حيدر حسين الاسدي
شيئاً فشيئاً تقترب الطف من ساعات الحسم، تلك المعركة التي كانت ليست متكافئة في الجانب المادي، استطاعت ان تقلب موازين المنطق وقياسات البشر، وتجعل الغالب مَغلوب والمقتول منتصر، والأغلبية مهزومة، والمقيد حاكم، نعم أنها كربلاء التي لم يعرف العالم مثيل لها ولن تتكرر حتى قيام الساعة.
تلك المدرسة العظيمة ما زالت تخرج طلابها، بتفوق وجدارة، وتقدمهم كل يوم كوكبة من السائرين على طريقها، لذا فأن التعايش مع هذه المأساة والذوبان في معانيها، يخلق أمة قوية متماسكة قادرة على أحداث التغيير المنشود والدولة العادلة .
القانون المحسوم في خط عاشوراء، يقول أن التيار الذي يتبنى منهاج مدرستها قولاً وفعلاً، لا بد أن يكتب له النجاح والتقدم رغم كثرة الأعداء ومؤامرات المتربصين، وأمثلة الزمن للمتطلعين كثيرة، فمن ثورة إيران الإسلامية، وصولاً الى تجربة حزب الله الجهادية، مروراً بالمقاومة الإسلامية ضد نظام البعث، وصولاً إلى المقاومة السياسية والسعي للتغيير المنشود، وتجاوز الأزمات السياسية والأمنية التي عاشها العراق في الفترة الماضية.
أن حفاظ تيار شهيد المحراب وقائده الحكيم، على ذلك النهج الحسيني الإسلامي القويم، رغم كل ما مر به، جعله يقدم في مرحلة زمنية سابقة تضحيات وخسائر، إلا انه ربح الكثير بعد أن تكشفت له الوجوه المنتفعة وبواطن سلوكيات متخفية، ليعبر المرحلة ويحقق الإعجاز وينتصر للمواطن ويؤسس لمسار صحيح ينتظر منه تقديم الأفضل وتحقيق الدولة العصرية العادلة.
لذا الساحة تتطلع الى مساندة الخط الحسيني الاسلامي المرجعي، والوقوف الى جانبه، وترك الحيادية السلبية والتعصب الحزبي، فالعراق وشعبه لا يمكنه تجاوز المرحلة الا بتطبيق المنهج القويم، ودعم مُسانديه، بعد أن أثبتت تجربة “داعش” أن الخطر الذي تعرضنا له يزول بالحفاظ على الخط الحسيني وتطبيق منهجها .