وجه زعيم حركة “أنصار الله” اليمنية السيد “عبد الملك بدر الحوثي” رسالة الى اللجان الشعبية والثورية يؤكد فيها الدفاع عن الشعبي اليمني وقطع الأيادي الإجرامية، مشددا على مكافحة الفساد وتحقيق الأمن وفرض الشراكة من أجل اسقاط الاستبداد السياسي في البلاد.
أكد زعيم حركة “أنصار الله” اليمنية السيد عبدالملك بدر الحوثي في رسالة الى اللجان الشعبية والثورية ان “مهمتكم الدفاع عن الشعب من كل الأيادي الإجرامية”، موضحاً ان “الشعب اليمني العظيم يصرّ على استمرارية الثورة في مساراتها الثلاث وهي مكافحة الفساد وتحقيق الأمن وفرض الشراكة من اجل اسقاط الاستبداد السياسي، مشدداً على انه “لا يمكن ان يسمح الشعب اليمني بالالتفاف على نصوص اتفاق السلم والشراكة ولو اضطر الى اتخاذ خطوات حازمة وصارمة”، محذراً من المندسين والسيئين الذين يحاولون تشويه الثورة.
وفي نص الرسالة بارك للجان الشعبية والثورية “قدوم شهر ربيع الأول الذي يحمل ذكرى مباركة وهي ذكرى مولد رسول الله محمد خاتم النبيين وسيد المرسلين ورحمة للعالمين بشيراً ونذيراً وداعياً الى الله بإذنه وسراجاً منيراً، لانفاذ البشرية من الطاغوت والظلم والهوان والضلال والخسران، واخراج الناس من الظلمات الى النور، وتحرير الأنسان من ذل العبودية الى عز العبودية لرب العباد، ولاقامة العدل ونشر الخير ودفع الشر ومواجهة الفساد”.
وأضاف “ولكن بفضل الله وبتوفيقه فقد استفاقت الأمة وأدركت خطورة الوضع الذي هي فيه، وبدا الاحرار والشرفاء والغيورون على دينهم وأمتهم التحرك الفاعل الكبير كما هو الحال في ثورة شعبنا اليمني العظيم الذي يسعى للخلاص من الظلم، وازاحة الفساد والفاسدين ومواجهة المجرمين واحقاق الحق واقامة العدل، وانطلاقاً من مبادئه وقيمه وأخلاقه واحساساً بالمسؤولية كما هو ايضاً احساس بالمعاناة والمظلومية والحرمان”.
وخاطب اللجان الشعبية بالقول “انتم في اللجان الشعبية لشعبنا اليمني العظيم يده الضاربة والقوية مهمتكم الأساسية هي العمل بكل ما تستطيعون لإنجاح ثورته وتحقيق اهدافه والدفاع عنه من كل الأيادي الإجرامية التي يعتمد عليها الخارج لاستهدافه، وان تبذلوا الجهد لتحقيق الامن والاستقرار والحفاظ على حياة الناس وممتلكاتهم ومقدرات ومؤسسات وامكانات الدولة التي هي ملك للشعب اليمني وليست ملكاً للفاسدين ولا للعابثين ولا للمجرمين الظالمين”.
وخلص الى القول “مهمتكم الرئيسية الحفاظ على شعبنا اليمني العظيم وحماية ثورته وترسيخ دعائم الأمن والاستقرار ومواجهة الأشرار المستهدفين للشعب وللثورة من المستبدين والفاسدين والمجرمين”.
وتابع السيد الحوثي “الآن فإن شعبنا اليمني العظيم يصر على استمرارية الثورة في مساراتها الثلاث: الأول وهو مكافحة الفساد للحفاظ على أموال وثروات الشعب واصلاح الاقتصاد المدمر والمستنزف من جانب الفاسدين الذين اتفقوا مع الخارج على نهب ثروات البلد وتدمير اقتصاده وتجويع شعبه، والثاني: العمل على تحقيق الأمن والاستقرار من خلال مواجهة الأشرار والمجرمين الذين يرتكبون أبشع الجرائم بحق شعبنا اليمني ويستهدفون المواطنين والجيش والامن والمصالح العامة للشعب، ومن خلال التعاون مع الشرفاء والأحرار في الجيش والامن على تطهير المؤسسة العسكرية والأمنية من المندسين والمخترقين لها من اذيال علي محسن وعملاء الخارج، والسعي لتقوية المؤسسة العسكرية والأمنية ودعمها لاستعادة دورها المهم والقيام بمسؤولياتها الأساسية في الدفاع عن الشعب وحماية البلد وتخليصها من الوضعية لسابقة التي كانت فيها بعيدة عن الشعب وخاضعه لولاءات شخصية وحزبية”.
وحول المسار الثاني أيضاً، قال السيد الحوثي “لقد آن الاوان وحان الوقت لان يكون الجيش دائماً مع الشعب وقد أثبت جيشنا اليمني ذلك في موقفه المشرف والمتميز لصالح ثورة الشعب ومطالبه، وكان الشرفاء والاحرار من أبناء الجيش والامن جنباً الى جنب مع بقية المواطنين في الساحات والمظاهرات إضافة الى الموقف المشرف والعزيز للجيش في رفضه ان يتدنس بجريمة العدوان على أبناء شعبه في المظاهرات والاعتصامات ووضوح موقفه في يوم 21 سبتمبر في وقوفه الى جانب الشعب والثورة، وبهذا التعاون وبهذه الروحية وبهذا الوعي تحققت انجازات مهمة، لذلك يجب ان يبقى هذا التعاون المشترك لاستكمال بقية الانجازات الى حين خروج الشعب الى بر الامان وتجاوز مرحلة الخطر”.
وعن المسار الثالث، قال زعيم حركة “انصار الله” اليمنية “هو فرض الشراكة من أجل اسقاط الاستبداد السياسي وانقاذ مؤسسات الدولة من انفراد قوى النفوذ بها والتي تستغلها اسوأ استغلال لصالح اطماعها ورغباتها بعيداً عن خدمة الشعب وبناء البلد، حتى تحولت الوظيفة العامة الى مغنمٍ لتلك القوى بعيداً عن الكفاءة والنزاهة والمسؤولية”.
وأضاف “لقد تضمّن اتفاق السلم والشراكة الذي وقعته القوى السياسية واعترف به العالم نصوصاً مهمة على المستوى السياسي، حيث انه يفرض الشراكة ويهيئ لبناء دولةٍ حقيقيةٍ لليمنيين كل اليمنيين وليس لصالح حزبٍ او جماعةٍ على حساب كل الشعب، ونصوصاً مهمة على المستوى الاقتصادي، ولكن البعض من بقايا الفاسدين وحماة الفساد يحاولون الالتفاف على تلك النصوص وما تضمنته من استحقاقات مهمة وهذا لا يمكن ان يسمح به شعبنا اليمني ولو اضطر الى اتخاذ خطواتٍ حازمة وصارمة وآخر الدواء الكي والاعتماد على الله نعم المولى ونعم النصير، وقد تحرك شعبنا اليمني العظيم من بداية ثورته على هذا الأساس كل رهانه واعتماده على الله القوي العزيز”.
وفي ختام رسالة السيد الحوثي للجان الشعبية والثورية، ركّز على عدد من النقاط المهمة والأساسية للاستفادة منها، مؤكداً على ضرورة الحفاظ “على اخلاق ثورتنا المباركة في تعاملكم مع الناس فانتم تبذلون جهداً كبيراً للحفاظ على الامن ولكن احذروا المندسين والسيئين الذين يحاولون التشويه للثورة ولجانها الشعبية، من خلال سوء التعامل مع الناس او الاعتداء على بيوت او ممتلكات الأبرياء او ترويع اطفال ونساء الى غير ذلك من التصرفات السيئة التي هي بعيدة عن اخلاق شعبنا المسلم”، محذراً من “اولئك السيئين فلا تسمحوا لهم بتحقيق اهداف اعداء الشعب والثورة، ..، وفي نفس الوقت كونوا حذرين من قوى الاجرام والعدوان ومن دون تهور او اضرار بالأبرياء، واحذروا كذلك من الذين يحاولون ان يندسوا بينكم للاستقواء بكم والانتقام من خلالكم من آخرين في تصفية حسابات شخصية او اغراضٍ خارجة عن الثورة واهدافها فلا تسمحوا بذلك ولا تنخدعوا لهم ابداً وكونوا متثبتين ومنتبهين تجاه اي اجراءات او تصرفات”.
وشدد على ان يكونوا منظمين بشكل افضل “بما يجعلكم جاهزين لأي احتمالات او مواقف اكبر واحذروا العشوائية والفوضى فهي مدخل وثغرة للمستغلين والمخربين”.
وتابع “لا تتدخلوا في قضايا الناس بشكلٍ عشوائي واتركوا للجان الاجتماعية ان تعمل على حل مشاكل الناس بالتراضي والود .. ولكم ان تعملوا على منع الاقتتال والتظالم في مناطق انتشاركم دون الفصل في القضايا الا من ذوي المعرفة والفهم بأمور الشرع والعرف بالتراضي والا فألى القضاء كما سبق وبمراعاة اخلاق الاسلام في التعامل مع الناس فلا ينبغي ابداً اقتحام البيوت او الاستدعاء ليلاً او نحو ذلك من التصرفات المسيئة للأخلاق والقيم”.
وفيما يخص الجانب الأمني، قال السيد الحوثي “يجب مراعاة حرمة البيوت وحرمة الممتلكات وأما البيوت التي هي أوكار لخلايا اجرامية او تستخدم للاعتداء منها باطلاق النار على الناس مع التأكد من ذلك فيجب العمل بقدر الجهد على التعامل معها بحكمة بما يحفظ حياة الاطفال والنساء ان كان فيها احداً منهم”.
وأضاف “اعملوا على التعاون فيما بينكم وبين الجيش والأمن وان يكون الاخاء والتفاهم والتعاون قائماً فيما بينكم وبينهم”.
المصدر:العهد