تركيا توظّف خطر “داعش” لاحتلال أجزاء من العراق وسوريا

تثير موافقة البرلمان التركي،الخميس، على اقتراح يفوض الحكومة بالقيام بعمل عسكري ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” الارهابي، القلق الاقليمي، من توسع النفوذ التركي على حساب الاكراد، واجتياح اراض في العراق وسوريا، وضمها الى تركيا، وفرض المعادلة الجغرافية والسياسية الجديدة كأمر واقع يجب القبول به، تحت ذريعة محاربة “الدولة الاسلامية” وابعادها عن الحدود التركية.

ويمنح التصويت، الحكومة التركية، سلطات لتصدر الأمر بتوغلات عسكرية عبر الحدود في سوريا والعراق لمواجهة مخاطر هجوم “من كل الجماعات الإرهابية” وإن كان لا يوجد ما يشير إلى أن هذا العمل وشيك.

وفيما تشير تحليلات “المسلة” الى ان هذا الاحتمال قائم اليوم اكثر من أي وقت مضى اذا ما تذكرنا ان تركيا هددت في اكثر من مرة في التدخل في سوريا لحماية قبر جد العثمانيين الاول في سوريا، و واجه معارضة اقليمية ودولية، فان المحامي والمحلل السياسي ادوار حشوة يؤكد ان “داعش” تقدم للأتراك ذريعة لاحتلال اجزاء من سوريا.

وفي ذات الوقت، فان الاطماع التركية في الموصل تمثل اغراءً للكثير من القوميين الاتراك للتهديد باحتلال المدينة في اكثر من مرة.

ويرى حشوة ان التنسيق بين المخابرات التركية و”داعش” لم يعد اشاعات ولا اتهامات وقيام “داعش” باعتقال الجنود الاتراك الذين يتولون حراسة قبر جد العثمانيين سليمان شاه الواقع على الفرات، والذي هو ارض تحت السيادة التركية بموجب معاهدة دولية، قد يكون ذريعة متفق عليها لتدخل تركي كان اردوغان، يلح عليه منذ بداية الازمة السورية، والاميركيون يرفضون.

وتساءل حشوة عن السبب في عدم قيام التنظيم الارهابي، المنتسب للمذهب “الوهابي” والذي قام بتدمير كل الاضرحة في مناطق سيطرتها لكنه استثنى قبر جد العثمانيين تماما.

الى ذلك، فان وزير الدفاع التركي، عصمت يلمظ قال للبرلمان، الخميس ان “النفوذ المتزايد للجماعات المتطرفة في سوريا يهدد الأمن القومي لتركيا… والهدف من هذا التفويض هو تقليل آثار الاشتباكات على حدودنا الى أدنى حد ممكن”.

وتقدم مقاتلو “الدولة الاسلامية ” الى مسافة بضعة كيلومترات من بلدة كوباني الحدودية التي يغلب على سكانها الأكراد من ثلاثة اتجاهات، الخميس، ليعززوا بذلك مكاسبهم بعد ان سيطروا على مئات القرى التي تحيط بالبلدة في الأسابيع الاخيرة.

وسعت موافقة البرلمان التركي تفويضا استهدف في البداية السماح لأنقرة بضرب مقاتلين أكراد في شمال العراق والدفاع عن تركيا من أي خطر من قوات الرئيس السوري بشار الاسد، لكنه لا يشير بالضرورة الى ان هناك عملا وشيكا.

وتعهد الجيش التركي، بالدفاع عن قبر سليمان شاه جد مؤسس الإمبراطورية العثمانية الموجود في شمال سوريا وتحرسه قوات تركية وقال لقواته هناك إنه سيهرع للدفاع عنها إذا لزم الأمر، ما يشكل – بحسب مراقبين- اشارات الى نية تركية لاحتلال اجزاء من الارض السورية.

ووفق تحليلات، فان تركيا تسعى الى ابقاء فوضى عارمة في المناطق المحاذية لها في كل من العراق وسوريا، تمهيدا لتعزيز المبررات التي تجعل من بقاء القوات التركية في الاراضي العراقية والتركية امرا مشروعا،على رغم ادراك انقرة ان الامر برمته يواجه رفضا اقليميا ودوليا.

شاهد أيضاً

بن غفير: زعيم الإرهاب قائدا للأمن!

بن غفير: زعيم الإرهاب قائدا للأمن!

الاخبار – القدس العربي: قام جندي إسرائيلي بتهديد نشطاء فلسطينيين وإسرائيليين كانوا يتضامنون مع أهالي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *