الفن الإسلامي في العصر الفاطمي

عندما فتح الفاطميين مصر في عام 969م تمكنوا من الاستيلاء على حكم المغرب بمعاونة قبائل البربر واتخذ زعيم الفاطميين “عبدالله المهدي” مدينة القيروان عصمة له، ثم تركها وشيد لنفسه عاصمه جديدة عرفت باسم المهدية، ففي ظل الحكم الفاطمي ازدهر الفن الإسلامي في شتى المجالات….

العمارة :

كان للفاطميين نشاط معماري في عاصمتهم المهدية ، وحيث شيدو لها جامعا وقصورا ثم أحاطوها بسور شاهق من الحجر الابيض المدعم المزود بأبراج وبوابات عظيمة وكان الفن الفاطمي متأثرا بالاسلوبين المغربي والاموي.

عمارة المساجد :
أقام الفاطميون في مصرعمائر دينية كثيرة هي جوامع الأزهر ، الحاكم الاقمر ، الجيوشي ، الصالح طلائع. ويلاحظ في عمارة هذه المساجد ارتباطها تارة بالاسلوب الطولوني وتارة بالعمارة المغربية ولقد اهتم الفاطميون بواجهات مساجدهم.

جامع الأزهر :
ترجع أهميتة أنه أقدم الجوامع الفاطميه بمصر ، شيده جوهر (359-361هـ) بأمر الخليفة المعز لدين الله قبل قدومه للقاهرة. وبالأضافه إلى استخدامه للتعبد كان يستعمله كمدرسه لنشر المذهب الشيعي. ولقد أدخلت عليه تعديلات وزيادات في العهود التالية. ويظهر في عمارة هذا الجانب التأثر بأسلوب جامع القيروان.

جامع الحاكم:
بدئ في تشييده في عهد “العزيز بالله” عام 380 هـ وتم بناؤه في عهد ابنه “الحاكم بأمر الله” عام 403هـ ويتضح من عمارة هذا الجامع ارتباطه بعمارة الجامع الطولوني ، حيث شيدت دعائمه بالآجر ، اما المئذنتان الواقعتان في ركني واجهة المدخل فاستخدمت الحجارة في تشييدهما.
ويتميز المدخل الرئيسي ببروزه عن الواجهة بمقدار ستة امتار ص84 وباب ذي عقد مدبب ويوجد بالجامع بوابات اخرى صغيرة عددها ثمان موزعه على جدران المسجد ، اربع بالواجهة الرئيسية واثنان بالجهة الشرقيه وباب بالجهة الغربية وآخر في الجدار القبلي. وتزين واجهة بوابة المدخل الرئيسية حنايا بها نقوش هندسية ونباتية.
ويحيط بصحن الجامع اربعة اروقه اكبرها رواق القبلة الذي يتكون من خمس بلاطات موازية لحائط القبلة ، كما توجد ثلاث قباب برواق القبلة والعقود مدببة يوجد على بعضها زخارف نباتية منفذة بالاسلوب الفاطمي.
ومن اجمل المساجد الفاطمية مسجد الاقمر الذي تم بناؤه في عهد الامر بأحكام الله “ابو علي المنصور” في عام 519 هـ وترجع اهميتة الى واجهته الحجرية الغنية بزخارف منحوته. وهي تعد اول واجهة العمارة دينية في مصر زخرفت بهذا الاسلوب. وتتكون زخارف الواجهة من حنايا على شكل صدفة ، كما توجد به زخارف من المقرصنات. ولقد كتبت على واجهة المسجد اسماء من اقاموه.

الاضرحة :
اهتم الفاطميون بتشييد الاضرحة في مصر، ومن اهمها ضريح السيدة رقية الذي شيد عام 527هـ وينكون من ثلاث حجرات وتعلو حجرة المدفن قبه.
كذلك شيد الفاطميون ضريح المشهد الحسيني الذي دفن به رأس الامام “الحسين بن علي” بعد نقله من عسقلان الى القاهرة ، وضريح الجيوش بالقلعه.

عمارة القصور:
لم يبن اي اثر لقصر النوافذ الذهبية الذي شيده الفاطميون في المهديه.
شيد القصر الشرقس الكبير عام 363هـ ليقيم به “المعز لدين الله” واسرته ولقد وجد بالقصر تسع بوابات ضخمة.

القصر الغربي:
بدأ في تشييده الخليفة ” ” 365-386هـ واتمه “المستنصر” بن عاصي 450-458هـ وقام بهدم جزء كبير منه صلاح الدين الايوبي. وفي قلقه بني حماد عثر على آثار ثلاثة قصور: قصر المنار وقصر التحية ودار البحر واكبرها دار البحر.

الفنون الصغيرة :

النحت على الخشب والعاج:
تطور الحفر على الخشب في العصر الفاطمي كما تطور في النقوش الحجرية الجصية وتمكن الصناع من انتاج حشوات محفورة بأشكال نباتية وحيوانية وآدمية غاية في الابداع ، ولقد استمر طريقة الحفر المائل الذي كان من مميزات العصر الطولوني.
– كما تخلى الفنان الفاطمي عن اسلوب النحت المائل العباسي وبدأ بمعالجة الموضوعات النباتية بدقة اكثر. كما اقبل على استخدام الاشكال الحيوانية كعناصر زخرفيه ، مثال ذلك حشوة خشبية مستطيلة كانت تزخرف بابا خشبيا
– ويظهر في اواخر العهد الفاطمي اسلوب زخرفي جديد في نقوش الاسطح الخشبية فتظهر اشكال نجمية وسداسية بها زخارف نباتية واحسن مثال لذلك محراب السيدة نفيسه.

العاج:
انتجت مصر في العهد الفاطمي حشوات عاجية مزخرفة بعناصر نباتية وحيوانية وآدمية تشابه زخارفها مع زخارف الالواح الخشبية التي وجدت بمارستان قلاوون
-وينسب الى العصر الفاطمي ايضا حشوات من العاج مزركشة بزخارف بارزة تصور امراء في مجالس حراب وصيد على ارضية تملؤها زخارف نباتية.
– ومن التحف العاجية الفاطمية مجموعه من الابواق العاجية والعلب المستطيلة المزينة بوحدات طيور وحيوانات وآدمية داخل مناطق مستديرة

التحف المعدنية:
برع الفاطميون في إنتاج الصناعات المعدنية كان بعضها تستخدم في أغراض عملية مثل الأباريق والأواني وبعضها للزينة فقط.
كما وجدت قطع استخدمت في أغراض أخرى كصنابير المياه التي كانت تشكل أحيانا على هيئة اسود من البرونز.
ومن اشهر التحف التي أنتجت للزينة حيوان من البرونز له جسد اسد بجنح ورأس طائر.
واشتهروا بالحلي الذهبية والمرصعة بالأحجار الكريمة. كما تمكن الفنان من زخرفة هذه التحف المعدنية بالميناء.

صناعة النسيج :
تميز العصر الفاطمي بازدياد نشاط مصانع النسيج التي عرفت باسم دور الطراز، وكانت هذه المصانع تنتج اقمشة الفاخرة وذلك لاهتمام الخلفاء بمظاهر الفخامة في ملابسهم وبالخلع التي كانو يخلعوها على كبار رجال الدولة في المناسبات المختلفة.
كما اصبحت مصر تنتج كسوة الكعبة كل سنة ، وكان النسيج يزين عادة بشريط مزخرف بأشكال هندسية متكررة سداسية او معينة او بيضاوية ، ويوجد في كل رسم طائر او حيوان في اوضاع متقابلة او متدابرة ، ويحد هذه الاشرطة من اعلى وأسفل اشرطة من الكتابة العربية. وتعرف هذه الاشرطة ايضا باسم الطراز.

شاهد أيضاً

بن غفير: زعيم الإرهاب قائدا للأمن!

بن غفير: زعيم الإرهاب قائدا للأمن!

الاخبار – القدس العربي: قام جندي إسرائيلي بتهديد نشطاء فلسطينيين وإسرائيليين كانوا يتضامنون مع أهالي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *