نتیجة للهجمات الأمریکیة والبریطانیة

إرتفاع عدد الموالید المصابین بعیوب خلقیة حادة فی العراق
أکدت دراسة جدیدة ما ردده الاطباء العراقیون علی مدی العدید منذ سنوات، أی أن هناک وباء فعلی للعیوب الخلقیة النادرة، فی المدن التی تعرضت لقصف المدفعیة ونیران الأسلحة الصغیرة أثناء الهجمات التی قادتها الولایات المتحدة واحتلالها البلاد.
ویبدو أن المدینة الأکثر تضرراً هی الفلوجة (2004) الواقعة فی وسط العراق، وکذلک البصرة فی الجنوب (دیسمبر 1998، ومارس وأبریل 2003).
وتبین السجلات أن العدد الإجمالی للعیوب الخلقیة التی شخصها الفریق الطبی فی مستشفى البصرة للأمومة قد تزاید إلى أکثر من الضعف بین الأعوام 2003 و 2009.
أما فی الفلوجة، یعانی أکثر من نصف الأطفال المولودین بین الأعوام 2007 و2010، من شکل من أشکال العیوب الخلقیة، مقابل أقل من اثنین فی المئة عام 2000.
موزاغان سافابیساهانی هی المؤلفة الرئیسیة لأحدث دراسة صدرت فی نشرة تلوث البیئة وعلم السموم، بعنوان “التلوث بالمعادن ووباء العیوب الخلقیة الولادیة فی المدن العراقیة”.
وتقول أن فی دراسة حالة 56 من أسر الفلوجة، أوضح تحلیل المعادن فی عینات الشعر التلوث بمعادن الأعصاب المعروفة: الرصاص والزئبق.
وتحدثت جولیا کلاس، مراسلة وکالة إنتر بریس سیرفس، مع موزاغان سافابیساهانی حول الأزمة الصحیة فی العراق والعواقب الطویلة الأجل للتعرض للمعادن الناجمة عن القنابل والذخائر.
وعند سؤالها عن توفر أی دلیل على تأثیر هذه المشکلة على المدن العراقیة الأخرى أیضاً، أجابت:”هناک بحث أخر عن مدینة أخرى، وأعتقد أن هناک أشیاء مماثلة. وأعتقد أنه من الممکن أن تتأثر کل الأماکن. ففی بعض الأماکن الأخرى نشهد حالات مماثلة ولکن لا توجد دراسات تشیر إلى ذلک. وهناک احتمال کبیر بأن الأماکن الأخرى التی تعرضت للقصف یظهر فیها أشیاء مماثلة”.
هذا ولقد وجدت الدراسة تشوهات خطیرة فی الأطفال الرضع فی وقت متأخر من عام 2010.
وبسؤالها عن عدد السنوات التی سوف یستمر فیها التأثر بالحرب، أجابت “عندما أتحدث بصفتی عالمة فی السموم البیئیة، أعتقد أنه طالما لا یتم تنظیف البیئة، وطالما لا یتم العثور على مصدر هذا التلوث العام، وطالما یتعرض الناس لهذا التلوث على أساس یومی… فسوف تظل هذه المشکلة قائمة”.
وأضافت”ما نراه هو أن التشوهات فی زیادة. وأعتقد أن أفضل خطوة فی الوقت الراهن هو إجراء اختبار بیئی على نطاق واسع -اختبار المیاه والهواء والغذاء والتربة، وکل ما هو على اتصال مع الناس- بحثاً عن وجود المعادن السامة وغیرها من الأمور الموجودة فی البیئة”.
“حالما نتعرف علی المصدر، یمکننا عندئذ تنظیفه. وما لم نفعل ذلک، سیستمر ذلک التلوث فی التسبب بالتشوهات لأن الناس ما زالوا یتعرضون لمصادر التلوث”.
وبسؤالها عن نوع الذخائر المسؤولة عن هذا النوع من التلوث الواسع النطاق، أجابت بأنه بالرجوع إلى بعض الوثائق العسکریة الأمریکیة فالمواد التی یمکن أن تؤدی إلى هذا التلوث هی مختلف المعادن الموجودة فی ذخیرة الأسلحة الصغیرة.
وشرحت الخبیرة أن السبب یمکن أن یکون أی شیء.. بدءاً من القصف، إلى القنابل التی تسقط على المکان، أو قنابل الدبابات، أو حتى الرصاص.. فکلها تحتوی على معادن مماثلة، بما فی ذلک التسمم بالزئبق والرصاص “وهذا هو ما وجدناه فی أجسام الناس الذین یعیشون فی مدن الفلوجة والبصرة”.
وعن سؤال عما إذا سبق لها التعاون مع باحثی منظمة الصحة العالمیة الذین یجرون بحوثا مماثلة، مع النتائج التی توصلوا إلیها والتی ستصدر فی الشهر القادم، أجابت:” لا، لم أکن على اتصال مع منظمة الصحة العالمیة أو أی منظمة أخرى. نحن نعمل فقط مع مجموعة من العلماء”.
أما فیما یتعلق بردود الفعل الرسمیة على هذا البحث من قبل الحکومات العراقیة والأمریکیة أو البریطانیة، فذکرت العالمة ان رد وزارة الدفاع الأمریکیة هو أنهم لا یعلمون بوجود أیة تقاریر رسمیة تشیر إلى وجود مثل هذه مشاکل فی البصرة أو الفلوجة.
أما عن کیفیة تعامل نظام الرعایة الصحیة المحلی مع حالات الطوارئ المماثلة، وکیف یمکن توفیر إجراءات إدارة التلوث والرعایة الطبیة فی هذه المناطق، فتری عالمة السموم البیئیة أن المستشفیات فی المدینتین محل الدراسة تعمل فوق طاقتها.
“هناک حاجة اتنظیم الأطباء والعلماء والأشخاص المتخصصین فی هذا المجال للمساعدة فی تنظیف المناطق الملوثة. لا بد من تنظیمهم، وإحضارهم إلى هاتین المدینتین وحملهم على بدء العمل. إلا أن کل ذلک یتطلب الدعم المالی وأنواع أخرى من الدعم. فلابد من الدعم المالی والسیاسی وأیضا لتحقیق هذه الغایة”، وفقا للعالمة.

شاهد أيضاً

بن غفير: زعيم الإرهاب قائدا للأمن!

بن غفير: زعيم الإرهاب قائدا للأمن!

الاخبار – القدس العربي: قام جندي إسرائيلي بتهديد نشطاء فلسطينيين وإسرائيليين كانوا يتضامنون مع أهالي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *