الإمام علي (ع) أعظم من أن تناله أقلام الشعراء والأدباء وأرفع شأنا وأكبر قدرا من أن تحدّه أوراق محدودة أو أسطر معدودة لأن الامام علي (ع) من بيت النبوة وموضع الرسالة ومهبط الوحي ومختلف الملائكة ومعدن الرحمة وخزان العلم ومنتهى الحلم وأصول الكرم وقادة الأمم وأولياء النعم وساسة العباد وأركان البلاد وأبواب الايمان وأمناء الرحمن .. ولكن نأخذ قبس من نور وغيظ من فيض .. تذكرة للمؤمنين واعلاما للناس أجمعين ..
الإمام علي (ع) أعظم من أن تناله أقلام الشعراء والأدباء وأرفع شأنا وأكبر قدرا من أن تحدّه أوراق محدودة أو أسطر معدودة لأن الامام علي (ع) من بيت النبوة وموضع الرسالة ومهبط الوحي ومختلف الملائكة ومعدن الرحمة وخزان العلم ومنتهى الحلم وأصول الكرم وقادة الأمم وأولياء النعم وساسة العباد وأركان البلاد وأبواب الايمان وأمناء الرحمن .. ولكن نأخذ قبس من نور وغيظ من فيض .. تذكرة للمؤمنين واعلاما للناس أجمعين ..
,عيد الولاية عيد الشموخ والإباء عيد الولاية والخلافة .. عيد النور الأغر والبدر الأزهر
.. لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) والأمة الإسلامية جمعاء .
قال تعالى ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون . ومن يتولّ الله ورسوله والذين آمنوا فان حزب الله هم الغالبون ) . وأكّد رسول الله (ص) على خلافة أمير المؤمنين وولايته في عدة مواقف ويوم الغدير في خطبة الوداع حيث أشار عليه الجليل جل وعلا بكتابه الكريم ( يا أيها الرسول بلّغ ما أنزل إليك من ربك فان لم تفعل فما بلّغت رسالته والله يعصمك من الناس ) .فكان البلاغ والتبليغ بتفسير كل المفسرين والعلماء عن أئمتنا (عليهم السلام) هو تنصيب الإمام علي (ع) خليفة للمسلمين بأمر من الله سبحانه وتعالى . فقام رسول الله (ص) فيهم خطيبا فقال ( أيها الناس من كنت أنا نبيه فهذا علي أميره .. ومن كنت مولاه فعلي مولاه . اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله.)
.. بعد ذلك أمر رسول الله (ص) المسلمين ببناء خيمة وأقام فيها علي (ع)وأمر المسلمين بتهنئته على الخلافة وأول من تقدم بتهنئته
هم الشيخين أبوبكر وعمر فقالا له بخ بخ لك يابن أبي طالب لقد أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة .. ثم هنّأه المسلمين جميعا بهذه الخلافة الميمونة المباركة ..
فحقّت كلمة الله صدقا وعدلا حيث قال تعالى ( الله أعلم حيث يجعل رسالته) وقال أيضا ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا ) . ولاية أمير المؤمنين علي (ع) هي نعمة الله الذي يحاسبنا عليها وعلى الالتزام بها . كما قال تعالى ( ثم لتسئلنّ يومئذ عن النعيم ) وفسر الامام الصادق (ع) النعيم : هي ولايتنا أهل البيت ..
ان ولاية أمير المؤمنين (ع) تعني أشياء كثيرة ومفاهيم متنوعة ونذكر منها :
1- مفهوم الانتماء : مسئولية كبيرة لأنها نابعة من العقيدة وأصول العقيدة الاسلامية والتوحيد الالهي الذي أراد للأمة الاسلامية أن تكون أمة واحدة متحدة ومتكاتفة في السراء والضراء .. أمام العدو والصديق كما قال رسول الله (ص) ان مثل أهل بيتي فيكم مثل النجوم أمانا للأرض من الغرق وأهل بيتي أمانا لكم من الاختلاف فاذا اختلفت فرقة صارت من حزب الشيطان ألا وان حزب الشيطان هم الخاسرون ..
2- مسألة أخلاق وسلوك وسيرة وتعامل : عندما نلتزم الولاية ينبغي علينا ان نلتزم العمل الصالح والكلام الطيب والسيرة الحسنة الطيبة , كما خاطب الامام الصادق (ع) شيعته بقوله ( كونوا لنا دعاة صامتين . كونوا زينا لنا ولا تكونوا شينا علينا ) وقال (ع) ايضا ( عليكم بأداء الأمانة للبر والفاجر وصدق الحديث وحسن الجوار وزيارة المريض وتشييع الجنازة وصلّوا في جموع المسلمين . ليقولوا هكذا أدّب جعفر الصادق شيعته فيسرّني ذلك ) ..
3- مسألة انصهار وذوبان في الله : لأن مسألة الولاية هي مسألة روحية أيضا لأننا عندما نتعلق بالولاية وصاحب الولاية نتعلّق بالله سبحانه لنطيعه ونعبده ونقدسه ونهلله في الليل والنهار لنعمّق ايماننا بالله ورسوله وأهل بيته الطاهرين . ونلتزم خطهم القويم ونهجهم السليم . لأن الايمان القوي الفاعل يعطي المناعة القوية للمؤمن ويحصنه بقلاع الهدى والتقى والحياء والعفة من الذنوب والمعاصي وكل ما يخالف الشريعة الاسلامية .. هذا من جهة ومن الجهة الأخرى يؤثر الايمان الخالص على صاحبه باتجاه الخطوط المستقيمة الهادية المهدية ليجعله مؤثرا على الآخرين بهدايتهم واقتدائهم بالمثل الأعلى الذي يضمن لهم سلامة السيرة وحسن السلوك ..
