اسماعيل شفيعي سروستاني
قبل شهر من بدایه شعبان وعید الولاية والامامة کُلّف شاب وسیم من قبل رئیس تحریر احدى وسائل الاعلام الدینية بإجراء لقاء معي . دخل الصحفي في الساعة المحددة بقلم وورقة وجهاز تسجیل الصوت وکان معه ورقة بیضاء مطبوع علیها عددا من الاسئلة. إنه وضع الاسئلة امامي وضغط علی زر جهاز تسجیل الصوت.
کم هو سهم الامام (عج)؟
اسماعيل شفيعي سروستاني
القسم الأول :
قبل شهر من بدایه شعبان وعید الولاية والامامة کُلّف شاب وسیم من قبل رئیس تحریر احدى وسائل الاعلام الدینية بإجراء لقاء معي . دخل الصحفي في الساعة المحددة بقلم وورقة وجهاز تسجیل الصوت وکان معه ورقة بیضاء مطبوع علیها عددا من الاسئلة. إنه وضع الاسئلة امامي وضغط علی زر جهاز تسجیل الصوت.
انا قد تعودت منذ سنوات طویلة منذ ان دخلت فی اوساط الصحفیین علی اجراء مقابلات صحفية فی مثل هذه المناسبات و ان هذا الامر لا يختص بشهري شعبان ورمضان . مکاتب ودُرج الطاولات لجمیع دفاتر الصحف مملوء من أرشیف ملفات المتعلقة بالاشخاص والایام والاحداث القومية والدینية والتي ستكون في يوم ما موضوعا للمقالات واللقاءات نزولا لرغبة الناس او اصحاب المناصب وفی مثل هذه الحالة یراجع اصحاب وسائل الاعلام الآرشیف وفقا للایام وإتجاه الصحیفة التابعة لهم وفی حینها یزیلون عن تلك الملفات الغبار التي غطتها خلال العام المنصرم وبعد ذلك یتشبثوا بمبرر لکی یملؤوا الموضوع بالنصوص والصور وبعد ذلک یتنفسون الصعداء ویتوجهون الی یوم او شخص او حدث آخر وإن هذه الحالة مستمرة فی مکاتب الجرائد وصفحات وسائل الاعلام.
کم هو سهم امام العصر (عج) في وسائل اعلامنا؟
لا أتذکر هل هذه العبارة هی کانت السؤال الاول المطبوع علی تلک الصفحة البیضاء لذلک الصحافي ام کانت اغمق لونا ولهذا استرعت انتباهي. هو کان یرید ان یعلم بانه کم هو سهم الامام فی الآلاف من وسائل اعلامنا ذات الابعاد المختلفة ولعله کان یرید ان یسأل کم هو السهم الذی خصصته وسائل الاعلام الملونة فی عصرنا الحاضر لامام العصر(عج) بین الآلاف والملایین من فرص الحوار التی توفرها لسائر الاشخاص والقضایا. سألت الشاب دون اي مقدمة : سهم الامام من اي شي ء ؟ من الامکانیات المتاحة او الفرص المتوفرة؟ ودون ان انتظر الأجابة واصلت الحديث: ما هو التعریف الذی قدمناه عن انفسنا وموقفنا وشأننا حتی ظننا بان بامکاننا ان نتحدث عن الامام و سهمه عن طريق المذیاع والاذاعة والتلفزيون؟ وفي هذه الحالة كيف يمكن لاصحاب الصحف و المجلات ان یکتبوا عن تقسیم الاسهم وسهم الامام فی جرائدهم؟
من جانب آخر ما هو مدی معرفتنا وعلمنا بالامام وحجة الله علی خلقه النابع عن وعي او دون وعي؟ ومن این اتینا بهذه المعرفة و ما هو مصدر علمنا حول الامام المعصوم (ع) حتی ظننا بان بامکاننا ان نقدم تعریفا او نحدد مکانة وسهما للامام ؟
کنت اعلم بان کلامي اصبح معقدا الی حد ما وان ذلک الشاب لم یستوعبه ولهذا قلت: امام العصر(عج) هو خلیفة الله وحجته علی الخلق ونائبه وصاحب الکون باذن الله. الشخص الذي وجود او عدم وجود کل الخلائق مرهون بوجوده.
أ ولیس اننا نخاطبه یا بقیة الله و یا خلیفة الله و یا حجة الله ؟ ینبغي للخلیفه ان یکون متصفا بأوصاف الشخص الذی وکله بامر الخلافة والا فانه لیس بخلیفة.
کما خاطبه الشاعر الخواجة حافظ الشیرازي قائلا :
سلامة الکون جمیعا منوط بسلامتک
اسال الله ان لاتبتلي بأي وجع و ألم
جمال الوجه والمعنی نابع من یمن صحتک
سائلا المولی ان یکون ظاهرک و باطنک مصونا من الاعراض والبلایا
ان الجمال والکمال واستقامة عالم الظاهر والباطن واهل عالم الملک والملکوت علی کل المستویات والفروع وکل ما هو موجود فی المعنی والفحوی ما سوی الله فانه مرهون بسلامة وصحة خلیفة الله وان بإذن الله جمیع شؤون المولی جل جلاله هی بیده ولهذا قال الشاعر حافظ الشیرازي فی مقطع آخر:
ان الناس والملائک جمیعا یرتزقون بوجود الحب
اظهر المحبة کي تنال السعادة
سائلا المولی ان تکون سیادتک دائمة قائمة
لان الزعامة والسیادة تلیق وتتشرف بک وانت زینة لها
الجمیع یأتون ویذهبون من اجل شعرک ووجهک
النسیم یهب و الزهور تتفتح وتتباهی من اجلک
حجة الله فی ارضه هو الزعیم لجمیع المخلوقات باذن الله. حجة الله فی ارضه هو الذی رُزق الوری بیمن وجوده والسماء شیدت والارض استقرت وما تحت الثری وسُمح لسائر الکائنات ان تتجلی فی عالم الکون.
ولهذا قال الامام الصادق (ع): “لولا الحجة لساخت الارض بأهلها.”
خاطب الله سبحانه وتعالی نبیه الکریم (ص) فی حدیث قدسي وهو: “لولاک لما خلقت الافلاک.”
انا فی بدایة الحدیث عندما اشرت الی مصدر علم ومعرفة الامام المعصوم (ع) اردت ان اقول بان الناس حتی لو بلغوا ذروة العلم و المعرفة والقوة وبعد النظر فان هذا العلم والمعرفة والقوة وبعدالنظر سیکون ناقص لانه لولا وجود المعصومین (ع) لما وجدوا هم واذا ما اراد الناس ان یعرفوا انفسهم فان هذه المعرفة بسیطة وظاهریة.
قال آیة الله الکبری امیرالمؤمنین (ع) فی نهج البلاغه : ” وهو یعلم ان محلي منها محل القطب من الرحی ..”
من کان خلیفة لله فهو قطب للزمان ایضا ویدور الجمیع حوله کالقطب من الرحی وانهم قانمون بسببه .
هذا الحدیث یشیر الی ان الامام هو قطب دائرة الوجود کما ان جمیع المخلوقات فی العالم منوطه به والجمیع یسیر بسببه.
ولي الله الاعظم یسیر فی العالم کما یسیر الله فی العالم لان ولي الله هو ولي لکل موجود. قال الامام الصادق (ع) : “نحن شجرة النبوة ومعدن الرسالة ونحن عهد الله وکل ما یصل الی الخلق هو منا…”
وجاء عن محمد بن سنان عن الامام الصادق (ع) انه قال : “نحن جنب الله ونحن صفوة الله ونحن خيرة الله ونحن مستودع مواريث الانبيآء ونحن امناء الله ونحن وجه الله ونحن آية الهدى ونحن العروة الوثقى ، وبنا فتح الله وبنا ختم الله ، ونحن الاولون ونحن الآخرون ونحن أخيار الدهر ونواميس العصر ، ونحن سادة العباد وساسة البلاد ، ونحن النهج القويم والصراط المستقيم ، ونحن علة الوجود وحجة المعبود، لا يقبل الله عمل عامل جهل حقنا ونحن قناديل النبوة ومصابيح الرسالة ، ونحن نور الانوار وكلمة الجبار ونحن راية الحق التي من تبعها نجا ومن تأخر عنها هوى ، ونحن أئمة الدين وقائد الغر المحجلين ونحن معدن النبوة وموضع الرسالة وإلينا تختلف الملائكة ، ونحن سراج لمن استضاء والسبيل لمن اهتدى ، ونحن القادة إلى الجنة ونحن الجسور و القناطر ، ونحن السنام الاعظم وبنا ينزل الغيث وبنا ينزل الرحمة وبنا يدفع العذاب والنقمة..”
