى القطب لانقلبا
فأقبل نفوس العالمين ثنا
بمثله العالم العلوي ما سمعا
… وله أيضاً …
يا أبا الأوصياء أنت لطه
صهره وأبن عمه وأخوه
إن لله في معانيك سراً
اكثر العالمين ما علموه
أنت ثاني الآباء في منتهى
الدور وآباؤه تعد بنوه
خلق الله آدماً من تراب
فهو ابن له وأنت أبوه