مازالت جهات سياسية، وواجهات عشائرية، تعيش أوهام مخططات دفنتها ارادة العراقيين في مزابل المؤامرات، وواحدة من هذه المخططات، دعوة عشائر من محافظة الانبار الى تدخل قوات امريكية وتركية لمسك الارض.
وقال شيوخ عشائر من هذه المحافظة، انهم يدعون الى هذه القوات الاجنبية، لتحرير المدن من تنظيم “داعش”، مشيرين إلى أن عناصر تنظيم “داعش” الارهابي، بدأوا بالتوسع والسيطرة على مناطق جديدة.
وهذه التصريحات المُعيبة، والتي تعبر عن قصر النظرة الى الاحداث، وطائفية الطرح، تتناقض بشكل صارخ مع موقف رئيس الوزراء حيدر العبادي، الذي اعلن ان العراق يرفض التدخل البري في العراق لقتال “داعش”.
لم يكلّف اولئك الذين يعتبرون انفسهم واجهات مجتمعية انفسهم ، التفكير في “تبعات” تصريحاتهم، التي تجعل منهم مُسوّقين لاحتلال جديد لبلدهم، بعدما كانوا طيلة الفترة الماضية حواضن ارهابية، دعمت “داعش” ووفّرت لها سبل البقاء، انطلاقاً من مواقف طائفية.
وليس خافياً، انّ هذه المواقف، تجعل من هؤلاء بعيدين عن الحلول الوطنية، والوقوف الى جانب الجيش العراقي وقوات “الحشد الشعبي”، مفضّلين عليها “الاجنبي”..تأملوا، لو ان عراقيين في الوسط والجنوب دعوا الى تدخل قوات ايرانية في بلدهم، وماذا سيقول اولئك عنهم؟
ان العراقيين لا يحتاجون الى التدخل البري الاجنبي، مثلما هم في أقصى الحاجة الى اسكات الاصوات النشاز التي تغرد خارج سرب “الحرب الوطنية” على الارهاب.
ان من يسعى الى استيراد القوة الاجنبية، هو ذاته الذي احتضن “داعش” طيلة الفترة الماضية، ولن يكون جديراً بالثقة، وعلى ابناء العشائر، اقصائه من الواجهة قبل ان يلحق بهم العار.