لا اظن ان بامکاننا نجد کلاما فی غایة الروعة والجمال والرصانة والبلاغة والفصاحة مثل “زیارة الجامعة الکبیرة” فی وصف شأن ومقام اهل البیت (علیهم السلام) الذین هم جمیعا نور واحد. هذه الزیارة مرویة عن الامام الهادة (ع) والتی یزار بها ائمه الاطهار(ع) اجمعین والزائر من خلال هذه الزیارة یعترف بمکانة المعصوم(ع) و یعتق نفسه من اي جهل وشرک وسوءظن ویرتوي بها من عین المعرفة الخالصة. ظهرت مکانة الامام المبین فی روایة جاءت عن ابن عباس قال فیها: لما نزلت هذه الآية “وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ” قام رجلان فقالا: يا رسول الله هو التوراة؟ قال: لا . قالا: فهو الإنجيل؟ قال: لا . قالا: هو القرآن؟ .قال: لا. فأقبل أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال: “هو هذا الذي أحصى الله فيه علم كل شیء وأن السعيد كل السعيد من أحب عليا في حياته وبعد وفاته وأن الشقي كل الشقي من أبغض هذا في حياته وبعد وفاته .”
ائمه اهل البیت (علیهم السلام) هم الذین اودع الله فیهم علم کل شی ء ولو لم یکن هکذا لما قال امیرالمومنین (ع) امام مرأی ومسمع العالم : ” سلوني قبل ان تفقدوني فوالذي نفسي بیده لا تسالوني عن شي ء فیما بینکم وبین الساعة و لا عن فئة تهدی مئة وتضل مئة الا انباتکم بناعقها وقائدها وسائقها و مناخ رکابها ومحط رحالها ومن یقتل من اهلها قتلا ومن یموت منهم موتا.”
وایضا : فلانا بطرق السماء اعلم منّى بطرق الارض.
ذکر الصدوق فی کتابه الشریف ” عیون اخبار الرضا(ع)” بروایة عن ابی الصلت الهروی جاء فیها : کان الرضا علیه السلام یکلم الناس بلغاتهم وکان والله افصح الناس واعلمهم بکل لسان ولغة فقلت : یا بن رسول الله انی لاعجب من معرفتک بهذه اللغات علی اختلافها . قال الامام : انا حجة الله علی خلقه وما کان لیتخذ حجة علی قوم وهو لایعرف لغاتهم . أو ما بلغک قول امیرالمؤمنین (ع ) اوتینا فصل الخطاب، فهل فصل الخطاب الا معرفة لغات الخلق؟ أ ولم تسمع ما قاله امیرالمومنین (ع): انا دابة الارض و انا الحي الذی لایموت. ومتی ما مُت فان الله یجعل وارثا فی الارض ممن یشاء وفی الحقیقي فان موت الامام هو موت ظاهری ینتقل فیها من دار الی دار. علینا ان نؤول کلام المعصوم هکذا و ایضا قال : سلوني قبل أن تفقدوني فأنا لا اُسأل عن شيء دون العرش إلاّ أجبت فيه.
بدا لي بان ذلک الشاب لاول مرة کان یسمع مثل هذه الامور حول اهل بیت الرسالة ولهذا شعرت ان العبارات کانت تمر من ذهنه ولان الکلام کان یجري بشکل مستمر من الذهن علی لساني وکان یستمع الیه ولم یجد مجالا ان یهضم جیدا کل ما قلته له و مع کل هذا فان لمعان عیونه والتبسم الملیح والرضا المرسوم علی وجهه کان یشیر الی طیب خاطره وکان یظهر رغبته ان یسمع المزید حول اهل البیت علیهم السلام.
قلت : من المؤکد انک عند ضریح الامام علی بن موسی الرضا (ع) او فی یوم من ایام شهر رجب قرأت ولو مرة واحده زیارة الجامعة الکبیرة المرویة عن الامام الهادی (ع) والمذکورة فی جمیع کتب “مفاتیح الجنان” ؟
قال: نعم
قلت : اذا انا أقرأ عیلک مقطعا او مقطعین من هذه الزیارة والتي ذکر الامام الهادی (ع) فیها اکثر من 400 درجة ومقام لائمة اهل البیت علیهم السلام فاستمع:
“وَ أَشْهَدُ أَنَّكُمُ الْأَئِمَّةُ الرَّاشِدُونَ الْمَهْدِيُّونَ الْمَعْصُومُونَ الْمُكَرَّمُونَ الْمُقَرَّبُونَ الْمُتَّقُونَ الصَّادِقُونَ الْمُصْطَفَوْنَ الْمُطِيعُونَ لِلَّهِ الْقَوَّامُونَ بِأَمْرِهِ الْعَامِلُونَ بِإِرَادَتِهِ، لْفَائِزُونَ بِكَرَامَتِهِ اصْطَفَاكُمْ بِعِلْمِهِ وَ ارْتَضَاكُمْ لِغَيْبِهِ وَ اخْتَارَكُمْ لِسِرِّهِ وَ اجْتَبَاكُمْ بِقُدْرَتِهِ وَ أَعَزَّكُمْ بِهُدَاهُ وَ خَصَّكُمْ بِبُرْهَانِهِ وَ انْتَجَبَكُمْ لِنُورِهِ [بِنُورِهِ] وَ أَيَّدَكُمْ بِرُوحِهِ وَ رَضِيَكُمْ خُلَفَاءَ فِي أَرْضِهِ وَ حُجَجا عَلَى بَرِيَّتِهِ وَ أَنْصَارا لِدِينِهِ وَ حَفَظَةً لِسِرِّهِ وَ خَزَنَةً لِعِلْمِهِ وَ مُسْتَوْدَعا لِحِكْمَتِهِ وَ تَرَاجِمَةً لِوَحْيِهِ وَ أَرْكَانا لِتَوْحِيدِهِ وَ شُهَدَاءَ عَلَى خَلْقِهِ وَ أَعْلاما لِعِبَادِهِ وَ مَنَارا فِي بِلادِهِ وَ أَدِلاءَ عَلَى صِرَاطِهِ عَصَمَكُمُ اللَّهُ مِنَ الزَّلَلِ وَ آمَنَكُمْ مِنَ الْفِتَنِ وَ طَهَّرَكُمْ مِنَ الدَّنَسِ. “
قلت له : لابأس ان تقرأ هذه الزیارة مرة اخری عندما تخلو مع نفسک بتأن وتأمل حتی بإذن الله تتجلی الانوار فی قلبک من کل مقطع منه وتکسب معرفة من المعارف التی کنت تجهلها حول الامام المعصوم(ع).
لاینبغی الشک لان الله سبحانه وتعالی قال فی قرآنه الکریم : ” قد تبین الرشد من الغي.” قد اتضح الطریق الصحیح عن الطریق الخطأ . “فمن یکفر بالطاغوت ویؤمن بالله فقد استمسک بالعروة الوثقی لاانفصام لها والله سمیع علیم .”
اذا استمسکوا بعروة الله الوثقی لان التمسک بها یؤدي الی النجاة من الظلمة والدخول الی النور وضیاء المعرفة والایمان واخیرا جنة الخلد. العروة الوثقی هم الذین اصطفاهم الله علی الخلق وأعزهم وأیدهم وهم الهداة المهدیین وحفظة دینه الذین تتوافد علیهم الملائکه وهم المعصومون عن الاخطاء والزلل وانهم کالسراج المنیر یهدون الناس فی صحراء الحیاة الی طریق الهدایه والامن والامان.
یتبع إن شاء الله
جـمیع الحقـوق مـحفوظـة لمركز موعود الثقافي
لا یسمح باستخدام أي مادة بشكل تجاري دون أذن خطّیي من ادارة الموقع
ولا یسمح بنقلها واستخدامها دون الإشارة إلى مصدرها.