آكد حلمي الاعرج الخبير في الشؤون الاسرائيلية ان المعركة التي انتصرت فيها المقاومة في غزة والتي دارت رحاها لمدة ثمانية أيام أثبتت الفشل الاستخباراتي الاسرائيلي، وكشفت جهل أجهزته الامنية والعسكرية بحجم التسليح الذي تتمتع به المقاومة اضافة لنوعية الاسلحة وفعاليتها.
وقال الاعرج في تصريح خاص لقناة العالم الاخبارية أمس الخميس: ان كل القادة الاسرائيليين السياسيين والامنيين والعسكريين كانوا يحاولون ان يخدعوا ابناء مجتمعهم ويضللوهم عن الحقيقة ويقولوا لهم أنهم انتصروا في هذه الحرب الظالمة وأن حربهم حققت أهدافها السياسية لكن التناقضات في الداخل الاسرائيلي على أشدها وستتضح في صناديق الاقتراح في المستقبل القريب.
ورأى ان المقاومة الفلسطينية قد أثبتت أنها كزميلتها في المقاومة اللبنانية على درجة عالية من الاستعداد والقدرة وألحقت الهزيمة بجيش الاحتلال، موضحا ان نتنياهو الآن في وضع صعب، خاصة وان الهدف الذي شن من أجله حربه الظالمة على شعب غزة حتى يكون الدم الفلسطيني حاضرا في صناديق الاقتراع، سيرتد عليه وعلى حكومته واليمين المتطرف في الكيان الاسرائيلي.
وأشار الى ان التلفزيون الاسرائيلي وفي اللحظة الاولى لإعلان الهدنة مع المقاومة الفلسطينية قال بأن المعركة انتهت بالتعادل بين الطرفين، موضحا: بالمقارنة بين قدرات جيش الاحتلال وقوة المقاومة التي تمتلك بعض الصواريخ وارادة صلبة قوية والتفافا شعبيا، فالتعادل هو بالتأكيد نصر كبير واعتراف من قبل الاحتلال بالهزيمة، ويكفي ماقاله وزير الحرب الاسرائيلي السابق موفاز عن ان حكومة نتياهو هزمت والمقاومة انتصرت.
وأوضح ان احتفالات النصر في غزة تعتبر رسالة للاسرائيليين وقيادتهم بأن الحالة المعنوية للشعب الفلسطيني الذي تعرض للقصف والقتل والدمار وسقوط أكثر من 162 شهيد، عالية جدا وتعكس حالة الانتصار التي يشعر بها المواطن الفلسطيني في غزة.
وشدد الاعرج على ان الانتصار في غزة والاصرار الفلسطيني على الذهاب للأمم المتحدة يؤكدان على ضرورة الاتحاد وانهاء الانقسام وخوض النضال الفلسطيني على الجبهتين الدبلوماسية والمقاومة.
وأكد ان المقاومة أثبتت بأن العامل الذاتي هو العامل الاساسي وان الرقم الفلسطيني الذي ينبغي ان يكون صعبا هو الرافعة لتفعيل عناصر القوة لدى العالمين العربي والاسلامي، معتبرا وجود الانقسام مخالفا لمنطق التاريخ والثورة وحركات التحرر لدى الشعوب المناضلة لتحقيق حريتها واستقلالها.
ونوه الى ان هناك تغيرا نوعيا في المنطقة جعل الاحتلال في وضع جديد بعد انتصار المقاومة في لبنان وفي فلسطين، حيث شلت يد الاحتلال في ممارسة سياسة الردع والاعتداء على البلدان العربية والاسلامية وعلى غزة ولبنان وعلى اي مكان يريد، كما انه لم يعد صاحب القرار الاول والاخير في الحرب والسلم.
وأضاف: نحن أمام مرحلة جديدة عنوانها القضية الفلسطينية ومرحلة وضرورة حلها حلا عادلا وشاملا على قاعدة اقامة الدولة الفلسطينية عاصمتها القدس الشريف، وحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني وعودة اللاجئين.
المصدر : موقع قناة العالم