اجراءات داعش تجبر أهالي الموصل على السفر “20” ساعة حتى وصول لبغداد

منذ أن سقطت محافظة الموصل بأيدي داعش التكفيري، أخذ يجري اجراءات قسرية ظالمة بحق الاهالي في المدينة، فلا يخرج مدني من المحافظة إلا بشروط تعجيزية يفرضها داعش على مدنيين .

 

لم يصدق أبو ذنون عينيه عندما رأى شقيقه أبو أحمد يقف على باب بيته في بغداد، بعد أن كاد يفقد الأمل برؤيته وعائلته مجدداً، نظراً لسيطرة “الإرهابيين” على مدينته الموصل، وانقطاع الاتصالات بينهما، وما سمعه عن “الأهوال” التي تعرض لها أهالي المدينة.

أبو أحمد وصل برفقة عائلته الى بغداد، قادماً من الموصل، بعد 20 ساعة سفر، اجتاز خلالها أربع محافظات، في طريق بري محفوف بالمخاطر، قادهم إلى الحدود مع السعودية وسوريا، إذ لم “يعد أمام الموصليين الا ذلك الطريق كي يغادروا مدينتهم التي يتحكم تنظيم داعش بمقدراتها”، كما أبلغ أبو أحمد شقيقه.

يقول أبو أحمد، في حديث إلى (المدى برس)، عند “التفكير بالسفر لا بد من اتخاذ عدة إجراءات تقتضي أولا موافقة داعش على مغادرة الموصل من خلال كفالة خطية منهم تسمح بذلك لاجتياز نقاط التفتيش على حدود المدينة”، ويشير إلى أنه “لولا مرض زوجتي والحصول على تقرير طبي يؤكد حاجتها لعملية جراحية لا يمكن إجراؤها بالمدينة لما استطعت الحصول على تلك الموافقة”.

ويضيف الرجل الموصلي، بعد ذلك “تأتي مرحلة الاتفاق مع سائق سيارة أجرة يعرف الطريق”، ويبين أن “الوصول إلى بغداد استغرق 20 ساعة مضنية مررناً خلالها بمحافظتي صلاح الدين والأنبار، ومناطق قريبة من الحدود السورية، ومن ثم محافظة كربلاء قرب الحدود السعودية، ومحافظة بابل، قبل الوصول إلى العاصمة”.

يذكر أن تنظيم (داعش) فرض إجراءات خاصة على أهالي الموصل الذين يريدون المغادرة، تتضمن الحصول على كفالة من قبل هيئة تابعة للمحكمة الشرعية للتنظيم، بعد توضيح أسباب المغادرة التي يجب أن تتطابق مع شروط (داعش)، كالعلاج أو متابعة الرواتب أو معاملة رسمية في إحدى دوائر الحكومة العراقية في بغداد، وإلا لا يسمح بالمغادرة.

وينبغي أن تقترن الموافقة بضمان كفيل يؤكد عدم انخراط المسافر بصفوف القوات الأمنية وعودته خلال مدة معينة، وخلاف ذلك يتم اعتقال الكفيل ومصادرة منزله ومنزل المسافر.

والطريق الوحيد لمغادرة الموصل هو من خلال التوجه إلى جنوبها فقط، للوصول إلى بغداد ومن هناك يمكن للموصلي السفر لأي مكان آخر، إما الطريق المتجه نحو كركوك فقد أغلقته سلطات محافظة نينوى منذ أشهر، ومنعت دخول الموصليين لأي سبب كان، ومثلها فعلت سلطات إقليم كردستان.

وكان الطريق المؤدي من الموصل إلى بغداد يستغرق قرابة أربع ساعات قبل أحداث العاشر من حزيران المنصرم، كما تضاعفت الأجرة عدة مرات.

ويقول سائق سيارة الأجرة، ياسر فيصل، في حديث إلى (المدى برس)، إن “الطريق الجديد الذي استحدث منذ اسبوع إلى بغداد، يتطلب الخروج من الموصل إلى قضاء الحضر، (125كم جنوب الموصل)، ومن ثم التوجه نحو منطقة الجزيرة، والسير بطريق صحراوي غير معبد، طوله نحو 90 كم، وصولاً إلى الحدود السورية العراقية، للدخول إلى محافظة الأنبار، (مركزها مدينة الرمادي، 110 كم غرب العاصمة بغداد)، والسير على الطريق الدولي السريع”، ويضيف أن “الرحلة تتطلب الوصول إلى الحدود العراقية السعودية، ومن منطقة النخيب (300 كم جنوب غرب الرمادي)، يتم التوجه إلى محافظة كربلاء، (مركزها مدينة كربلاء، 108 كم جنوب العاصمة بغداد)، حيث توجد نقطة سيطرة أمنية حكومية تدقق أسماء المسافرين وتفتش العجلات”.

