قال رئیس تیار النهضة الوحدوی فی لبنان، الشیخ غازی حنینة، ان المفهوم الغربی لحریة التعبیر هو مفهوم مطاط فإذا کانت الإساءة تنال النبی محمد (ص) هی حریة واما ان یقف إنسان وینتقد المحرقة الیهودیة(الهولوکوست) المزعومة فتقوم الدنیا ولا تقعد.
وأشار الی ذلک، رجل الدین السنی اللبنانی والعضو فی قیادة جبهة العمل الإسلامی ورئیس تیار النهضة الوحدوی فی لبنان، الشیخ غازی حنینة، فی معرض انتقاده للموقف الغربی من إساءة مجلة “شارلی ابدو” الفرنسیة لرسول الله محمد (ص).
وقال ان محاولة هذه المجلة الفرنسیة التطاول علی قدسیة وعلی طهارة سیدنا رسول الله محمد بن عبدالله (ص) هی لیست المحاولة الأولی بل سبقتها محاولات عدیدة بدأ من نزول الوحی الإلهی علی الرسول محمد (ص) وکیف کان الوثنیون العرب والمنافقون العرب والیهود بالذات یحاولون تشویه صورة رسول الله (ص) والله سبحانه وتعالی یدون کل محاولاتهم لیعطینا درساً ان هذه الشخصیة العظیمة مهما حاول الآخرون النیل منها ستبقی فی عظمتها وستبقی فی قدسیتها وطهارتها.
وأضاف ان هذه الرسوم المسیئة هی صورة من رسوم المعرکة التی یحاول أعداء النبی محمد (ص) وأعداء الإسلام أن یظهروا إمکانیاتهم فی مواجهة نبی الله محمد (ص) صاحب الرسالة الإلهیة وخاتم الأنبیاء والمرسلین ویحاولوا تشویه الإسلام من خلال تشویه صورة رسول الله (ص) ولکن کل محاولاتهم وان لاقت القبول فی أول الأمر لن تجدی لهم نفعاً.
وانتقد رئیس تیار النهضة الوحدوی فی لبنان تنظیم مسیرة تحت إسم الحریة والدیموقراطیة خلال الأسبوع الماضی ومشارکة بعض الزعماء العرب وبعض الزعماء الأوروبیین فی هذه المسیرة قائلاً: اننا لا نرضی هذه المسیرة مع قناعتنا ان التصدی لهذه الظواهر السیئة بالمجتمعات الإنسانیة لا یتم بالطریقة التی تم التعاطی معها من قبل مجموعة من الشبان الذین یعتبرون انفسهم یتحملون مسئولیة الدفاع عن رسول الله (ص) ولذلک أقول ان تغطیة هذه الإساءات من قبل بعض القادة الأوربیین والغربیین وبعض القادة العرب لن تجدی نفعاً وان لاقت القبول فی أول الأمر.
وأکد أن النبی محمد (ص) سیبقی ماکثاً فی الأرض مادامت السماوات والأرض ومهما حاول أعداء الإسلام وأعداء الأنبیاء والرسل ان یتطاولوا فحالهم کحال رمال الصحراء التی تهب ظناً منها انها ترید ان تغطی نور الشمس وضیاء الشمس ونقاء الشمس وأثر الشمس فی الحیاة الإنسانیة فمحمد (ص) أثره فی الحیاة الإنسانیة سیبقی قائماً بإذن الله تعالی.
وفی معرض رده علی سؤال حول تبریر الإساءات للأنبیاء فی الدول الغربیة تحت عنوان حریة التعبیر وهل یمکن إطلاق هذا العنوان علی مثل هذه الإساءات قال ان المفهوم الغربی لحریة التعبیر هو مفهوم مطاط فإذا کانت الإساءة تنال من یرضیهم هؤلاء القادة الغربیون فإنهم یصمتون عندها ویعتبرون ان الإساءة بحق النبی محمد (ص) هی حریة واما ان یقف إنسان وینتقد مثلاً الهولوکوست الیهودیة المزعومة فتقوم الدنیا ولا تقعد فیستنفر العالم الغربی کله وهنا تسقط کل معاییر الحریة وکل معاییر الدیموقراطیة وحریة التعبیر عن الرأی.
وفیما یخص القرارات الصادرة عن الأمم المتحدة والتی تقضی بضرورة إحترام الأدیان السماویة وعدم تفعیلها فی الدائرة المفهومیة للعالم الغربی أوضح ان الدین الإسلامی ورسالة محمد بن عبدالله (ص) هی من أکثر الدیانات ومن أکثر الشرائع التی تحترم معتقدات الآخرین وطقوس الآخرین ولذلک عندما تقدمت الأمم المتحدة عبر مجلس الأمن بقرارات دولیة تطال من یتطاول علی مقدسات الآخرین بجملة من القوانین والإجراءات الصارمة اعتبرنا ذلک مبادرة ایجابیة ولکن وجدناها صمتت صماً کصمت أبی هول فی مصر جراء ما صدر من اساءات بحق رسول الله (ص) من قبل هذه المجلة الفرنسیة التی أرادت أن تکثر من مبیعاتها فتطاولت بأقلامها السوداء القذرة علی رسول الله (ص) ولم نجد لا مجلس الأمن ولا الأمم المتحدة یعلنون عن مخالفتهم لهذه الإساءة.
وحول الأسلوب الأمثل فی التعامل مع هذه الإساءات قال ان التعبیر بالتظاهر وبوسائل التواصل الإجتماعی أو بمقالات هی صورة من صور التعبیر الحقیقة التی هی من حق الإنسان أن یعبر عن حقه وعن نفسه وان یعبر بها عن نفسه وعن مقدساته ولکن لا یظنن أحد ان هذا التعبیر الذی یصدر من قلوب نقیة صافیة محبة لرسول الله (ص) ممکن ان یؤثر فی اولئک القوم.
واستطرد الشیخ غازی حنینة قائلاً: ان اولئک القوم سیبقون یتطاولون بألسنتهم وبأقلامهم وبمواقفهم تجاه رسول الله محمد (ص) وتجاه کل الأنبیاء والمرسلین فکما شهدنا تطاولاً علی المسیح (ع) وکما شهدنا تطاولاً علی سیدنا موسی (ع) وعلی العدید من الأنبیاء (ع).
وفی الختام، قال العضو فی تجمع العلماء المسلمین فی لبنان: نجد انهم لا یقدرون المقدسات لا مقدساتهم ولا مقدسات غیرهم ولذلک اقول ان القناعة بأنفسنا وبمعتقداتنا أولاً وان نعبر عن رأینا بمواقف تنسجم مع طبیعة دیننا کما عبر الله سبحانه وتعالی فی محکم کتابه فی آیات عدیدة تبین ان الله سبحانه وتعالی رد علی اولئک بکلام واضح صارم وان کان الله عالماً بأن هؤلاء لن تسکت ألسنتهم ولن تنکسر اقلمتهم وسیبقون یتطاولون علی الأنبیاء (ص) وعلی رأسهم محمد (ص).
المصدر : وکالة الأنباء القرآنیة الدولیة (إکنا)