4- ان مفهوم الولاية والالتزام بالولاية يلزمنا بالعلم والمعرفة : لان العلم قيمة كبيرة كما قال تعالى ( وعلّم آدم الأسماء كلها) وهذا دليل كبير على أهمية العلم ومقامه الشامخ . لأن الامام علي (ع) تأهّل للخلافة والولاية بواسطة العلم كما قال رسول الله (ص) أنا مدينة العلم وعلي بابها فعلي (ع) باب مدينة علم رسول الله وحكمته – فمن أراد المدينة يدخلها من بابها . وهكذا لو استقرأنا حياة الأنبياء والرسل والأوصياء لوجدناها حافلة بالعلم والمعرفة والحكمة والحلم والرحمة في قلوبهم لكل البشر . والاّ لما استطاع الأنبياء والرسل هداية البشرية على طول هذا الامتداد التاريخي . وان كان خلّد التاريخ الكثير من العلماء الذين خدموا البشرية ومنهم سقراط وأفلاطون (صاحب نظرية المدينة الفاضلة) الذي يعتبر سعادة المجتمع في حكم العالم الأعلم والأفضل والأنظف الذي يحكم على أساس العلم والقانون والحكمة لا على أساس التخبط والجهل كما يفعله الكثير من الحكام في زماننا هذا !!
5- الاعتدال والاقتصاد في كل شيء سواء في الطعام والشراب : كما قال تعالى ( كلوا واشربوا ولا تسرفوا ان الله لا يحب المسرفين ) وقال علي (ع) من جعل همه في بطنه قيمته ما يخرج منها . يريد لنا ان لا نجعل همنا في الطعام والشراب كالبهيمة المربوطة وانما يكون همنا للاسلام والمسلمين كما قال( رسول الله (ص) من لم يهتم بأمور المسلمين فليس بمسلم) وهذا القول ينطبق على السائل والمسئول والرئيس والمحكوم وكان أول من طبق هذا القول هو علي (ع) صاحب الذكرى لأنه كات يبيت جائعا وكان يهتم بأمور المسلمين وغير المسلمين كان يعطي الجميع بالتساوي ويأخذ هو مثلهم لا يفرّق نفسه في العطاء والملبس والسكن عن الرعية بكل أطيافها ..
6- الشجاعة ينبغي على المسلمين أن يتصفوا بالشجاعة والبسالة والقول الثابت على الحق والعدل وأن لا يجعلوا لهم أصنام من البشر يقدسونهم ويعبدونهم ويجعلوا منهم ندّا لله سبحانه . نحن نلتزم ولاية أمير المؤمنين علينا أن نتحلى بالشجاعة المنقطعة بوجه الأعداء والمنافقين الذين يريدون تمزيق وحدة الأمة وتفريق شملهم وتشتيت كلمتهم ليجعلوا منهم طرائق قددا وأحزاب متخالفة ومتعارضة أحدهم يأكل الآخر أعاذنا الله من ذلك . . لقد ربّى أمير المؤمنين شيعته على الشجاعة والثبات على مبدأ الولاية عندما خاطب حجر بن عدي قال له : كيف بك اذا دعيت للبراءة مني .. فقال له حجر بن عدي : لا والله لا أتبرّأ منك ولو قتلت وأحرقت ألف مرة .. وبالفعل قتل حجر بن عدي وولده عدي ورشيد الهجري وميثم التمار وكثير من الشيعة المخلصين لله ولرسوله ولأمير المؤمنمين .. لقد أبلوا بلاءا حسنا واستشهدوا على مبدأ الولاية لأهل البيت عليهم السلام ..
7- القيادة ان مسألة القيادة في الاسلام المحمدي تأخذ بعدا واسعا وشاملا من حيث الأعلمية والطهارة والنقاء والصفاء والشجاعة كما أشرنا .. لأن الأعلمية في الدستور أو الشريعة يعني امكانية التطبيق الصحيح للنظرية واخراج العدالة والمساواة بين البشر للوجود بيضاء ناصعة .. لأن الأعلمية ينبغي أن تكون بمستوى الرسالة ومستوى التطبيق حتى لا يكون هناك انحراف في التطبيق او التشويه في الأحكام والبنود من الشريعة أو الدستور .. اضافة الى الطهارة والنقاء في نفس القائد والحاكم الاسلامي حتى لا تدنو منه الدناءة أو الخسة أو السرقة أو الطمع في أموال وثروات المسلمين وحقوقهم ليبقى الدستور هو الحاكم والنافذ على الجميع وتبقى حقوق الشعب مضمونة في كل الأحوال .
8- التزام مبدأ القرآن الكريم وتربية نفوسنا على القرآن ومفاهيم القرآن الخالدة ليكون خلقنا خلق القرآن وعلمنا من علوم القرآن وحكمتنا من حكمة القرآن .. وهكذا نلتزم قراءة القرآن وفهم القرآن وآيات القرآن الكريم لتكون نفوسنا كريمة بالقرآن مهتدية به هادية اليه كما التزمه أمير المؤمنين حتى صار هو القرآن الناطق بشهادة رسول الله (ص) حيث قال ( هذا القرآن الصامت وعلي القرآن الناطق) وقال أيضا (ص) (علي مع القرآن والقرآن مع علي يدور معه حيث ما دار) .
وفي الختام أدعو الله لي ولكم بالمغفرة والرحمة والشفاء من كل الأمراض وأن يجعلنا من شيعة أمير المؤمنين وأنصار الامام الحجة المنتظر (عجل الله فرجه الشريف) .. والحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله الطاهرين