أجرت قناة “الميادين” حوارا عاما مع الأمين العام لحزب الله اللبناني السيد حسن نصرالله ويتطرق السيد على قدرات وإمكانيات الحزب ويتناول الملفات الاقليمية والدولية الأخرى .
في “حوار العام” على قناة الميادين، السيد حسن نصرالله الأمين العام لحزب الله يتحدث عن قدرات المقاومة في وجه إسرائيل، ويؤكد جهوزية الحزب وتعاظم قدراته العسكرية، ويتناول كل الملقات المحلية اللبنانية والإقليمية والدولية.
أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أن انشغالات حزب الله في الساحات والميادين الأخرى لا ولن تكون على حساب جهوزية المقاومة التي تبقي عيونها وعقلها ومتابعتها قائمة وحثيثة في مواجهة العدو الإسرائيلي، معتبراً أن الأخير سيكتشف أنه ارتكب حماقة في حال كان يبني حساباته على المقولات بأن المقاومة أصابها الوهن أو الضعف أو أنها مستنزفة أو أنه تم المس بقدراتها وجهوزيتها وإمكاناتها وعزمها.
واستدل السيد نصر الله على ذلك بعملية المقاومة في مزارع شبعا عام 2014 والتي قال إنها جاءت رداً على القتل الإسرائيلي المتعمد لأحد المجاهدين في عدلون حين فجر الإسرائيليون جهاز تنصت كانوا زرعوه في المنطقة. وأكد السيد نصر الله “أن العملية كانت بمثابة رسالة فهمها الإسرائيلي بأن هناك حدوداً إذا تخطاها ستقوم المقاومة بالرد بمعزل عن الآثار والتداعيات. وهي حاضرة لتحمل هذه الآثار والتداعيات والتبعات مهما كانت”.
وقال السيد نصر الله في حوار مطول مع الزميل غسان بن جدو عبر قناة الميادين “إن قرار الرد لا يؤخذ بشكل تلقائي بل يدرس من كل الزوايا وهو ليس تفويضاً موجوداً في الميدان، لذلك تؤخذ كل الحسابات بعين الاعتبار ومن موقع الشجاعة التي تحتاج دائما إلى حكمة”.
الأمين العام لحزب الله أكد أن المقاومة اليوم أفضل مما كانت عليه في أي وقت من حيث قدراتها وسلاحها النوعي وأن هذه القدرات تتطور عاماً بعد عام وهي كافية لتحقيق عملية الردع المطلوبة مع إسرائيل.
وقال “نحن لا نضع سقفا لقدرتنا البشرية أو سلاحنا وسقفنا مرتفع دائما في المعركة مع اسرائيل، ونعمل لنملأ ما دون هذا السقف، ونحن اليوم أقوى من أي وقت مضى في المقاومة، وسنعمل لنصبح أقوى مما نحن عليه”.
السيد نصر الله أكد أن المقاومة جاهزة لأن تنقل المعركة إلى أرض العدو ليس فقط من خلال الصواريخ بل من خلال الحركة الميدانية، ولكن قيامها بذلك من عدمه قرار متروك لزمن الحرب. مؤكداً استعداد المقاومة للدخول إلى الجليل وإلى ما بعد الجليل.
الأمين العام لحزب الله كشف أن المقاومة تمتلك صواريخ من طراز فاتح 110 منذ عام 2006 معتبراً أنها وسائل قديمة مقارنة بما لديها فعلياً والذي يؤهلها لتكون قادرة على خوض أي مواجهة قد تخطر في بال الاسرائيلي.
السيد نصر الله اعتبر أن ضرب أي أهداف في سوريا هو استهداف لكل محور المقاومة، وليس استهدافاً لسوريا وحدها وبالتالي فإن محور المقاومة معني بالرد على أي عدوان مماثل وباتخاذ القرار وتحديد موعد هذا الرد قائلاً “إن هذا أمر مفتوح وقد يحصل في أي وقت”.
وعما يحصل في المنطقة المحاذية لشبعا والقنيطرة قال الأمين العام لحزب الله “هناك أمر كبير وخطير يخطط له” مشيراً إلى أن هناك حذراً عند الدولة والجيش والأجهزة الأمنية والمقاومة بأن يكون من ضمن مخططات اسرائيل الدفع ببعض التنظيمات للإعتداء على لبنان لإشغال هذه الأجهزة، قائلاً إن هذه فرضية قائمة ولكن لم يحصل حتى الآن أي خرق يستلزم رداً من المقاومة.
السيد نصر الله أكد أن ما يحصل في الجولان هو مقاومة سورية نافياً وجود تشكيل لحزب الله في الجولان يقوم بأعمال المقاومة.
وعن اتجاه الصراع بين حزب الله وإسرائيل استبعد السيد نصر الله حصول أمر ضخم قائلاً إن الإسرائيلي سيذهب إلى الحرب في لبنان إذا كانت الحرب تمنحه انتصاراً حاسماً واضحاً لا لبس فيه، وسريع، مؤكداً أن إسرائيل بوضعها الحالي غير قادرة على تحقيق نصر سريع حاسم جازم.