ويذكر فيصل، أن “السيارات التي تغادر الموصل تسير على شكل ارتال، كل واحد منها يضم من 20- 25 مركبة، تحرسها بدءاً من محافظة كربلاء، عجلات أمنية من الأمام والخلف لمرافقتهم إلى محافظة بابل،(مركزها مدينة الحلة، 100 كم جنوب العاصمة بغداد)، حيت يتم إيصال الموكب إلى مدخل محافظة بغداد، حيث يتم تسليمه إلى القوات الأمنية لتدقيق أسماء المسافرين وتفتيش العجلات مرة أخرى قبل السماح له بدخول العاصمة”.

ويوضح سائق سيارة الأجرة، أن “الطريق الجديد يستغرق من 18 إلى 20 ساعة سفر متواصلة، لكنه أقصر من ذلك الذي كان السائقون يضطرون لسلكه قبل اسبوعين، حيث كان يستغرق من 24 – 28 ساعة”، ويتابع أن ذلك “الطريق كان يمر بقضاء تلعفر،(60 كيلومتر غربي الموصل)، ثم سنجار،(110 شمال غرب الموصل)، ومنه إلى البعاج، (120 كم غرب الموصل)، وصولاً إلى الحدود العراقية السورية، ومنها إلى محافظة الأنبار، لمواصلة الطريق نحو بغداد، لكن تعرض العديد من المسافرين والسائقين إلى هجمات القناصة الايزيديين في سنجار، فضلاً عن العمليات العسكرية هناك، اضطرت السائقين إلى تغييره”.

ويستطرد فيصل، أن “أجرة السيارة بالكامل تتراوح بين مليون و300 ألف دينار إلى مليوني دينار، بحسب السائق والطريق والظروف، وسعر البنزين المحُسن، الذي يصل سعر اللتر الواحد منه في الموصل إلى 2250 دينار”.

يذكر أن خمس عوائل موصلية قتلت قبل أيام عند سفرها إلى بغداد، من بين أفرادها أستاذ بكلية الزراعية، وأستاذة بكلية التربية الرياضية، في جامعة الموصل، عندما استهدفت طائرات التحالف الدولي رتلا لتنظيم (داعش) كان يمر بالقرب من سيارات أجرة تقل مدنيين.

ويقول المواطن معتز عبد الكريم، في حديث إلى (المدى برس)، لقد “سافرت مؤخراً إلى بغداد وعدت، بعد أن حصلت على الكفالة من داعش، لمراجعة دائرة التقاعد بسبب خلل في البطاقة الذكية”، ويبين أن “أول نقطة تفتيش للقوات الأمنية الحكومية في محافظة كربلاء، تستقبل الموصليين بصورة عادية وترحب بهم، لكنها تدقق هوياتهم عن طريق الحاسوب، ثم يؤمنون لهم عجلات أمنية ترافقهم لحين الوصول إلى أطراف بغداد”.

ويواصل عبد الكريم، عند “العودة لا يعترضنا أحد سوى عند مخرج مدينة بغداد، حيث يتم تدقيق الأسماء قبل السماح لنا بالمغادرة”، ويستدرك أن “نقاط تفتيش داعش تركز على أمر واحد هو ما إذا كان القادم يحمل معه سكائر، وعند التأكد من عدم وجودها يسمح له بدخول الموصل”.

ويؤكد المواطن الموصلي، أن “المسافرين لا يمرون بالمناطق التي تتواجد فيها قوات البيشمركة الكردية”، ويزيد أن “الرحلة إلى بغداد شاقة ومحفوفة بالمخاطر وباهظة ولا يقوم بها إلا المضطر”.

يذكر أن تنظيم (داعش)، استولى على مدينة الموصل، مركز محافظة نينوى، (405 كم شمال العاصمة بغداد)، في (العاشر من حزيران 2014 المنصرم)، وارتكب “فظائع” ضد مكوناتها ومواقعها الدينية والتاريخية، عدتها جهات محلية وأممية “جرائم ضد الإنسانية”.

المصدر:المدی برس

شاهد أيضاً

بن غفير: زعيم الإرهاب قائدا للأمن!

بن غفير: زعيم الإرهاب قائدا للأمن!

الاخبار – القدس العربي: قام جندي إسرائيلي بتهديد نشطاء فلسطينيين وإسرائيليين كانوا يتضامنون مع أهالي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *