أكد قائد حركة أنصار الله اليمنية السيد عبد الملك الحوثي أن اليمن بحاجة إلى إرادة سياسية جادة للوقوف بوجه الأخطار الأمنية، مشيراً إلى أن هناك من يتآمر من خارج البلاد على الجنوب والشمال في اليمن.
موعود: وقال السيد عبد الملك الحوثي في كلمة له بمناسبة عيد الغدير الأغر إن هناك من يريد أن يبقى الشعب اليمني غير مستقر، مشيراً إلى وجود من يتآمر من خارج البلاد على الجنوب والشمال في اليمن.
وأوضح أن الظروف مهيئة لحل المشكلة الجنوبية في اليمن حلاً عادلاً، داعياً الجنوبيين إلى أن لا يثقوا بالخارج لحل القضية الجنوبية، مشيراً إلى أن “الخارج لا يتعاطى مع القضية الجنوبية في اليمن بصدق وعلى أساس مصلحة الجنوبيين”.
وقال: “نبارك لكم بهذه المناسبة التي يحتفل بها شعبنا اليمني اليوم في كثير من المناطق، هذه المناسبة التي حافظ شعبنا اليمني على إحيائها منذ مدة قديمة وعبر الأجيال كمناسبة دينية متميزة ذات أهمية كبيرة.
وقال: “شعبنا اليمني العظيم الذي تميّز بحفاظه الكبير على مبادئة، وقيمه، وأخلاقه، وارتباطه الحميم والوثيق والعزيز بالإسلام منهجاً، وبالإسلام مبادئاً، وقيماً، وأخلاقاً، وبرموز وأعلام الإسلام ابتداء بالرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله)”.
وأضاف : ” شعبنا اليمني العظيم الذي له خصوصية في علاقته الحميمية بالإمام علي عليه السلام، والذي اختاره الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) ليكون مبعوثه إلى اليمن لدعوة أهل اليمن الى الإسلام كمهمة خاصة – إختار النبي فيها تلميذه العظيم والمتميّز، وجندي الإسلام العظيم، هذا الرجل العظيم (الإمام علي عليه السلام) ليكون هو بالتحديد كمهمة إستثنائية – مبعوثه إلى اليمن إعزازاً لأهل اليمن، وأملاً في أهل اليمن، وإكراماً بأهل اليمن، وأملاً عظيماً في أهل اليمن – أن يكون لهم دورٌ متميزٌ وعظيمٌ في نصرة الإسلام، وإعلاء قيم الإسلام، والتمسك بالإسلام، وكان لخروج الإمام علي (عليه السلام) إلى اليمن، وإسلام أهل اليمن على يديه، وبجهوده برسالة النبي (صلوات الله عليه وعلى آله) التي بلّغها فيهم، وبما كان عليه هو (عليه السلام) من مؤهلات إيمانية، وأخلاقية، ومعرفية مؤثرة جسّد فيها قيم الإسلام على أرقى مستوى، فرأى اليمنيون آنذاك في الإمام علي (عليه السلام) في أخلاقه، في قيمه، في قدرته على التبليغ للرسالة الإلهية وهو يدعو إليها – مبعوثاً من النبي صلوات الله عليه وعلى آله، مبعوثاً من خاتم الأنبياء وسيد الرسل محمد بن عبدالله (صلوات الله عليه وعلى آله).
رأى أهل اليمن في الإمام علي (عليه السلام) قيم الإسلام، وأخلاق الإسلام، ومبادئ الإسلام، ورأوا فيه أيضاً وسمعوا منه معارف الإسلام نقية أصيلة – فكان أن عظُم ارتباطهم بالإسلام، وبالنبي، وبالقرآن، وبالإمام علي عليه السلام، وبقي هذا الإرتباط الوثيق والصادق بالإسلام رسالة ومنهجاً ونبياً، وبتلميذ الرسول الأكرم (الإمام علي عليه السلام) بقي ثابتاً وأصيلاً تتوارثه الأجيال في بلدنا اليمن جيلاً إثر جيل، لم تستطع أي عوامل، أو مؤثرات خارجية أو طارئة أن تُمحي من الوسط اليمني هذا الإرتباط المبدأي، والفكري، والثقافي، والقيمي، والأخلاقي بالإسلام العظيم، وبرموزه العظماء، وبالنبي الخاتم محمد(صلى الله عليه وآله وسلم). ولهذا كان لليمنيين دورٌ متميّز عبر التاريخ، وكان لهذا الإرتباط المبدأي، والثقافي، والفكري، والوجداني أثراً عظيماً وطيباً في نفوس أهل اليمن في أخلاقهم – في قيمهم – في ثباتهم على المبادئ، وكان له أثره الكبير في وفائهم لهذه المبادئ ولهذه القيم.
وقال: “نحتفل اليوم في كثير من المناطق في بلدنا اليمن – كما يحتفل البعض أيضاً في مناطق أخرى من العالم، ومن حقنا أن نحتفل بهذه المناسبة الدينية العزيزة علينا، والتي لها حالةٌ إستثنائية، ولها أيضاً موقعٌ عزيزٌ في مبادئنا، وقيمنا، وثقافتنا، وفكرنا، والآخرون الذين يشنّعون علينا، أو يعترضون، أو ينتقدون، أو يتحاملون، أو يستاءون..لا مبرر لهم أبداً”.
وأضاف : “نحن نلحظ أنه في الآونة الأخيرة – يتزامن مع هذه المناسبة إطلاق حملات دعائية ومشوّهة تعتمد إلى حد كبير على الأكاذيب والإفتراءات والتقوُّل علينا بما لا نقول، ولا نعتقد، ومحاولةً لتشويه هذه المناسبة العزيزة والمهمة. ومن العجيب أن كثيراً من الكتابات والمقالات تنطلق من بعض الكتّاب اليساريين أو الحداثيين الذين يعتبرون أنفسهم يتبنّون الديمقراطية، وحرية الكلمة، وحرية الرأي! ثم لا نرى هذه الحرية لديهم، ولا ديمقراطيتهم أمام مثل هذه المناسبات التي لا يطيقونها، ولا يتحمّلونها – بل يهاجمونها ويشنّعون، ويحرضون.. إلى غير ذلك! كذلك البعض الذين دائماً – بلجهة طائفية مقيتة – يحاولون التصدي لمثل هذه المناسبة، وهي مناسبة دينية مشروعة تستند إلى أصل ثابت، وتتحدث عن مناسبة عظيمة، عن مقام عظيم”.
وقال : “إنني أؤكد أننا نمد أيدينا لإخوتنا الجنوبيين لنكون إلى جانبهم، ونقف معهم بالعدل وللعدل لحل القضية الجنوبية التي هي قضية أساسية ورئيسية في البلد – لا يمكن تجاهلها، ولا تجاوزها، ولا تمييعها، والمتآمرون عليها كُثُر حتى من داخل الجنوب هناك من تآمر على القضية الجنوبية في الجنوب وفي الشمال – والآن هناك من يتآمر حتى من خارج البلاد”.
وقال: “وإنني أوجه دعوةً أخويةً ناصحةً صادقةً إلى الإخوة من القادة الجنوبيين المتواجدين في الخارج – حبذا لو أتيتم إلى بلدكم إلى صنعاء معززين، مكرمين، شامخين لمعالجة هذه القضية، ومناقشة هذه المشكلة، والوصول إلى الحل العادل في الإطار الداخلي وليس في الإطار الخارجي. أنا أعتقد اليوم أن الظروف مهيأة وأحسن من أي وقت مضى لحل المشكلة الجنوبية حلاً عادلاً – لأننا مستعدون كثورة شعبية أن نقف بكل ثقلنا مع إخوتنا في الجنوب، بكل إمكاناتنا، بكل رصيدنا الشعبي كثورة شعبية لحل مشكلتهم ومعاناتهم ومظلوميتهم”.
وقال: “وإنني أؤكد لهم من جديد أن لا يثقوا بالخارج تجاه القضية أبداً، الخارج لن يتعاطى أبداً على أساس مصلحتهم كجنوبيين، التعاطي الخارجي هو تعاط تآمري – هو يستهدف الجنوب ويستهدف فقط الإستغلال القذر بعد طول تعام وتجاهل وتآمر على القضية الجنوبية، هو يريد أن يستثمر القضية فحسب. ولذلك نحن معنيون في هذه المرحلة كشعب يمني، وكقوى، وكمكونات أن نبادر بدون تأخير إلى تنفيذ (إتفاق السلم والشراكة) وأن نبدأ جميعاً مع إخوتنا الجنوبيين خطوات متسارعة وجادة في معالجة وحل المشكلة الجنوبية حلاً عادلاً.
وأضاف ” : وأنا أقول: وأتمنى أن يكون هذا أيضاً هو ما يؤمن به الجميع أن العدل هو الذي ينبغي أن يكون هو الأساس في حل أي قضية وأي مشكلة – ما فوق العدل هو ظلم، وما دون العدل هو ظلم، وينبغي أن نرضى جميعاً بأن يكون العدل هو الأساس الذي نُعَوِّل عليه”. على المستوى الأمني نجد أن هناك خلل أولاً في الإرادة السياسية – ليس هناك إرادة سياسية جادة في التعاطي مع الإختلالات الأمنية، هناك غضٌ للطرف، هناك تسهيلات لتنفيذ الجرائم – تصوروا أنه كان هناك خبر لدى الأجهزة الأمنية ومعلومة واضحة لديهم أن هناك مخطط لعملية تفجير ومع ذلك تغاضوا، وسكتوا، وتجاهلوا، وتركوا الوضع الأمني مفلوتاً، وتعاطوا بلا مسئولية. هناك مشكلة في الإرادة السياسية في البلد للتعاطي الجاد مع الإختلالات الأمنية ومع الأخطار التي تستهدف في المقدمة الجيش، وتستهدف الأمن، وتستهدف كذلك منشآت الدولة. هناك غضٌ للطرف، وتساهل مقصود ونحن لا نقبل بأن يستمر هذا التساهل وهذا التعاطي اللامسئول – لأنه يُضِر بالبلد، ويضر بالدولة، ويؤثر على حاضر ومستقبل البلد، وواجبنا كقوى سياسية، ومكونات، وثورة شعبية أن نضغط لمعالجة هذه المشكلة حتى تنشأ إرادة سياسية جادة للوقوف ضد الإختلالات الأمنية والأخطار على المستوى الأمني، وأن نتعاون في هذا السبيل جميعاً حكومةً، وشعباً، دولةً – الجميع معنيون بهذا لأنه يستهدفهم.
أيضاً على المستوى الأمني نفسه هناك إختلالات أمنية أيضاً تساعد عليها حالة الإختراق الكبير للمؤسسة الأمنية والعسكرية – حالة إختراق مؤكد – في مفاصل مهمة في المؤسسة العسكرية والمؤسسة الأمنية، ونحن نأمل أن تجري عملية تطهير وتصحيح للمؤسسة العسكرية والأمنية حتى لا تبقى مخترقة من قبل تلك الفئات الإجرامية التي تعمل لمصلحة الخارج وتسعى إلى تدمير وضع البلد.. والله المستعان وهو حسبنا ونعم الوكيل – نعم المولى ونعم النصير!