وإذ أشار إلى فشل إسرائيل في غزة لفت إلى أن الساحة في لبنان مختلفة كما الإمكانات والأجواء مفتوحة أكثر معتبراً أن الإسرائيلي “سيكون مجنوناً إذا اتخذ قرار الحرب” لأنها ستغير معادلات قد تؤدي إلى استنهاض كبير وتغير مسار الأحداث في المنطقة برمتها.
وفي الجانب السوري السيد نصر الله يؤكد أن مقولة إسقاط النظام في سوريا والسيطرة على سوريا انتهت ميدانياً وسياسياً وهذا يعود إلى صمود القيادة والجيش السوري وصمود القوات الشعبية وجزء كبير من الشعب السوري
وأكد سماحته أن الجميع وصل إلى نتيجة أن لا مكان لأي حل سياسي بمعزل عن القيادة السورية.
وفي الموضوع الميداني لفت إلى أن العامل السعودي هو أضعف عامل إقليمي مؤثر بعد أن كان الأمير بندر بن سلطان مستعداً للإتيان بكل مقاتلي الدنيا للقتال في سوريا من أجل إسقاط الرئيس بشار الأسد بغض النظر عن انتماءاتهم وافكارهم العقائدية، لافتاً إلى أن هذا خطأ ارتكبته السعودية.
وقال إن الرياض أرادت أن توظف داعش والنصرة في هذه المعركة لكنهما خرجا عن السيطرة، مشيراً إلى أن ما تبقى للسعودية هي الجبهة الاسلامية، او جيش الاسلام في الغوطة وبعض فصائل الجيش الحر، وهم الآن الأقل تأثيراً في الميدان.
وررأى السيد نصر الله أن المشكلة في البحرين تكمن في عدم اعتراف السلطات البحرينية بوجود مشكلة مشيراً إلى القيام باتصالات مع جهات ودول لكن دون نتيجة، مؤكداً أن إرادة البحرينيين أن يكملوا هذا الحراك حتى لو أخذ الموضوع وقتاً.
وعن علاقة حزب الله بحركة “أنصار الله” في اليمن قال إن العلاقة سياسية نافياً مشاركة خبراء عسكريين من حزب الله في الحملات العسكرية الأخيرة في صنعاء.
ولفت إلى زيارة قام بها بعض المسؤولين في حزب الله إلى اليمن قبل قرابة السنتين وهي لم تكن خافية على أحد، مؤكداً أن ما حصل في اليمن هو قرار يمني داخلي بحت مرتبط بحركة “أنصار الله” وقائدها وقيادتها وجمهورها وأحداث وتطورات ومطالب وأداء له علاقة بالحكومة وما فرضته من شروط وله علاقة بموضوع الحوار والموضوعات الأمنية الميدانية.
السيد نصر الله اعتبر أن العقوبات المفروضة على إيران هي من أجل الضغط عليها في الملفات الأخرى والتأثير على استراتيجيتها واستقلالية قرارها مؤكداً أن قدرتها على التحمل عالية جداً وأن كل الذين يخططون بالنفط وغير النفط وبالعسكر من دول كبرى وإقليمية ستنهار وإيران سوف تبقى واقفة ومستقبلها واعد جداً على مستوى المنطقة والعالم.
السيد نصر الله وصف قائد قوة القدس الجنرال قاسم سليماني بأنه “أخ عزيز وحبيب وصديق وقريب” قائلاً إنه يعرفه جيداً وهناك علاقة بينهما كون مهمة قوة القدس الأساسية مساعدة حركات المقاومة في المنطقة وفي طليعة هذه الحركات حزب الله.
وأشار السيد نصر الله إلى أن سليماني ومبادرته وحضوره الميداني المباشر في الخط الأمامي للجبهة العراقية أحد العوامل الأساسية لإسقاط مشروع داعش.
وختاما أكد الأمين العام لحزب الله أن البيئة الاجتماعية والمذهبية للحزب تحتضنه اليوم أكثر من أي وقت مضى مشيراً إلى أن ذلك ما تؤكده استطلاعات رأي تجريها السفارة الأميركية وجهات تابعة لها.
ولفت إلى أن أحد هذه الاستطلاعات أظهرت تأييد 98% من بيئة حزب الله دخول الأخير إلى سوريا وبقاءه فيها، قائلاً إن هذا التأييد ليس مجرد تأييد نظري بل هي دفعت أثمان هذا الدخول الذي قد يبدو للوهلة الأولى أنه إشكالي.
السيد نصر الله أوضح أن من يقود حزب الله ليس أمينه العام بل قيادة جماعية تنتخب بين فترة وأخرى مؤكداً أن بقاءه أميناً عاماً طيلة هذه السنوات نتيجة إصرار هذه القيادة.
وأشار إلى أنه بعد استشهاد السيد عباس الموسوي عمل وبذل جهداً ليتولى هذه المسؤولية شخص آخر في ذلك الوقت لكن هذا الأمر لم يحصل.
المصدر:المیادین