انتقد ممثل المرجعية الدينية العليا في كربلاء المقدسة «السيد أحمد الصافي» الاستعدادات الحكومية لزيارة أربعينة الامام الحسين (عليه السلام) التي صادفت السبت الماضي وشدد على “ضرورة تشكيل هيئة ادارية لتنظيم الزيارات للعتبات الدينية”.
موعود : دعت المرجعية الدينية العليا في العراق جميع الفرقاء السياسيين الى حل الاشكالات في تشريع قانون الموازنة المالية لعام 2015، وشددت على “ضرورة تشكيل هيئة ادارية لتنظيم الزيارات للعتبات الدينية”.
وقال ممثل المرجعية في كربلاء المقدسة «السيد أحمد الصافي» في خطبة الجمعة التي القاها من داخل الصحن الحسيني الشريف أن “ما يتعلق بالوضع الاقتصادي في البلد الذي سبق وان اشرنا اليه فيعلم الجميع ان الموازنة من العوامل الاساسية لتنشيط جميع دوائر البلد والمؤسسات الرسمية وغير الرسمية، وكلما يتأخر البت في اقرار هذه الموازنة كلما ستبقى المشاكل وقد تفتح مشاكل اخرى”.
وأضاف ان “المشكلة في العراق انه يعتمد اعتمادا كليا في تثبيت الموازنة على صعود او انخفاض اسعار النفط وفي هذه المرحلة تبدأ بالتناقص ما يتسبب بقلة الموارد المالية، وعندما توضع لابد من وجود مبنى اقتصادي وليس على أمور ارتجالية”.
وشدد الصافي على “وقوف جميع الساسة لحل هذا الاشكال ولابد من ان تكون هناك نظرة واحدة في ضغط النفقات والاقتصار على البنود الضرورية مع عدم المساس بحاجات الناس، فيما يمكن تأجيل بعض الامور لحين تحسن الوضع وعلى جميع الفرقاء التنازل للبعض الاخر لمصلحة البلاد”.
وتابع “كما لابد من تفتيش موارد مالية اخرى، ولكن هذه تحتاج الى قرار وجرأة وانسجام واتفاق، والتفتيش عن موارد مالية اخرى حتى نحتاط من مشاكل قد نمر بها من ازمة الطاقة والنفط التي تخضع للعرض والطلب ولابد من ان نكون دقيقيين في رسم السياسة المالية للبلد”.
وانتقد ممثل المرجعية الدينية الاستعدادات الحكومية لزيارة أربعينة الامام الحسين (عليه السلام) التي صادفت السبت الماضي.
وقال السيد الصافي ان “هذه الزيارة بالاعداد التي وصلت الى مليونية لا نستطيع ان نحصر العدد بالدقة على نحو الجزم ولكن وزير الدفاع في زيارته الى كربلاء وقبل يومين من موعد الزيارة ذكر ان العدد وصل الى 17 مليون زائر ونحن نعتمد الحد الادني هو 16 مليونا ولكن هل من المعقول ان تمر هذه الحشود المليونية في كل عام بدون ان نوجد حلولا جذرية للمعاناة التي تتكرر؟!”.
وأضاف انه “ليس من المعقول ان يترك هذا الطوفان البشري بهذه الطريقة رغم شكرنا للجهود المبذولة، ولكن نتحدث عن هذه المليونية وكيفية مواجهة هذا العدد، فبعد 10 سنوات نمر بنفس المشكلة ونجد الحلول الجذرية والاستعدادات متواضعة، ولاشك ان هذه التظاهرة لو كان ربعها في بلد اخر لوجدنا الاستعدادات اكثر من 10 اضعاف مما موجود”.
وأشار ممثل المرجعية الدينية العليا الى ان “الناس الوافدين لا يتحملون المسؤولية بل قدموا اكثر من اللازم، ففي عام 2003 بداية التغيير كانت في بداية صفر وفوجئ العالم بالزحف الميوني انذاك، ثم بدأت الناس تتحدث عن العام المقبل وبدا العدد يزداد وصولا لهذا العام والمراقب يرى ما هي هذه الاستعدادات الجدية، أليس علينا ان نراقب الطرقات عبر الجو ولماذا الحكومة الاتحادية لا تشتري طائرات صغيرة تراقب الحدث وما يحصل على الارض؟”.
وأشار الى ان “رجل الامن عليه الشد العصبي مما يجعله ان يخرج عن طوره احيانا، وكذلك طريقة المفارز الطبية، فأين الاستعدادات؟ ومن غير المنطقي ان نرفع اليد عن هذه التظاهرة التي ليس لها مثيل في العالم، والتي لا نجد مثلها الا في موسم الحج، وهي اقل بكثير عن الزيارة الاربعينية”، لافتا الى ان “هذا الحدث ليس خاصا بالشيعة فقط وانما نتحدث عن خدمات في عموم محافظات العراق”.
وأكد الصافي ان “العتبات الدينية تعاني من قلة الدعم المالي”، متسائلا “هل من الصعب على مجلس النواب تشريع هيئة للزيارة المليونية، ولماذا لا تنفذ، فهناك قصور وتحتاج الامور الى تنظيم، ولا يكفي ان نقول ان الزيارة انتهت وانما علينا العمل من الان على تنظيم الزيارات المقبلة”.
وتابع ان “الطوفان البشري في هذه الزيارة كان خارجا عن السيطرة والمألوف وقد تكون هناك أعداد اكثر بالاعوام المقبلة وعلى الدولة ان تكون لها استعدادات حقيقية وصلاحية مالية وادارية فاننا نحتاج الى طرق حديثة وسريعة ونقل بشكل جدي واستعدادات صحية وبقية الخدمات التي يحتاجها الزائرون”.