داعش التكفيري استولى على مدينة الموصل بعد تعاون بعض الاهالي، وكان يحابي من خلال مناصرته لهم، وأنه أتى لانقاذ سكان المدينة، حتى اذا استقرت قواته أخذ يفرض اجراءات مشددة على المواطنيين، تقيد حركاتهم وتسلب حرياتهم مما جعل الناس يستاؤون من هذه الحالة .
l,u,n : نقل موقع “القدس العربي” عن سكان مدينة الموصل في شمال العراق بان تنظيم داعش التكفيري فرض على سكان الموصل قانونا يمنعهم من مغادرة المدينة إلا بأمر من المحكمة الشرعية، فعند مرورك بمقار المحكمة المنتشرة في المدينة، تجد مئات الناس يقفون في طوابير انتظارا لأخذهم موافقة المحكمة للسفر إلى خارج المدينة.
ونقل القدس العربي عن سلام حميد كان يقف قرب المحكمة الشرعية ضمن طابور طويل، قوله في حديث خاص إنه قرر السفر إلى مدينة كركوك وهي مجاورة للموصل لقضاء بعض المعاملات هناك، لكنه وصل إلى بوابة الخروج من المدينة ومنعه مسلحو التنظيم من المغادرة.
أضاف ” طلبوا مني كتاب إذن الخروج صادرا من المحكمة الشرعية، لكني لم أكن أمتلكه فلم يسمحوا لي بالمغادرة ” .
وذكر سلام وهو طالب ماجستير في كلية الهندسة، أنه عاد إلى مركز المدينة متوجها إلى المحكمة الشرعية، ويقول إنه لم يكن قد سمع بتلك الاجراءات من قبل، مؤكدا أنه وقف لأكثر من أربع ساعات من أجل الحصول على الإذن.
ويشير عدد من الذين ذهبوا إلى المحكمة الشرعية من أجل الحصول على كتاب الخروج من الموصل، أن عليهم أخذ السائق الذي سيذهب بهم إلى خارج المدينة، حيث يتكفل السائق بعودة المسافرين معه إلى الموصل خلال أيام معدودة، حيث قال سعد الجبوري وهو سائق سيارة أجرة على طريق الموصل وكركوك، “أذهب كل يوم ومعي ركابي إلى المحكمة أدخل معهم حيث أتكفل بعودتهم إلى المدينة وعدم البقاء خارجها لفترة طويلة”.
وأضاف “يقومون بأخذ اسماء وهويات جميع الركاب بالاضافة إلى هويتي وأقوم بتوقيع على تعهد، حيث أن هناك استمارة تملأ فيها اسماء المسافرين ويقوم وكيل الشرطة الإسلامية بالختم عليها”.
فيما يؤكد ثامر خالد وهو تاجر أنه وقف ساعات طويلة في انتظار دوره لكي يملأ استمارة المغادرة، ويقول “أخذوا هويتي وقاموا بإدخال أسمي في الحاسبة من أجل التأكد من وجوده في قائمة المطلوبين من عدمه”، وأبدى ثامر تذمره من هذه الإجراءات التعسفية والتي يراد منها التضييق على الناس وإجبارهم على البقاء في المدينة .
ويذكر ثامر أنه سأل أحد المسلحين في المحكمة عن سبب تلك الاجراءات، مؤكدأ أنه قال له إن هناك عددا من الشباب يقومون بالالتحاق بمراكز التطوع خارج الموصل لقتال التنظيم، وإن هذه الاجراءات سوف تحد من ذلك.
ويتابع “هذه الاجراءات لا تتم داخل بناية المحكمة الشرعية بل في الساحة الخارجية لها، وهذا أمر مؤذ لنا عموما ولكبار السن خصوصا، فنحن نتعرض لساعات طويلة لحرارة الشمس، وأحيانا إلى الامطار مع بداية الشتاء في المدينة”.
وأضاف “يحدث أحيانا فوضى بسبب الزحام، فيقوم المسلحون بالصراخ علينا “.
ويؤكد الكثير من الذين التقينا بهم أن تنظيم داعش يقوم بتسجيل الأمتعة التي يريد المسافر أخذها معه، حيث يقول عبد الرحمن حسن “أكملت كل إجراءات المحكمة وذهبت إلى إحدى بوابات المدينة للخروج منها، حيث طلبوا منا إذن المحكمة الشرعية وتم تفتيشنا، حيث قالوا لنا إنه لا يمكن ان نأخذ معنا سوى الأمتعة المسجلة في الاستمارة المختومة من قبل المحكمة”.
وأشار إلى أنه واجه الكثير من نقاط التفتيش بين الموصل وكركوك، و أن مسلحي تنظيم داعش كانوا يطلبون كتاب المحكمة عند كل حاجز.