انطلقت أعمال المؤتمر الدولي تحت عنوان خطر التيارات التكفيرية من وجهة نظر علماء الإسلام في مدينة قم المقدسة، ويشارك في المؤتمر الذي يدوم لمدة يومين أكثر من ألف عالم ومفكر من مختلف بلدان العالم.
موعود : انطلقت أعمال المؤتمر الدولي تحت شعار خطر التيارات التكفيرية من وجهة نظر علماء الإسلام في مدينة قم المقدسة، ويشارك في المؤتمر الذي يدوم لمدة يومين أكثر من ألف عالم ومفكر من مختلف بلدان العالم.
وشدد آية الله ناصر مكارم شيرازي في كلمة له في افتتاح اعمال المؤتمر على ضرورة أن “نوضح للشباب بأن التكفيريين بعيدون عن الإسلام كل البعد”، وأشار إلى أن الإسلام دين الرأفة والمحبة والتعايش مع جميع الفرق المتسالمة، واكد أن ما ترتكبه الجماعات التكفيرية من جرائم لا علاقة لها بالإسلام.
وأعلن آية الله شيرازي أن المؤتمر يتبادل الأفكار حول خطر التطرف والتكفير ويحترم مقدسات جميع المذاهب الإسلامية ويبتعد عن القضايا السياسية المتخالفة ولا يطرح اي نقاش حول المسائل المذهبية الخلافية، وأشار إلى ان المؤتمر يسعى لتخفيف المعاناة من مخاطر الجماعات التكفيرية حول العالم.
ولفت إلى أن تصرفات الجماعات التكفيرية سمحت للأعداء بأن يصفوا الإسلام بأنه دين العنف والبربرية، وأكد أن الحل العسكري وحده لن يكفي لمواجهة الجماعات التكفيرية، وقال إن “الاستبداد بالرأي أحد الأسباب الرئيسية لتصرفات الجماعات التكفيرية مشيدا بالفتاوى التي أصدرها مفتي السعودية ضد الاعتداءات في الاحساء والإرهاب”.
وتابع “أن التكفيريين مستبدون برأيهم ويحتكرون لأنفسهم فهم القرأن والسنة ويعتبرون سواهم كفارا حربيين ويبيحون دماءهم واموالهم”، مؤكدا ان الجرائم التي ترتكبها الجماعات التكفيرية باسم الدين تشوه صورة الإسلام، وشد على وجوب البحث عن الحلول الكفيلة لقلع جذور الافكار المتطرفة بين المسلمين، وليس الإكتفاء فقط بذكر المشاكل فحسب.
واضاف “التكفيريون تمسكوا بآيات معينة وفسروها على طريقتهم وبرروا من خلال ذلك تكفيرهم المسلمين جميعا”، واكد على أنه “يجب القضاء على الجذور الفكرية للتكفير وقلعها من أذهان الشباب الغافلين”، واقترح آية الله مكارم شيرازي تشكيل امانة دائمة للمؤتمر تكون مهمتها التصدي الفكري والثقافي للتيارات التكفيرية.
وفي كلمة لأمين مجلس صيانة الدستور في إيران آية الله الشيخ احمد جنتي قال فيه : انه علينا القيام بعمل ثقافي لمنع التكفيريين من ارتكاب جرائهمهم مضيفا انه على كل المسلمين التصدي للتيارات التكفيرية والإرهابية.
وفي كلمة القاها وزير خارجية العراق ابراهيم الجعفري تسائل قائلا : لماذا لا يتوجه مقاتلوا داعش والقوى التكفيرية لتحرير القدس المحتله وفلسطين موضحا بأن الارهاب لا دين له .
وقال رئيس المجلس السياسي في حزب الله السيد إبراهيم أمين السيد في كلمة له في المؤتمر ان التكفيريين يريدون ازالة كافة المساحات المشتركة بين المسلمين .
واضاف “امين السيد” ان التكفيريين يحققون أهداف أعداء الأمة الإسلامية ويحاولون إدخالها في صراعات لا تنتهي مؤكدا ان مسؤولية مواجهة التكفيريين تقع على عاتق الجميع.
ویحظی انعقاد هذا المؤتمر بأهمیة کبری حیث ینتظر ان یضطلع بمعالجة أخطر معضلة تواجه العالم الاسلامي، کما ان من اهدافه تعیین دار للافتاء، یجمع بین أهم المراکز الدینیة المتمثلة بالأزهر الشریف وحوزة النجف الأشرف وقم المقدسة.
ویقول القائمون علی الملتقی الدولي، ان فكرة تنظیم هذا الاجتماع العالمي، بدات قبل 3 اعوام واتباعا للرؤیة الشاملة التي یحملها مراجع الدین الکبار فی قم المقدسة تجاه قضایا العالم الاسلامي، وذلك نظرا لشدة التحدیات التي يواجهها العالم الاسلامي الذي يشهد العملیات الإرهابیة التكفیریة ضد المسلمین الشیعة والسنة، مؤكدين ان “الامر المثیر للاهتمام في هذا الملتقی هو مشارکة واسعة من قبل کبار العلماء المسلمین الذین یمثلون 86 دولة فی العالم”، مشددين ان الهدف الرئیس من عقد هذا الملتقى الاسلامي العالمي هو الترکیز علی ان ظاهرة التكفیر لا تمتّ للاسلام بصلة ابدا، وانما هي قراءة خاطئة عن الدین الاسلامي وشریعته السمحاء.
وسیبحث الملتقی قضایا التطرف والتكفیر في 4 محاور رئیسة وهي، دراسة جذور الفکر التکفیري والجماعات المتطرفة، التعرف علی الاسس العقائدیة لدی التكفیریین، العلاقة بین السیاسة والجماعات التکفیریة، ودراسة السبل الکفیلة بالتخلص من ظاهرة التكفیر وآلیات التصدي للمجموعات التكفیریة.