أقدم داعش التكفيري على هدم ضريح المعروف بالامام محسن في منطقة حي الشفاء في الجانب الأيمن من الموصل، وكان ذلك بعد أن سرق مسلحو هذا التنظيم محتوياته أمس السبت .
أفاد مصدر محلي في الموصل، أمس السبت، بأن داعش هدم بالجرافات ضريح الإمام محسن، في الجانب الأيمن من المدينة، بعد نهب محتوياته .
وقال المصدر في حديث إلى (المدى برس)، إن ” داعش هدم ضريح الإمام محسن، الكائن قرب جامع النقيب، بمنطقة حي الشفاء، في الجانب الأيمن من الموصل، بعد أن نهب محتوياته”.
وأضاف المصدر، الذي طلب عدم كشف هويته، أن “عصابات ذلك التنظيم الإرهابي، سبق أن أغلقت الضريح تمهيداً لتفجيره”، مستدركاً “لكن التنظيم لم يفجر الضريح إنما هدمه بالكامل عن طريق الجرافات، ما أثار موجة سخط واستياء وإدانة جديدة لسلسلة الجرائم التي ارتكبتها عصابات داعش بين الأهالي”.
ويأتي تدمير ضريح الإمام محسن، ليشكل إضافة جديدة لسلسة الأعمال “الهمجية” التي قام بها تنظيم (داعش)، سواء في الموصل، التي استولى عليها في (العاشر من حزيران 2014 المنصرم)، أم باقي المناطق الخاضعة لـ”هيمنته”، ومنها على سبيل المثال لا الحصر، تدمير ونهب العديد من مراقد الأنباء والأولياء وأماكن العبادة الإسلامية والمسيحية والايزيدية، فضلاً عن المواقع الحضارية والتاريخية، وقتل أبناء الأقليات أو تهجيرهم وسبيهم، مما يدلل على مدى “وحشية” ذلك التنظيم و”بربريته”، وأثار استياء العالم وسخطه واعتبار تلك الأعمال “جرائم ضد الإنسانية”.
وتشيــر المصادر التاريخية والأثرية إلى أن الجامع والضريح، كان أول آمره مدرسة تعرف باسم “النورية” نسبة إلى بانيها نور الدين ابن عز الدين، أحد رجالات الدولة الاتابكية في نهايات القرن الخامس للهجرة، وهي من “أجمل وأنفس” المدارس التي عرفتها الموصل في تلك الحقبة التاريخية.
وعرفت المدرسة، بعد القرن الثامن للهجرة، بمشهد الإمـام محسن، بعد أن شيد بدر الدين لؤلؤ مشهد للإمام محسن في إحدى غرف المدرسة النورية، وتم ترميم الجامع توسعته وإضافة منارة وجناح جنوبي للجامع في عام 1959، ولم يبق من آثار المدرسة النورية إلا الحضرة التي يقع فيها مرقد الإمام محسـن والمدافن التي تُحيد الجامع من شماله.المصدر:المدی برس