داعش يعزل أحد أمراءه قتلاً بعد نشوب الخلافات في القلمون

كشفت صحيفة «السفير» اللبنانية في تقرير نُشر قبل أيام عن الهشاشة التي يعاني منها الوضع الداخلي لـ داعش في القلمون، وعن تفاقم حدة الخلافات بين قياداته والتي أدّت إلى عزل «أميره» السابق أبي الهدى التلي قتلا وتعيين البانياسي مكانه.

موعود : كانت التوقعات تشير إلى أن الخلافات ضمن صفوف تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ـ «داعش» في القلمون قد تؤدي إلى عزل «أميرها» أبو عائشة البانياسي، بسبب التصادم بينه وبين «الشرعي» أبي الوليد المقدسي، لكن ما
لم يكن متوقعاً أن يكون البانياسي أول «أمير» يتم عزله قتلاً.

وأكدت المعلومات التي حصلت عليها «السفير» آنذاك من أحد أعضاء الفريق الإعلامي لـ «داعش في القلمون» أن تعيين البانياسي لم ينه المشكلة، وأنه يتوقع عزله في أي وقت.

لكن برغم الصورة السوداوية التي رسمها الإعلامي لوضع داعش، حيث وصفه بـ «أزمة نفاق» وأن «الخلافات ليست بين أشخاص، بل أعمق من ذلك»، فإن التطور الدراماتيكي المتمثل بمقتل البانياسي لم يكن وارداً.

وتتمحور الخلافات حول الموقف من «جبهة النصرة»، خصوصاً بعد وصول أبي الوليد المقدسي، وإصداره بياناً يقضي بتكفيرها واتهامها بالخيانة والغدر، الأمر الذي رفضه عدد من قيادات “داعش” ورفضوا الانسياق فيه وراء المقدسي، وهو ما أدّى بالنتيجة إلى انقسامهم إلى تيارين، والدخول في صراع محتدم بينهما.

وكان أبو الهدى التلّي أول من دفع ثمن هذا الصراع، وذلك بعد تقديمه الاعتذار إلى زعيم «جبهة النصرة في القلمون» أبي مالك التلي عمّا ورد في بيان التكفير الذي أصدره المقدسي، حيث عُزِل من منصبه وجاء البانياسي ليحل محله.

وتشير المعلومات إلى أن المقدسي نفسه هو من رشّح البانياسي ليتولى منصب «الأمير»، معتمداً على صمته وعدم خوضه في الجدل الدائر حول «النصرة»، ما دفعه إلى الظن أنه قد يكون أفضل الموجودين لتولي الأمر بسبب سهولة إقناعه

والتأثير عليه.

لكن المقدسي فوجئ بأن البانياسي بعد تقلّده «الإمارة» لم يكن مختلفاً عن سلفه، حيث رفض موضوع تكفير «جبهة النصرة» وزعيمها، وامتنع عن اتخاذ أي إجراءات تصعيدية ضدها، الأمر الذي أغضب المقدسي ودفعه إلى التفكير بطريقة لعزله.

في هذه الأثناء، حصلت حادثة قد تكون أحد الأسباب التي أدّت إلى ارتفاع منسوب الحساسية الشخصية بين الرجلين إلى أعلى مستوياتها، وبالتالي جعلت من إصلاح ذات البين بينهما مستحيلاً، حيث تعرض المقدسي لموقف على أحد حواجز «

النصرة» أدّى إلى نشوب خلاف بينه وبين عناصر الحاجز انتهى باعتقاله مع مرافقيه، ليتدخل البانياسي لدى أبي مالك التلي ويطلب الإفراج عنه، وهو ما حدث بالفعل، حيث لم يستغرق الاعتقال سوى ساعات قليلة.

بعد هذه الحادثة تعمق الخلاف بين المقدسي والبانياسي، ولم تمضِ أيام حتى فوجئ الجميع بحادثة مقتل البانياسي.

وبينما التزم داعش الصمت حول الحادثة، وحاول التكتم على وقائعها، جرى تسريب خبر مقتل البانياسي جراء غارة جوية نفذها الجيش السوري، لكن سرعان ما تكشفت الحقائق وتبين أن مقتل البانياسي كان نتيجة الخلافات الداخلية.

ورغم أن بعض إعلاميي «داعش» ما زالوا يحاولون إنكار الحادثة، والقول إن ما يشاع هو مجرد حلقة جديدة من حلقات التهويل الإعلامي الذي يتعرض له تنظيمهم منذ نشأته، إلا أنهم لم يتمكنوا من إعطاء جواب شافٍ عن حقيقة ما حصل، متذرعين بعدم قدرتهم على التواصل مع قياداتهم للتأكد مما جرى.

وبصرف النظر عن ملابسات مقتل البانياسي ومن باشر تنفيذه، المقدسي أم أبو بلقيس (الأمير العسكري لـ «داعش»)، فإن هذه الحادثة ستشكل منعطفاً جديداً، ليس في طريق جهود داعش لإعادة هيكلة نفسه وحسب، بل أمام كل التطورات

التي قد يشهدها القلمون في المرحلة المقبلة، خصوصاً لجهة العلاقة بين «داعش» و «النصرة» وانعكاسات هذه العلاقة على جبهات القتال التي يخوضها الطرفان ضد الجيش السوري.

فهل ستكون هذه الحادثة بداية انهيار «داعش» في القلمون ؟.

شاهد أيضاً

بن غفير: زعيم الإرهاب قائدا للأمن!

بن غفير: زعيم الإرهاب قائدا للأمن!

الاخبار – القدس العربي: قام جندي إسرائيلي بتهديد نشطاء فلسطينيين وإسرائيليين كانوا يتضامنون مع أهالي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *