كيفية الجمع بين إبقاء الأديان وتحكيم الأسلام

ان الروايات في موضوع موقف الإمام المهدي عليه السلام مع أهل الأديان الأخرى طائفتان, فطائفة تقول بان الإمام المهدي عليه السلام سيتعاون مع أهل الأديان الأخرى ‌وفق أديانهم, ويعني انه يسمح ببقاء هذه الأديان, والطائفة الثانية تقول بأنه _أي الإمام عليه السلام_ سيخيرهم بين الإسلام وبين السيف.
إذن فالأخبار متعارضة ‌فيما بينها بهذا الخصوص.

ان الروايات في موضوع موقف الإمام المهدي عليه السلام مع أهل الأديان الأخرى طائفتان, فطائفة تقول بان الإمام المهدي عليه السلام سيتعاون مع أهل الأديان الأخرى ‌وفق أديانهم, ويعني انه يسمح ببقاء هذه الأديان, والطائفة الثانية تقول بأنه _أي الإمام عليه السلام_ سيخيرهم بين الإسلام وبين السيف.
إذن فالأخبار متعارضة ‌فيما بينها بهذا الخصوص.
ويمكننا ان نرجح ما جاءت به الطائفة الأولى التي تقول بان الإمام عليه السلام يبقيهم على أديانهم ومعتقداتهم لان ذلك هو الاوفق لكتاب الله تبارك وتعالى, باعتبار ان الحكم الإسلامي والقاعدة‌ الإسلامية هي ان أهل الكتاب من يهود ونصارى يسمح لهم بالبقاء‌ على مذاهبهم وأديانهم في مقابل جزية وضريبة تدفع للدولة ‌الإسلامية مقابل الخدمات التي تقدمها لهم.
والذي أراه ان القضية خاضعة
لنوع من المرحلية, وهي أن الإمام عليه السلام في البداية يدخل في حوار مع الناس, وخصوصاً مع النصارى
ويعاضده على ذلك نبي الله عيسى عليه السلام ولعل ذلك هو المستفاد من انه يقضي بين اهل التوراة
بالتوراة وبين أهل الإنجيل بالإنجيل.
فالإمام عليه السلام يدخل في حوار – والحوار له مساحة كبيرة في حركته عليه السلام, ويكفيك ان الإمام عليه السلام يدخل في حوار حتى مع أعدائه كالسفياني مثلاً فيقتنع السفياني بداية ويبايع ثم ينسحب, كما في بعض الأخبار عن الإمام عليه السلام- ولكنه وبعد ان يرجع إلى بطانته و حاشيته يحرضونه فينكث البيعة فيقاتله الإمام عليه السلام.
فمنطق الحوار إذن هو منطق حاكم في قضية الإمام المهدي عليه السلام, فالإمام سوف يدخل مع أهل الأديان الأخرى في حوارات, وسوف يدخل الكثير من أرباب وأصحاب هذه الديانات والمذاهب المتنوعة في الإسلام, وينضوون تحت لواء الإمام المهدي عليه السلام طوعا لا كرها, بل عن قناعة تامة, ‌فمن دخل سلما أبقاه الإمام عليه السلام ومن لم يدخل السلم اقره الإمام عليه السلام بشروط إلى ان يذوب في المجتمع الإسلامي بمعنى انه ستأتي مرحلة من المراحل لا يبقى فيها الا الدين الخاتم وهو دين الله تبارك و تعالى، وهذا لا يعارض قضية وظهور الدين على الدين كله بل يتفق معها.
ويعني ذلك أحقية الإسلام, أحقية الدين الإلهي الخالص وان الإمام المهدي عليه السلام هو ممثل جميع الأنبياء السابقين وجميع الرسائل، وعندما تتضح هذه الحقيقة تدريجيا، فبطبيعة الحال فإن ذلك يعني ان لا يبقى على غير الإسلام إلا الجاحد أو المعاند غير المسالم فكريا والذي يتحجج او يتستر بالقناع الفكري؟
ان روايات السيف التي وردت بهذا الخصوص, ربما يأخذ منها بعض الناس صورة أخرى, صورة تقول أن الإمام عليه السلام هو رجل سيف, وانه رجل مغرم بالدماء, وجاء ليريق الدماء بلا حساب وهذه نظرة‌ خاطئة, فالقصد من ذكر السيف هنا هو التحذير لمن ناوأ, ووقف ضد المشروع المهدوي الذي هو المشروع العدل للعالم كله. فيراه اليهود والنصارى فيقتنعون به ويستجيبون لدعوة الإمام عليه السلام وهذا لا يتنافى مع ظهور الإسلام, لان الإسلام سوف يكون هو الحاكم, سوف يكون هو الظاهر في كل ارجاء الدنيا, والآخرون ينضوون تحت لوائه.
ان البعض يريد ان يفسر آية الظهور وفق هواه ويقول الظهور هو ظهور الحجة والمنطق, لا الظهور المادي, وبذلك ينفي حكومة‌ الإمام عليه السلام وسلطان الإمام عليه السلام على العالم, ونحن نقول له لا, فإن المقصود ليس هو ظهور الحجة والمنطق؟ فانه أمر لا يحتاج إلى وعد, باعتبار ان الإسلام أول ما قام كان ظاهراً بحجته ومنطقه, فلا يحتاج ان يعد به الله فالوعد يتضمن شيئاً مستقبليا, والظهور سوف يكون ظهوراً مادياً للإمام عليه السلام وظهوراً لفكره. وهذا يعني قيام الدولة المهدوية دولة قوية‌ فكريا ‌ومحكمة أيضاً ماديا وعسكرياً‌ وسياسياً, وسيكون الكل منضوين تحت لواء هذه الدولة‌, وانه في المرحلة اللاحقة سوف يقتنع الكثير منهم فيدخلون في دين الله أفواجاً ومن يعاند الإمام عليه السلام فإن الإمام عليه السلام سوف يتعامل معه بمنزلة التعامل مع ‌الجراثيم التي قد تنخر جسد الأمة وتعيق مشروع العدل الذي يريد تطبيقه بأمر الله تعالى في العالم.
==================
صحيفة صدى المهدي عليه السلام العدد14

السيد محمد الشوكي

شاهد أيضاً

جماعة ابن كاطع وشعاراتهم المزعومة/ الحلقة الأولى

الشيخ أبو خالد الجابري السماويمن شعاراتهم (النجمة السداسية)، و(البيعة لله)، و(الرجوع للقرآن الكريم)، أي حسبنا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *